في العمق تقرير إدارة المخاطر: السعودية (أبريل 2015) لـ العالم بالعربية منشور في 12 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr Saudi army officers walk past F-15 fighter jets, GBU bombs and missiles displayed during a ceremony marking the 50th anniversary of the creation of the King Faisal Air Academy at King Salman airbase in Riyadh on January 25, 2017. / AFP PHOTO / FAYEZ NURELDINE ترجمة: علاء البشبيشي يستهل التقرير بتوفير خلفية سياسية واقتصادية، قبل استعراض أحدث التطورات المتعلقة باليمن وانتقال السلطة وأسعار النفط. * إطلالة عامة – السياسة: تأسست المملكة العربية السعودية في عام 1932، وهي عملاق مجلس التعاون الخليجي؛ من حيث عدد السكان والمساحة والثروة النفطية، إلى جانب ما تدعيه من سلطة دينية. يحكمها نظام ملكي مطلق، وحكامها حتى اليوم من أبناء الملك عبدالعزيز (ابن سعود). في 23 يناير أصبح الملك سلمان بن عبد العزيز- بعد وفاة أخيه عبدالله عن عمر يناهز 90 عاما- سادس أبناء ابن سعود الذين يتولون عرش المملكة. ويُنظَر لسلمان على أنه محافظ أكثر من عبدالله، الذي شهد عهده بعض الإصلاحات في مجالات التعليم والقضاء وتعيين المرأة في مجلس الشورى. بيدَ أن ثمة مخاوف بشأن لياقته للحكم، حيث يبلغ من العمر 79 عاما، وأصيب لمرة واحدة على الأقل بجلطة، ويُعتَقَد أنه يعاني من مشكلات صحية عقلية تتعلق بطعنه في السن. صحيح أن الملك عبدالله بذل الكثير خلال سنوات حكمه الـ10 لاستعادة الاستقرار، لكن سلسلة من الأزمات الإقليمية المعقدة جعلت الوقت الراهن صعبًا بالنسبة للمملكة. حيث انضمت السعودية إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في محاولة لدحر متطرفي تنظيم الدولة في العراق، وتقود الرياض جهودًا داخل مجلس التعاون الخليجي في محاولة لوقف انزلاق اليمن إلى حرب أهلية. محليًا، تواجه أسرة آل سعود الحاكمة مشكلات تشمل الفقر في أوساط الطبقة الدنيا، وطفرة في عدد السكان، وجموحا في استخدام الطاقة، وارتفاعا في معدلات البطالة، واضطرابا في أوساط المجتمع الشيعي، وتهديدًا من المتطرفين السنة الموكلين من تنظيم الدولة. ومنذ العام 2011، تُظهِر الحكومة القيل من التسامح مع المعارضة السياسية. – الاقتصاد: تلعب المملكة العربية السعودية دورا حاسمًا في أسواق النفط: فهي أكبر منتج في العالم، بإنتاج قد يتجاوز 10 مليون برميل يوميًا. وشركة أرامكو السعودية هي أكبر مُصَدِّر للنفط في العالم. ووفقا لمنظمة الدول المصدر للبترول (أوبك)، تمتلك المملكة ثاني أكبر احتياطي في العالم (265.8 مليار برميل) بعد فنزويلا. ومع انخفاض أسعار النفط، فضَّلت السعودية حماية حصتها في السوق على (رفع) الأسعار، مقدرة أن احتياطاتها المالية الضخمة ستكون كافية للتخلص من قيود الميزانية على المدى القصير. وقد بدأ الملك سلمان عهده بخلعَةٍ سخية، متعهدًا بقرابة 29 مليار من الرواتب الإضافية والإعانات والدعم، في إشارة إلى أنه لا ينتوي الإخلال بالعقد الاجتماعي الذي يدعم شرعية العائلة الحاكمة (المال مقابل الولاء). وبينما لا يزال الجزء الأكبر من الوردات يأتي من صادرات النفط- 359.6 مليار في عام 2014، وفقا لبيانات الحكومة، مقارنة بـ 55.5 مليار من الصادرات غير النفطية- تتوقع ميزانية عام 2015 (التي يعتقد أنها لا تزال تعتمد على سعر برميل النفط عند حاجز 60 دولارًا) عجزًا قيمته 145 مليار ريال سعودي (38.7 مليار دولار). وتطمح المملكة لأن تصبح أحد أكثر الاقتصاديات تنافسية في العالم، ما يقود إلى إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وتحسينات لنظم النقل، والتحرك نحو سوق تنافسي للكهرباء، واستثمارات ضخمة في مجالات الصحة والتكنولوجيا والتعليم. لكن سيكون على المملكة أيضا تصعيد محاولاتها لتنويع الاقتصاد، والحد من البطالة، وكبح جماح الاستهلاك المحلي للطاقة. * أحدث التطورات – اليمن: شنت المملكة العربية العسكرية عملية عسكرية ضد اليمن يوم 25 مارس في محاولة لمنع الحوثيين الزيديين من السيطرة الكاملة على البلاد. وبشكل متزايد، وُضِعَ الصراع في إطارٍ طائفي: حيث تقود السعودية ائتلافا سنيا يضم دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا عمان، إلى جانب السودان ومصر والأردن والمغرب وباكستان. أُعلِن عن هذا التدخل الحاسم غير التقليدي خلال مؤتمر صحفي غير معهود للسفير السعودي عادل بن أحمد الجبير في واشنطن، قائلا: إن عملية “عاصفة الحزم” انطلقت بناء على طلب الحكومة الشرعية في اليمن. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي غادر عدن تحت حماية سعودية يوم 26 مارس، وتوقف لفترة وجيزة في عمان لإجراء فحص طبي قبل أن يتوجه إلى الرياض. وتعتبر السعودية الحوثيين دمى إيرانية، وتقول الرياض: إنها ستستمر في ضرباتها الجوية حتى يستطيع الرئيس هادي العودة إلى صنعاء واستئناف حكمه، مشيرة إلى أنها تفكر في التدخل البري. وبينما تضغط الولايات المتحدة وحلفائها باتجاه حل سياسي للأزمة النووية الإيرانية، ختمت قمة الجامعة العربية التي استمرت أعمالها ليومين في مصر يوم 29 مارس بتعهد بهزيمة الحوثيين، والكشف الرسمي عن خطط لإنشاء قوة تدخل عربية مشتركة. – الخلافة: أُعلِنَت وفاة الملك عبد الله، في أعقاب نوبة رئوية، يوم 23 يناير، ولم يُضَيِّع خليفته سلمان وقتًا في خفض رتبة أبناء عبدالله وترقية أبنائه. ففي 29 يناير أصدر سلمان سلسلة من المراسيم، كان أكثرها لفتا للانتباه هو منح صلاحيات واسعة لابنه قليل الخبرة محمد بن سلمان؛ فأصبح رئيس الديوان الملكي، ووزي رالدفاع، ورئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، أحد المجلسين اللذين أنشئا حديثا وحَلّا مكان دستة هيئات قديمة. وعين وزي رالداخلية محمد بن نايف وليا لولي العهد، ورئيسا للمجلس الثاني للشؤون السياسية والأمنية. وكما أراد الراحل عبد الله، سُمِّي مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، للكنه لا يعتبر مؤثرًا، وربما يجد نفسه مُهَمَّشًا على نحو متزايد بفعل المحمدين بن سلمان وبن نايف. فيما أطاح سلمان بابني الملك عبد الله، تركي ومشعل، من إمارة الرياض ومكة، ولم يبق من أبناء الملك عبد الله في منصبٍ كبير سوى متعب، رئيس الحرس الوطني، لكن ظهوره أصبح أقل منذ وفاة والده. – أسعار النفط: يمثل الانخفاض السريع في الأسعار- إلى نحو 55 دولار للبرميل بحلول 23 مارس، هبوطًا من 115 دولار في يونيو- تحديا واضحا للمملكة العربية السعودية. ويشير قرار الرياض بعدم خفض الإنتاج- رغم قرع المنتجين الأقل ثراء جرس الإنذار- إلى أنها لم تهتز كثيرًا بانخفاض الأسعار. وبينما قد يكون الدافع الرئيس هو الحفاظ على العملاء والإجهاز على مصدري النفط الزيتي الأمريكيين وغيرهم من المنافسين ذوي الأثمان الباهظة، فإن هناك حوافز جيوسياسية مثيرة للاهتمام لإبقاء الأسعار منخفضة، هي: معاقبة إيران- ورويا- لدورها في سوريا. * للمزيد عن “عاصفة الحزم”؛ اقرأ أيضًا: – حرب اليمن.. الشرق الأوسط الكبير والغرب والمواطن العربي لـ علي طاهر- ذا نيشن – هل تندم السعودية لاحقًا على تدخلها عسكريًا في اليمن؟ لـ ستيفن توماسزيوسكي- فايس نيوز – خطة السعودية لتغيير الشرق الأوسط لـ فهد ناظر- ناشيونال إنترست – شرح أبعاد التنافس (السعودي – الإيراني) في اليمن لـ شهير شهيد ثالث- ميدل إيست مونيتور – هل تشعل اليمن صراعًا عالميًا؟ لـ شارمين نارواني- روسيا اليوم – السنة ضد الشيعة.. صراع سياسي أم ديني؟ لـ إيان بلاك- الجارديان – الموت لأمريكا.. التنافس (السني – الشيعي) وإعادة ترتيب الشرق الأوسط: (الجزء الأول)، (الجزء الثاني). – استراتيجية الصمت.. خطة أمريكا لتفكيك وإعادة ترتيب الشرق الأوسط (أحمد الحله- ميدل إيست مونيتور) * للمزيد عن ملف النفط في المملكة؛ اقرأ أيضًا: – طفرة في الإنقاق الدفاعي.. هل تكفي دولارات الخليج لشراء الاستقرار وبسط النفوذ – شراهة خليجية للتسليخ خوفا من إيران.. تأمين أم استنزاف – السعودية ومستقبل أسعار النفط الخام – مستقبل وزارة البترول بعد (النعيمي).. هل يخل (سلمان) بالنظام التقليدي؟ – كيف سيؤثر انخفاض أسعار النفط على مستقبل ميزانيات الخليج؟ – أسطورة التخلص من دعم الطاقة.. ما لا يسع ملوك الخليج تجاهله – الصورة الكاملة.. كل ما تحتاج إلى معرفته عن المتغيرات السعودية في عهد سلمان.