الرئيسية في العمق عَدُوٌّ خَفِيّ وخيارٌ مستحيل.. درس التاريخ الذي لم يتعلمه موجابي ومبارك

عَدُوٌّ خَفِيّ وخيارٌ مستحيل.. درس التاريخ الذي لم يتعلمه موجابي ومبارك

1 second read
0

الرئيس موجابي وزوجته جريس “مستعدان للموت من أجل ما هو صحيح” ولا يعتزمان التنحي لإضفاء الشرعية على “الانقلاب العسكري” في البلاد؛ هذا ما قاله باتريك تسويو، ابن شقيق رئيس زيمبابوي، بينما كانت وكالات الأنباء العالمية ترصد سيطرة الجيش على مقاليد الحكم في البلاد.

لكن إليوت أبرامز كان له رأي آخر سجله على صفحات مجلس العلاقات الخارجية قائلا: إن أيام موجابي ولَّت، بعد 37 عاما من الدكتاتورية الوحشية التي دمرت زيمبابوي. والسؤال الأهم: لماذا الآن؟ هل بسبب تدمير الاقتصاد؟ أم سجن عدد هائل من المعارضين؟ أم نتيجة العزلة والانتقاد الدوليين المتزايدين؟

رغم أن الخيارات السابقة مغرية، إلا أن الإجابة أبسط من ذلك: كان موجابي يحاول نقل السلطة إلى زوجته، وهي خطوة لم يستسيغها الجيش. وهي النهاية التي تستدعي للأذهان مصير حسني مبارك، الذي أطيح به بغد ثلاثين عاما في الحكم لسببٍ مشابه: محاولة توريث الحكم لابنه.

استعداء الشعب والجيش

في خضم الأحداث عام 2011 لخّص ستيفن كينزر القصة على النحو التالي: أطيح بحسني مبارك من السلطة في مصر جزئيا لأنه لم ينتبه لأحد دروس التاريخ الخفية: لا ينبغي أن يكون لدى الحكام الطغاة أبناء. لكن معظم المستبدين يخالفون هذه القاعدة؛ وهو غالبًا ما يعجل بسقوطهم أو انهيار دولهم.

ربما كان المصريون مستعدين لقبول استمرار الوضع الراهن آنذاك لفترة أطول، إذا لم يكن قد اتضح أن مبارك يعتزم توريث السلطة لابنه جمال. كان إصراره على أن المصريين البالغ عددهم 80 مليونا ليس فيهم من هو أكثر تأهيلا من جمال مبارك لقيادة البلاد؛ أكثر إهانة لمشاعر الشعب من كل أفعاله المتغطرسة. كانت الخطة تقضي بأن يصعد الابن إلى السلطة ليس بالتصويت الشعبي ولكن فقط لأن والده يرغب في ذلك بهذه الطريقة.

وقصة زيمبابوي مماثلة، كما تحكيها واشنطن بوست في مقال نشرته بتاريخ 15 نوفمبر:

أطاح موجابى مؤخرا ببعض كبار المسئولين من الحزب الحاكم؛ ممهدًا الطريق لزوجته جريس البالغة من العمر 52 عاما لخلافته. وهي الخطوة التي يراها كثيرون خطأ فادحًا؛ لأنها استعدت القادة المدنيين والعسكريين الذين كان يعتمد عليهم موجابي منذ فترة طويلة.

الزوجة العدوّ

في الواقع، تبدو القصتين أكثر تشابها مما قد يبدو للوهلة الأولى: لأن سوزان زوجة مبارك هي التي على ما يبدو ألحت باستمرار لتصعيد جمال إلى سدة الحكم.

صحيحٌ أن زوجة موجابي تصغره بـ 41 عاما، بينما سوزان كانت أصغر من مبارك بـ13 عاما فقط، لكن كلتاهما كان يخشى مما سيحدث لهما بعدما يترك زوجيهما السلطة أو يموتان.

كان الحل من وجهة نظر جريس موجابي: أن تخلف زوجها في الرئاسة، وفي حالة سوزان مبارك: أن يكون ابنها هو الرئيس القادم.

الخيار المستحيل

لطالما كانت مرحلة انتقال السلطة في الدول الدكتاتورية لحظة خطر، خاصة بالنسبة للأسرة التي سيتركها الديكتاتور وراءه. وهذا بالضبط السبب الذي يدفع العديد من الأسر لمحاولة البقاء في السلطة، وهي خطوة قد يراها البعض ذكية نظرا لما ارتكبوه من جرائم وسرقوه من أموال.

هذا يعيد للأذهان التعليق الذي أدلى به المنشق الروسي ميخائيل خودوركوفسكي عن جورباتشوف، حين سأل إليوت أبرامز: هل تعرف ماذا فعل جورباتشوف عندما فقد السلطة؟ فأجاب على سؤاله: ذهب جورباتشوف ببساطة إلى بيته. وقد كان قادرا على القيام بذلك؛ لأنه- بحسب خودوركوفسكي- لم يكن لصًا. ولم يكن هذا البديل متاحًا لأسرتَيْ مبارك أو موجابي.

هذا ما تعلمته الأسرتين بالطريقة الصعبة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …