في العمق باكستان والسعودية.. هل تصمد العلاقات الأمريكية أمام اختبار الزمن؟ لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr Russian President Vladimir Putin shows the way to Saudi Arabia's King Salman during a meeting at the Kremlin in Moscow, Russia, October 5, 2017. REUTERS/Yuri Kadobnov/Pool كان هناك منطق يدعم العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية وباكستان، لكنه لم يعد موجودًا الآن بحسب التحليل الذي كتبه كامران بخاري في جيوبوليتيكال فيوتشرز. المشهد الأول التقى الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس فلاديمير بوتين فى موسكو يوم 5 أكتوبر، في أول زيارة يقوم بها العاهل السعودى لروسيا. وبموجب الصفقات التى وُقِّعَت خلال الزيارة؛ سيضخ السعوديون مليارات الدولارات من الاستثمارات في روسيا، وسوف ترسل روسيا أجهزة عسكرية، من بينها منظومة الدفاع الصاروخي S-400 إلى المملكة. وهو تطوُّر هام بالنسبة لبلد يحصل عادة على أسلحته من الولايات المتحدة. المشهد الثاني من ناحية أخرى، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد: إن جهاز الاستخبارات الباكستان له علاقات بمنظمات إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس إن واشنطن ستمنح باكستان فرصة أخرى للمساعدة فى التسوية الأفغانية قبل أن تلجأ إلى خيارات أكثر صرامة. الانجراف بعيدًا كانت الولايات المتحدة حليفا لباكستان والسعودية منذ تأسيسهما تقريبا. وفي ظل صعود الاستعمار وموته البطيء ، أتيحت فرصة للدول الجديدة لتشق طريقها، ما تطلّب بحثًا عن دعم القوى العظمى. بعد صعود الولايات المتحدة إلى مكانة بارزة بعد الحرب العالمية الثانية واجهت عدوا جديدا: الاتحاد السوفياتي، خلال الحرب الباردة. وكانت واشنطن بحاجة إلى حلفاء في جميع أنحاء العالم لمساعدتها على احتواء انتشار النفوذ السوفيتي، ووجدت بالفعل حليفين اثنين: إسلام أباد والرياض. بيدَ أن الحرب الباردة وضعت أوزارها، والمنطق الذي قرَّب بين هذه البلدان لم يعد موجودا. والآن تنجرف السعودية وباكستان بعيدا عن الولايات المتحدة، وإن كان ببطء، وبينما يبحثان عن شركاء جدد سيجد الأمريكيون صعوبة متزايدة في إدارة الشرق الأوسط وجنوب آسيا. العلاقات الأمريكية-السعودية تأسست السعودية في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. في ذلك الوقت، كانت بريطانيا هي القوة الرائدة في الشرق الأوسط. سيمر أكثر من من عقد حتى تصبح الولايات المتحدة قوة هيمنة على النحو الذي نعرفه اليوم، ثم خمس سنوات حتى يُكتَشف النفط تحت الرمال السعودية. وفي مواجهة المستقبل غير المؤكد، كانت الدولة السعودية الشابة تحتاج إلى أكبر قدر يمكن أن تحصل عليه من الدعم السياسي، وبشكل خاص كانت بحاجة إلى الاعتراف الدولي. في الوقت ذاته، كان السوفييت يوسعون نفوذهم في جميع أنحاء العالم. فاغتنموا الفرصة ليكونوا أول من يعترف بالمملكة الجديدة، وكان ذلك جزءا من جهودهم لإيجاد حلفاء بين الدول الناشئة حديثا في الشرق الأوسط. لكن بعد فترة وجيزة، اشتعلت الحرب العالمية الثانية. وحين وضعت الحرب أوزارها وهدأ الغبار، كانت الولايات المتحدة تحل مكان بريطانيا باعتبارها القوة السائدة في الشرق الأوسط. لا تزال المملكة العربية السعودية دولة رائدة عالميا في إنتاج النفط، لكن النفط لم يعد يعطيها النفوذ الذي كانت تتمتع به يومًا لدى الولايات المتحدة. حيث مكنت الثورة الصخرية الولايات المتحدة لتصبح منتجا رئيسيا ومُصَدِّرا للنفط الخام. علاوة على ذلك، أدى ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة إلى خفض الأسعار لدرجة أن السعوديين لم يعد بإمكانهم تحقيق أرباح كافية من بيع النفط لتحقيق التوازن في ميزانيتهم. العلاقات الأمريكية-الباكستانية أصبحت باكستان دولة في عام 1947، وبحلول منتصف الخمسينيات كانت جزءا من خط الاحتواء الأمريكي ضد السوفييت. وفي نهاية المطاف، تحالفت الهند، جارة باكستان ومنافستها، مع موسكو. ولمَّا كانت النخبة السياسية الباكستانية مناهضة للشيوعية وتلقت تدريبها على يد البريطانيين؛ كانت الولايات المتحدة هي الخيار الطبيعي أمام إسلام أباد للتحالف. لكن حين وجدت الولايات المتحدة نفسها في خضم أطول حرب في تاريخها، دون أي طريقٍ واضح للخروج؛ تصاعدت التوترات بين الحليفين إلى حد أن الولايات المتحدة تعلن الآن أن باكستان طرف عدائي. البحث عن بديل تكمن المعضلة بالنسبة للولايات المتحدة في أن علاقاتها مع السعودية وباكستان تدهورت، لكن واشنطن لا تزال بحاجة إلى العمل مع كلا البلدين. هي بحاجة إلى السعوديين للتأكد من كبح جماح القوة الإيرانية في الشرق الأوسط. ولا يمكنها تحمل مغبة ممارسة ضغط كبير على باكستان وإلا ستتسرب الفوضى من أفغانستان عبر الحدود. كما أثرت الحرب الأمريكية ضد الجهاديين على العلاقات مع البلدين. حيث أجبرت واشنطن كلا الحكومتين على اتخاذ مواقف صعبة في الداخل، وشاركت مع الجهات الفاعلة التي تعتبرها كلا البلدين عدوًا: إيران في حالة السعوديين، والهند في حالة باكستان. وهكذا يذهب السعوديون والباكستانيون إلى استكشاف خيارات أخرى. وفي حين تحاول باكستان بالفعل توثيق علاقاتها مع الصين، يمد السعوديين حبال التواصل مع الروس. وبالتالي أصبحت جهود الولايات المتحدة لإدارة هذه المناطق تزداد تعقيدا بكثير.