في العمق كيف تأكل فيلا؟.. خارطة طريق لحل أزمة الشرق الأوسط لـ العالم بالعربية منشور في 6 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr يتعلم أفراد قوة “سيل” البحرية في الجيش أن طريقة التهام فيلٍ ليست صعبة في الواقع: قضمة واحدة في كل مرة. لكن بينما تمضغ القضمة الأولى، ينبغي عليك أن تنشغل بشيء آخر غير المضغ، هو: التخطيط في الوقت ذاته لقضمتك الثانية. دعونا أولا نرى حجم الفيل: تركيا وأكرادها.. إيران وبلوشها وعربها.. العرب وأقلياتهم.. المسلمون وغير المسلمين.. إسرائيل والفلسطينيين.. حروب في سوريا وليبيا واليمن.. إسلام سياسي.. إرهاب.. تطرف.. العراق.. صراع عربي-إيراني.. صراع عربي-إسرائيلي.. ركود اقتصادي.. فساد.. ظلم.. والقائمة تطول. إنه حقًا فيل ضخم.. عى حد وصف دورية ميدل إيست بريفنح. خياران – كيف يمكن للإدارة الأمريكية القادمة التعامل مع كل هذا؟ – حسنًا، قضمة واحدة في كل مرة. في الواقع، هناك طريقتان متاحتان للتعامل مع هذا الوضع: (1) إما التعامل مباشرة مع مصدر معظم مشكلات المنطقة، (2) أو التعامل مع هذه المشكلات ذاتها، واحدة تلو الأخرى. هذا يعني: (1) إما محاولة التوصل إلى اتفاق عربي-إيراني، (2) أو التعامل بشكل منفصل مع مشكلات سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلخ. فشل قبل بضعة أشهر، دار نقاش حول هذا الموضوع، في واشنطن وأماكن أخرى. لكن المحاولات المتكررة، من جانب دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين، لفتح قناة التسوية العربية-الإيرانية المسدودة، ولو بشكل مؤقت، باءت بالفشل. ثم بذلت الأمم المتحدة وأمريكا جهودًا لإحداث اختراق في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي في سوريا، يشمل الجميع تقريبا، لكن دون جدوى. هكذا يتضح أن كلا النهجين، التعامل بالجملة وبالتجزئة، لم ينجح. فكيف السبيل إذا؟ التأثير لا الحياد للإجابة على هذا السؤال المحوريّ، سيتعين علينا أولا أن نرى لماذا فشلت المحاولات السابقة. وما هو السبب الرئيسي الذي يفسر لماذا انفصل الوسطاء تماما عن القضايا التي يتعاملون معها. في حياتنا اليومية الشخصية، وطريقة تفكيرنا المعيارية، نحن نفترض أن الوسيط يجب أن يكون عديم اللون والطعم والرائحة، ما يعني أنه “محايد” بين الجانبين المتصارعين. لكن في العلاقات الدولية، لا بد أن يكون الوسيط مؤثرًا على كلا الجانبين، ويجب أن يكون على استعداد لاستخدام (هذا التأثير) إذا لزم الأمر؛ بغية الوصول إلى الأهداف المنشودة. التخطيط المسبق الآن، نحن أمام إدارة “ترامب” التي ستستعين بأشخاص على دراية واسعة بمنطقة الشرق الأوسط. لكن في غياب القرار السياسي بالمشاركة، وبدون تركيز الأضواء على وسائل الضغط، والإعراب عن الاستعداد، ذي المصداقية، لاستخدام هذه الوسائل، ووضع خطة عادلة ومقبولة لتسوية النزاع؛ لن تكلل الوساطة بالنجاح، لا بين العرب والإيرانيين، ولا فيما يتعلق بثمار صراعهم المريرة. ومع ذلك، فإن إظهار القدرات ووسائل الضغط لا ينبغي فصله عن المشروع المُعَدّ سلفا بعناية للتعامل مع تحدي الشرق الأوسط. إنه ليس إظهارا “عامًا” للقوة، بل إظهار مصمَّم ليتناسب مع خطوات مقررة مسبقا. تنظيف الجرح لتوضيح هذه النقطة، إذا كنا نتفق على أهمية كبح جماح طموحات الهيمنة الإيرانية في المنطقة، والتي هي في الواقع أحد أهم العوامل المسببة لحالة عدم الاستقرار التي نراها، فإن “المنطق” وراء حل أي أزمة إقليمية يجب أن يشمل بُعدًا يستهدف وجود الحرس الثوري الإيراني في هذه الأزمة. ما يجعل هذا مهما، هو أنه إذا أغلقنا جرحًا في أي مكان داخل الشرق الأوسط دون تنظيفه بشكل صحيح من الاستقطاب الإقليمي والطائفية والإرهاب والتدخل الخارجي، فإنه سرعان ما ينفجر في ثوب مشكلة أخرى، مثلما شاهدنا في حالة “هزيمة” تنظيم القاعدة في العراق خلال العقد الماضي، ليظهر تنظيم الدولة في المكان ذاته بعد سنوات قليلة. هذا يعني أن إظهار القوة يجب أن يكون ضمن خطة لـ”تنظيف الجرح”. فإذا توقف التدخل الإقليمي، عبر ضغوط صارمة وبإظهار القوة، سوف يكون التعامل مع بقية أبعاد الأزمة أقل صعوبة. إضعاف الحرس الثوري أحد العوامل الهامة هنا هو حالة التوازن السياسي للسلطة في إيران. إذا كان الهدف من الاتفاق النووي هو تغيير هذا الميزان لصالح القوى المعتدلة نسبيا، فنحن جميعا نعرف الآن أن المتشددين “ابتلعوا” الصفقة التي كانت سهلة الهضم على أي حال، واستوعبوها في مسار مغامراتهم الإقليمية المتواصلة. لذلك، إذا كان الاتفاق الإيراني لن يؤدي إلى إضعاف المتشددين، فإن الطريقة الوحيدة المتبقية لإضعافهم هو أن نثبت للإيرانيين العاديين في الشارع أن الحرس الثوري الإيراني فاشل، ويمثل عبئا على بلادهم، ومجرد نمر من ورق. إذا اقتنع معظم الإيرانيون بأن الحرس الثوري الإيراني يهدد البلاد، ويهدار مواردها في مغامرات فاشلة، وينتقل من هزيمة إقليمية إلى أخرى، فإن البساط المحلي سوف يُسحَب من تحت أقدام المتشددين. قوة حكيمة من الضروري دعم أي محاولة لحل مشكلة الشرق الأوسط بوجود استعداد واضح لاستخدام القوة، وما يكفي من الحكمة لجعل استخدام القوة حلًا أخيرًا. تنطبق هذه الضرورة على اعتزام الولايات المتحدة التعامل مع الأزمة الإقليمية بطريقة القضمة الواحدة في كل مرة. أو عن طريق التعامل بالجملة، ما يعني معالجة الصراع الإيراني-العربي. إذا تم إحراز تقدم كافٍ في حل الأزمات الأساسية، مثل: سوريا والعراق واليمن، ينبغي أن تستخدم هذه الدرجة من التقدم لاختبار ما إذا كان العرب وإيران على استعداد للتعامل بجدية مع مشكلاتهما البينية. تراكميّة ومرونة إذا حُلَّت الأزمة السورية، على سبيل المثال، بطريقة أو بأخرى، يجب استخدام هذا الزخم لإنشاء منصة مناسبة لدفع الإيرانيين والعرب للتوصل الى اتفاق إقليمي، يشبه كثيرًا اتفاقية هلسنكي (L’accord de Helsinki) لتهدئة المنطقة. بعبارة أخرى: يثبت سجل العامين الماضيين أن الجانبين يأملان في إحراز فوز حاسم للصراع، وكلاهما لديه تصور صفريّ لأهدافهما الخاصة. لذلك، فإن الدفع نحو نهج “قضمة واحدة في كل مرة” لا ينبغي أن يعني فقط التركيز على هذا النهج. بل ينبغي أيضًا أن يُترَك طريق “التعامل الجملة” مفتوحًا طيلة الوقت، مع مرونة كافية للتدخل في أي لحظة، إذا سمح المناخ الإقليمي بذلك. والأمل معقود على أن التوصل إلى اتفاق شامل سوف يصبح أكثر قُربًا إذا خرج المتطرفون على جانبي الصراع من مغامراتهم الإقليمية فارغي الوفاض، إلا من الخسارة والذل.