ماذا بعد؟ توقعات ستراتفور لمستقبل دول شمال إفريقيا في 2017 لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr بعدما صدقت توقعات “ستراتفور” بألا يتمخض عام 2016 عن تحدٍ حقيقي لحكم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يتنبأ المركز بأن يشهد عام 2017 استقرارًا اقتصاديًا نسبيًا في مصر، بموازاة تعثر الحكومة في السخط الشعبي الناتج عن زيادة وطأة الضائقة الاقتصادية التي يتحملها المواطن. ديناميكيات خليجية بينما تنسق دول مجلس التعاون الخليجي فيما بينها للحد من النفوذ الإيراني، ومواجهة التهديدات الاقتصادية والأمنية المشتركة، ستظهر تصدعات في واجهة هذه الوحدة، خاصة فيما يتعلق بأدوار السعودية والإمارات وعمان. هذه الديناميكيات التي تشهدها دول مجلس التعاون سوف تنعكس على السياسات الخارجية التي تنتهجها دول الخيج، ليس فقط تجاه سوريا واليمن، ولكن أيضًا تجاه دول شمال إفريقيا. إذ ستستمر المملكة العربية السعودية في منح حلفائها الدعم الاقتصادي والأمني في مقابل دعمهم لسياستها الخارجية في أماكن مثل اليمن وسوريا. ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة صوتًا أكثر اعتدالا، بيدَ أن هذا الاعتدال سيقوض مصداقية السعودية. نجاح مصري متواضع سوف تتمتع مصر باستقرار اقتصادي كافٍ في عام 2017، بما سيساعدها على صياغة سياسة خارجية مستقلة عن المصالح السعودية. تحقيقا لهذه الغاية، سوف تحاول مصر جذب التمويل من أكبر عدد ممكن من الشركاء الخارجيين. وبعدما خفضت القاهرة قيمة عملتها، ووافقت على اتفاق صندوق النقد الدولي، وطبقت المزيد من إصلاح دعم الوقود، يجب عليها أن تنفذ إصلاحًا هيكليًا أكثر جوهرية، مثل: خفض الأجور في القطاع العام، وزيادة إيرادات الضرائب. سوف تحرز حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي نجاحا متواضعًا في هذا الصدد، وستواصل تعثرها في السلطة التشريعية والشعب الذي يتحمل وطأة الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. لا سلام دائم في ليبيا في الوقت ذاته، ستواصل انخراطها في ليبيا، حيث بدأ الدعم المصري والإماراتي للجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، يؤتي ثماره. سيتمكن حفتر من تعزيز سيطرته العسكرية والسياسية في شرق ليبيا، وسيوسع سيطرته في غرب ليبيا، لكنه لن يكون قادرا على إنجاز ذلك بشكل كامل. وبينما يحاول الجيش الوطني الليبي حشد الميليشيات، لن يكون الجميع راغبًا في الكفاح من أجل حفتر. وبغض النظر عن ذلك، ستؤدي هذه السمة الانقسامية إلى عرقلة المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، لتشكيل وإقرار حكومة وحدة وطنية. وهكذا سوف تستمر المعركة في ليبيا بين الميليشيات المتناحرة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام دائم في عام 2017. وأيًا كان الفائز في هذا السباق، فإنه سيكون الفائز أيضًا بالثروة النفطية في ليبيا. تراجع داعش وصعود القاعدة في غضون ذلك، سوف يفقد تنظيم الدولة، الكثير من قوته، لكن سيجد ملجأً وحلفاء في أقاصي ليبيا. في الوقت ذاته، سوف تستمر الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة في توسيع نفوذها بهدوء. في حين استولى تنظيم الدولة على اهتمام المجتمع الدولي، أعاد تنظيم القاعدة بناء كيانه بهدوء، وشحذ قدراته في مسارح متعددة استعدادًا لعودته. من المرجح أن تصبح فروع تنظيم القاعدة، التي أعادت صياغة نفسها تحت مسميات مختلفة في ليبيا والجزائر ومالي وتونس ومصر واليمن، أكثر نشاطا وتأثيرا. لكن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب سيكون مصدر قلق خاص. ذلك أن انهيار الاتفاق الضمني الذي عقده التنظيم مع السعودية في اليمن، يجعل المملكة هدفا مناسبًا للجماعة الجهادية. أمريكا وإسرائيل وتركيا تصاعد الاحتكاكات بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيؤدي إلى توثيق العلاقات بين إسرائيل والأردن ومصر، وكلاهما يواجه ضغوطا داخلية خاصة. كما ستكون القضية الفلسطينية مصدرا بارزًا للمنافسة بين تركيا ومصر. حيث ستحاول أنقرة تطوير علاقات أفضل مع الفصائل الفلسطينية، بموازاة إدارة علاقة طبيعية، لكنها لا تزال متوترة، مع إسرائيل. لن يتراجع انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال عام 2017، عما كان عليه في عام 2016. ومع ذلك، ستكون واشنطن أكثر حكمة في تعاملها، وستمنح الدول الأخرى فرصة للتنافس على النفوذ.