في العمق مارفن كالب- بروكنجز: لماذا يحتاج بوتين إلى حرس إمبراطوري؟ لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr مبدأ عام يأخذ به معظم القادة الوطنيين: عندنا تتفاقم المشكلات في الداخل، ركَّز على الشؤون الخارجية. قد يفسر هذا انشغال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بلقاء المستشارة الألمانية أنجيلا مبركل والحديث مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب إردوغان. صحيحٌ أن شعبية بوتين في روسيا لا تزال مرتفعة بشكل مذهل، لكن ثمة مشاكل واضحة تلوح في الأفق القريب، حسبما يقول مارفن كالب في مستهل تحليلٍ نشره مركز بروكنجز. مؤشرات مقلقة على سبيل المثال، واجه بوتين أواخر مارس الماضي مظاهرات كبيرة مناهضة للفساد في جميع أنحاء البلدـ أسفرت عن اعتقال المئات. ولا غروَ، فبوتين يخشى دائمًا المظاهرات التي لا ينظمها. في أواخر أبريل، خرجت مظاهرات أخرى. صحيحٌ أنها كانت أصغر حجما، لكنها كانت قوية من حيث الرسالة التي حملتها: في العديد من المدن، قدم الروس رسائل احتجاج إلى السلطات المحلية اعتراضًا على خطط بوتين للترشح العام المقبل لولاية رابعة، صارخين: “كفى!”. ولا بد أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز ليفادا في موسكو مؤخرا جذبت انتباه بوتين: آخر مرة ترشح للانتخابات في مارس 2012، فاز بـ 63.6 في المائة من الاصوات. لكن الاستطلاع هذه المرة يشير إلى أنه سيفوز بنسبة 48 فى المائة فقط، أى بانخفاض نسبته 15 فى المائة تقريبا. الخوف من “عدوى الثورة” على الرغم من أن أقدام بوتين تبدو راسخة في جميع أنحاء روسيا، كما لو كان تمثال الإمبراطور بطرس الأكبر، وهو ما يوحي للعالم بأنه يستطيع أن يفعل أي شيء يريده وفي أي مكان، إلا أنه في الواقع رجل ضئيل، يزداد قلقه الشديد من انعدام الأمن. ومن الواضح أنه يحتاج إلى مئات الآلاف من القوات لتلبية احتياجات أمنه الشخصي: في أبريل 2016، يمم وجه شطر برلمانه المطيع، وطالب بإنشاء قوة عسكرية جديدة، مكلفة تحديدا بحمايته مما يخشى أن يكون “ثورات شعبية ملونة” أخرى مؤيدة للديمقراطية تتسابق عبر أوروبا الشرقية. لطالما كان بوتين قلقًا إزاء التأثير المعدى لـ”ثورة الورد” فى جورجيا المجاورة عام 2003، و”الثورة البرتقالية” فى اوكرانيا عام 2004، و”ثورة الخزامى” فى قيرغيزستان عام 2005. فهل تجتاح ثورة حمراء-بيضاء-زرقاء يومًا ما روسيا وتجعل بوتين فصلا بائدًا من التاريخ؟ سحق الانتفاضات الشعبية كان ذلك بوضوح هو مصدر خوف بوتين في شتاء 2011 و2012، بعد جولة من الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل، عندما خرج إلى شوارع روسيا فجأة المتظاهرون الغاضبون مطالبين بإنهاء حكم بوتين. وإذ يساوره القلق من أنه كان على حافة فقدان السلطة، فقد سحق هذه الانتفاضة الشعبية، وشدد قبضته- الضيقة بالفعل- على السلطة. ضربت موجة قلق مماثلة جنبات الكرملين في أواخر نوفمبر 2013، عندما اندلعت ثورة في أوكرانيا المجاورة، واحتلت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. أعرب بوتين عن قلقه من أن المطالب النارية من أجل الحرية والديموقراطية قد تتسرب قريبا إلى روسيا وتطيح به من السلطة، وبالتالي شعر أنه مضطر إلى التصرف، وبسرعة. خلف الغطاء المتألق لختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، فبراير 2014، أمر القوات الخاصة الروسية بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم. وبعد ذلك بأسبوعين، بعبور الحدود الدولية لروسيا مع أوكرانيا وتحفيز التمرد المؤيد لروسيا في دونباس، جنوبي شرقي البلاد. حرس إمبراطوري خاص مرتعبًا، رد العالم الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، بفرض عقوبات اقتصادية، وقطع العديد من العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية. وبدا أن حربًا باردة جديدة تنهض من رماد العدوان الروسي، مذكرة الجميع بأن العالم أصبح مرة أخرى مكانًا خطيرًا جدا. أوضح بوتين: “إننا نرى النتائج المأساوية التى أدت إليها موجة ما يسمى بـ”الثورات الملونة”. وعلينا أن نفعل كل ما هو ضروري حتى لا يحدث شيء مماثل في روسيا”. ما اعتبره “ضروريا” هو: إنشاء حرس وطني، يتألف كبداية من 187 ألف جندي، تحت قيادة وزارة الداخلية، لكن سرعان ما ازدهر إلى جيشٍ قوامه 350 – 400 جندي موالين لشخص واحد فقط: بوتين. كان هذا حرسه الإمبراطوري الخاص، بقيادة فيكتور زولوتوف الذي كان الحارس الشخصي لبوتين منذ عام 1998. الخوف من الشعب مُنِح الحرس الوطني صلاحية اعتقال أي شخص دون أمر قضائي، وإطلاق النار على أي شخص دون سابق إنذار، وحل أي منظمة تعتبر خطيرة بالنسبة له أو لأمن روسيا القومي. وكما هو حال معظم المستبدين، أصبح بوتين يعتقد بأنه وحده يمكن أن ينقذ روسيا من التخريب الداخلي والعدوان الأجنبي. على الرغم من أنه كان ولا يزال لديه السلطة على قوة عسكرية منظمة يبلغ عددها 771 ألفًا من الجنود والبحارة والطيارين، وقوة شرطة محلية تضم أكثر من 904 ألف ضابط، وعدد لا يحصى من قوات الأمن، ما زال يريد تشكيل حرس وطني يصل إلى 400 ألف جندي إضافي من أجل حمايته الشخصية. – ضد من يحتاج بوتين إلى هذا النوع من الحرس الوطني؟ – على ما يبدو، ضد شعبه.