ماذا بعد؟ القدس والنووي في بؤرة السجال الإيراني-الإسرائيلي.. إرهاصات حرب أم مقدمات تسوية؟ (2/2) لـ العالم بالعربية منشور في 5 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr بينما يدق الجميع طبول الحرب ضد طهران، يغرَّد الأوروبيون خارج السرب، إلى حد أن جيمس وات، سفير بريطانيا السابق في لبنان والأردن ومصر، نصح ترامب بـ”تحسين العلاقات مع إيران”. خطوة واحدة إلى الخلف بينما تستمر الأوضاع الإقليمية في الانزلاق إلى الفوضى، كتب وات في صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الطريقة الوحيدة هي العودة لنزع فتيل التوتر هي: إلى الوراء وإلقاء نظرة فاحصة على الأساسيات، وتحديدًا نقطتين ملتهبتين: (1) الأكثر شهرة، هو اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، مخالفًا سبعة عقود من الإجماع الدولي حول الطبيعة الفريدة للمدينة، (2) انزلاق اليمن إلى مرحلة دموية جديدة على درب الحرب المدمرة المستمرة منذ سنوات، في ظل انهيار التحالف بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يرجح أن يؤدي مقتله إلى مزيد من الاقتتال بين الفصائل اليمنية. أفضل فرصة للحلول الدبلوماسية وبينما يقود رجال الأمن الإسرائيليين المخضرمين احتجاجا ضد إجراء محادثات مع إيران، هناك أصوات أمريكية، يصفها السفير البريطاني السابق بأنها “محترمة”، تدعو إلى وضع حد لشيطنة إيران، وضرورة اعتراف الإدارة الأمريكية بأن الرئيس روحاني يوفر أفضل فرصة للحلول الدبلوماسية، بينما تحذر من مغبة انزلاق الكونجرس إلى فخ فرض المزيد من العقوبات ضد طهران. وتماشيًا مع دوره الحالي كشريك في شركة THE AMBASSADOR PARTNERSHIP LLP البريطانية المتخصصة في تقديم الاستشارات المتعلقة بالمخاطر السياسية، ينصح وات بتقدیم المشورة الصادقة للمملکة العربیة السعودیة بشأن أفضل السبل لبناء أمن إقلیمي، وهو ما يعني ضمنيًا إيجاد بديل للنهج الناريّ الذي يتبناه ولي العهد محمد بن سلمان. ديناميكية معقدة.. هل هناك مصالح مشتركة بين إيران وإسرائيل؟ قبل أن يشعل ترامب المنطقة بإعلان القدس، وتحديدًا في غرة ديسمبر الجاري، كتب كامران بخاري في جيوبوليتيكال فيوتشرز عن الديناميكية المعقدة التي تحكم العلاقات بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن البلدين لديهما بعض المصالح المشتركة، على الرغم من أن الأمور لا تبدو كذلك للوهلة الأولى. يستند بخاري إلى بعض المؤشرات التي ظهرت قبل أسبوعين وتشير إلى أن لإيران وإسرائيل مصلحة مشتركة في تجنب الصراع: – تصريح وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان بعدم وجود قوات إيرانية فى سوريا سوى مستشارين وخبراء، على الرغم من إعلان بنيامين نتانياهو في يوليو أن إيران ترغب في إقامة قواعد عسكرية في سوريا وهو ما لا يمكن أن يقبله الإسرائيليون. – رسالة بعث بها بشار الأسد إلى نتانياهو عبر بوتين مفادها أن سوريا ستوافق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على بعد 25 ميلا من مرتفعات الجولان، مقابل تعهد إسرائيل بعدم إسقاط النظام السوري الموالي لإيران. – تراجع الأسد عن المطالب الإيرانية بإقامة قواعد عسكرية في بلاده، وهو ما يدل- بحسب التغطية الإسرائيلية- على أن إيران قد تخسر نفوذها في سوريا، وهو ما يخفف المخاوف الإسرائيلية بشأن نفوذ طهران هناك. الحرب ليست في مصلحة أحد وفي ظل التقارب بين إسرائيل والسعودية من جانب، وتصاعد العداء بين الرياض وطهران من جانب آخر، يؤكد كامران بخاري أن إسرائيل لن تورط نفسها في مثل هذا الصراع للدفاع عن السعوديين، ولن تتدخل إلا إذا كان ذلك في مصلحة إسرائيل نفسها. لكن إسرائيل تريد تجنب هذا السيناريو؛ لأن لديها مشاكل أخرى يجب أن تتعامل معها: كانت إسرائيل آمنة إلى حد ما عندما كان تنظيم الدولة يشكل تهديدا كبيرا لأعدائها الرئيسيين الذين كانوا مشغولين جدا بدعم وكلائهم في سوريا والعراق بدلا من التركيز على إسرائيل. لكن نظام الأسد- المدعوم من روسيا وإيران وحزب الله- هزم معظم الجماعات المتمردة السنية في سوريا، وفقد تنظيم الدولة مناطق سيطرته الحضرية. وهذا يعني أن كل القوى الشيعية والسنية التي تقاتل بعضها البعض في الحرب الأهلية السورية قد تحول تركيزها إلى إسرائيل مرة أخرى. صحيح أن تفكك تنظيم الدولة يترك طهران في وضع أقوى، لولا أن النظام السوري قد يبدأ في مقاومة النفوذ الإيراني بمجرد أن يحظى بفسحة لالتقاط الأنفاس. وهكذا يبدو أن لإيران وإسرائيل مصلحة في تجنب الصراع، على الأقل في هذه المرحلة.