الرئيسية ماذا بعد؟ ما الذي تعنيه القرارات الملكية السعودية لأمريكا وإسرائيل وقطر وإيران واليمن؟

ما الذي تعنيه القرارات الملكية السعودية لأمريكا وإسرائيل وقطر وإيران واليمن؟

2 second read
0

إعادة ترتيب خط الخلافة في السعودية تم بطريقة “دراماتيكية”، رغم أنها كانت متوقعة، وستكون لها عواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للرياض، والشرق الأوسط ككل.

هذه خلاصة رؤية محرر الشؤون الدبلوماسية الدولية في شبكة سي إن إن، نيك روبرتسون، حول ما تعنيه القرارات الملكية السعودية- التي أصدرها العاهل السعودي للإطاحة بالأمير محمد بن نايف وتصعيد الأمير محمد بن سلمان- بالنسبة للعالم.

هل كانت القرارات الملكية متوقعة؟

على الرغم من أن هذا الإعلان أثار الكثير من الدهشة، إلا أن هذه الخطوة كانت متوقعة منذ فترة طويلة. ذلك أن منح الملك ابنه الكثير من السلطات على الصعيد الداخلي خلال السنوات الأخيرة؛ أعطى المراقبين السعوديين انطباعا بأنه يُهيَّأ للقيادة.

ماذا يعني للولايات المتحدة؟

الأولويات الأمريكية الرئيسية في الشرق الأوسط هي الاستقرار والقدرة على التنبؤ (عدم حدوث مفاجآت)، وتعيين محمد بن سلمان ذو الخبرة القليلة نسبيا هو مما لاشك فيه تحول عن هذا الخط.

حين شغل منصب وزير للدفاع، اتخذ الأمير خطا متشددا تجاه قطر وإيران واليمن، وبالتالي يجدر بالولايات المتحدة توقُّع أن تجد نفسها عالقة في موجات من التوتر السياسي في المنطقة تشبه حركة المد والجزر.

تمثل الأزمة الدبلوماسية الحالية بين السعوديين وقطر درسًا للولايات المتحدة في دبلوماسية المشي على الحبل المشدود.

فبينما تؤيد واشنطن السعوديين في هذا الخلاف- الذي يقوده ولي العهد السعودي الجديد- وبصورة علنية فإنها تحافظ في الوقت ذاته على قاعدتها العسكرية الكبيرة في قطر.

الآن، مع تولي مسؤولية ولي عهد شخصًا أكثر حماسًا، من المعقول افتراض أن السعوديين سيضاعفون من مواقفهم المتشددة تجاه قطر وإيران والصراع اليمني.

ماذا يعني لقطر؟

الرسالة واضحة بالنسبة لـ قطر: توقع المزيد من التصعيد الراهن. ذلك أن تعيين محمد بن سلمان يعني أن الخط الثابت الذي يتخذه السعوديون سيستمر، وأنه لا أصوات أكبر سنًا وأكثر حكمة سوف تنقضّ وتعدّل الموقف السعودي في أي وقت قريب.

ماذا يعني لإيران؟

من شأن هذه الخطوة أن تزيد من زعزعة استقرار الوضع غير المستقر أصلا. فى يونيو الماضى، أشار الايرانيون بأصابع الاتهام إلى السعوديين بخصوص الهجومين الإرهابين اللذين استهدفا العاصمة طهران. ثم استخدموا ذلك كذريعة لإطلاق الصواريخ الباليستية على سوريا.

جاء ذلك بموازاة تصاعد التوتر بين البلدين مؤخرا بوتيرة بطيئة، واتخاذ محمد بن سلمان خطا متشددا ضد إيران، حتى أنه قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس: “نحن هدف رئيسي للنظام الايراني. ولن ننتظر أن تكون المعركة في السعودية، بل سنعمل على أن تكون المعركة بالنسبة لهم في إيران”.

مرة أخرى، وفي غياب الأصوات الأكثر خبرة من حوله، سيشعر ولي العهد الجديد بالشجاعة التي ستدفعه إلى مواصلة رؤيته لحشد تحالف سني أكبر، ترأسه السعودية كقوة رائدة بدون منازع في الشرق الأوسط، وهو ما قد يؤدي إلى سوء تقدير خطير.

ماذا يعني للصراع اليمني؟

من المؤكد أن هذه القرارات لا تقربنا من السلام في اليمن. ذلك أن محمد بن سلمان لعب دورا كبيرا في هذا الصراع لمساعدة القوات اليمنية في محاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وبالتالي فإنها حربه الخاصة، من بعض النواحي، ويجب أن تمضي قُدُمًا.

لكن الأمر يتعدى كونه مجرد حفظ ماء الوجه، بل يرتبط الاستقرار السعودي بالاستقرار اليمني، ولهذا السبب ستحتاج المملكة إلى مواصلة دعم اليمن.

لكن الواقع الوحشي هو أن الصراع في اليمن هو في حقيقته حرب بين إيران والسعودية، وولي العهد الجديد هو أحد مهندسيها، ولن يتم حل هذا النزاع بالطرق الدبلوماسية في أي وقت قريب.

ماذا يعني لإسرائيل؟

لم يتطرق “روبرتسون” إلى إسرائيل، لكن أول تصريح يدلي به مسؤول إسرائيلى عقب التغييرات التي شهدتها الأسرة الملكية السعودية، جاء على لسان وزير الاتصالات، أيوب قرا، الذي رحَّب بتنصيب الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد في السعودية، معربًا عن أمله في أن يؤدي هذا التغيير إلى تسارع تقارب المملكة مع إسرائيل.

وقال “قرا” في بيان: إن “تعيين سلمان يعني المزيد من التعاون الاقتصادي في الشرق الاوسط، وليس فقط في مجال النفط”، حسبما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وأضاف: “إن تعزيز العلاقات مع حكومة ترامب هو بداية مرحلة جديدة ومتفائلة (من العلاقات) بين السعودية والدول الإقليمية ومن بينها إسرائيل والشعب اليهودي”.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم ماذا بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

مستقبل الأمن المائي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية

* التوقعات الرئيسية: – يمكن استنزاف الجزء القابل للاستغلال من طبقات المياه العذبة ال…