في العمق 7 ملاحظات على الأوامر الملكية السعودية لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr مثَّلت الأوامر الملكية التي أصدرها الملك سلمان عبد العزيز إعادة تأكيد على قوة العقد الاجتماعي السعودي، وصعدت بنجم أبناء العاهل السعودي إلى آفاق أرحب، وكشفت عن المفارقةِ الأبرز في المجتمع السعودي. وكان لافتًا أنها حظيت بدعم إعلامي فوريّ، ونصت على تدشين جهاز أمني قابض قد يكون له دورٌ كبير في مستقبل المملكة، وجاءت عشية زيارة “السيسي” بعد فترة من التوتر بين البلدين. العقد الاجتماعي البدلات والمكافآت والمزايا المالية التي سيحصل عليها الموظفون المدنيون والعسكريون، لن تكلّف الميزانية السعودية عبئًا جديدًا؛ لأنها كانت سارية بالفعل حتى قبل سبتمبر الماضي حين صدر قرار بوقفها خلال جلسة لمجلس الوزراء. أشارت بلومبرج إلى أن وقف هذه العلاوات في إطار خطة تقشف أوسع أثار تذمر السعوديين الذي اعتادوا على منح الدولة السخية، لذلك جاءت هذه القرارات الملكية لتخفيف الاستياء الشعبي. وقال الزمير البارز في جامعة نانيانغ التكنولوجية، جيمس دورسي: ” إن القرار يشكل خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بصياغة عقد اجتماعي جديد لم يعد يقدم الرفاه العام للمواطنين السعوديين من المهد إلى اللحد”. وقالت فاينانشيال تايمز: إن إعادة هذه المنح بعد ستة أشهر فقط من وقفها يُبرِز حدود الإصلاح في المملكة؛ حيث يتعين على الأسرة الحاكمة أن توفر للشعب سبل المعيشة مقابل الولاء للدولة. عصفوران بحجر * إلى جانب المشاعر الشعبية، اصطاد هذا السخاء الملكيّ عصفورين آخرين: – نسب وزير الدولة السعودي محمد آل الشيخ فضل إعادة المخصصات إلى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. – صرَّح “آل الشيخ” بأن هذا القرار جاء بعد أداءٍ أفضل من المتوقع للميزانية في الربع الأول من عام 2017، وتحسن قوي في الوضع المالي للحكومة بفضل الإجراءات التي اتخذت خلال العامين الماضيين. الأبناء الثلاثة إلى جانب محمد بن سلمان، سُلِّطَت الأضواء على نجلين آخرين للعاهل السعودي تم تعيينهما في مناصب حساسة (سفارة المملكة إلى واشنطن وإدارة أكبر مصدر دخل للبلاد)، هما: – الأمير خالد بن سلمان (مواليد 1988)؛ عُيِّنَ سفيرًا للسعودية في واشنطن. تلقى تدريبًا على الطيران في قاعدة كولومبوس بولاية مسيسيبي، وشارك في الضربات الجوية التي استهدفت داعش في سوريا. – الأمير عبد العزيز بن سلمان (مواليد 1960)؛ عُيِّنَ وزير دولة لشؤون الطاقة، بعدما كان نائبًا لوزير النفط في عام 2015، وهو حاصل على الماجستير في الإدارة الصناعية. شفافية انتقائية من المفارقات أن الأوامر الملكية التي صعدت بنجم أبناء العاهل السعودي إلى آفاقٍ أرحب، تضمنت التحقيق مع وزير الخدمة المدنية خالد بن عبدالله العرج، بعد إقالته من منصبه؛ لأنه عيَّن ابنه عبدالله براتب قدره 21600 ريال “بطريقة غير نظامية”. دعم إعلاميّ حظيت هذه القرارات الملكية بدعمٍ إعلامي واسع وفوريّ. وكان لافتًا- على سبيل المثال سرعان ما نشرت قناة العربية تقريرًا حول مكاسب السوق السعودي نتيجةً لأوامر الملك سلمان. ارتفاع مؤشر السوق السعودي بنسبة 1.5%، وكذلك أغلبية الأسهم المتداولة، يتقدمها سهما “سابك” و”مصرف الراجحي” بنحو 1%؛ كانت بفضل هذا المرسوم الملكيّ الحكيم، بحسب القناة السعودية. جهاز أمني قابض أحد الإجراءات اللافتة التي تمخضت عنها الأوامر الملكية، تدشين مركز للأمن الوطني، يرتبط بالديوان الملكي مباشرة، على غرار جهاز “ان سي اس سي” المرتبط مباشرة بالرئيس الأمريكي. من المتوقع أن يعمل هذا الجهاز على جمع تقارير أجهزة الأمن المختلفة وتحليلها ومقارنتها ببعضها، والتحقق من سلامة المعلومات واتخاذ القرار، بحسب تصريحات الخبير الاستراتيجي، العميد ركن متقاعد الدكتور علي التواتي لقناة العربية. وهي الخطوة التي لا يمكن عزلها عن التكهنات بشأن الخلافة في المملكة، ومستقبل وصلاحيات ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بل وربما الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني. عشية زيارة السيسي صدرت هذه القرارات عشية زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرياض لعقد قمةٍ مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز؛ “تتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب”. بعيدًا عن الأوامر الملكية ذاتها، تنبع أهمية الزيارة من أنها الأولى بعد سلسلة من التوترات بين البلدين، وربما قبيل حسم مسألة نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة.