في العمق من أين يحصل تنظيم الدولة في سيناء على السلاح؟ لـ العالم بالعربية منشور في 3 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr تمهيد من الملاحَظ أن الصحف والمواقع الإسرائيلية هي أكثر المنصات الإعلامية الأجنبية التي تحدّثت عن مصدر الأسلحة التي يستخدمها فرع تنظيم الدولة في سيناء. يأتي ذلك في ظل اهتمام إسرائيلي كبير بالتطورات الأمنية في شبه الجزيرة، وتعتيم إعلامي شبه كامل تفرضه السلطات المصرية على الأوضاع هناك لـ “دواعي أمنية”. لكن بتحليل المضامين الإسرائيلية يتبين أنها في مجملها اتهامات موجهة لخصمَي إسرائيل اللدودين حركة حماس وإيران، ولا ترقى لكونها توثيقًا موضوعيًا يمكن الاستناد إليها لإجراء بحث رصين. في المقابل، تتوافر معلومات أكثر عن مصدر الأسلحة التي بحوزة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وأشهر هذه التقارير ما نشرته منظمة العفو الدولية أواخر عام 2015، والبحث الذي نشرته منظمة أبحاث تسلح النزاعات في أكتوبر 2014. النازيون تقول مجلة نيوزويك إن آلاف المتفجرات التي دفنها النازيون في شبه جزيرة سيناء المصرية أصبحت الآن عُرضَة لإعادة الاستخدام، حيث يقوم تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى بنبش الصحراء لاكتشاف هذا المخزون الهائل. يشير التقرير إلى أن الجهاديين يستخدمون هذه الذخائر في صناعة القنابل والعبوات الناسفة وغيرها من الأسلحة، ويوجد قرابة 17 مليون لغم أرضي مدفون في المنطقة القاحلة الواقعة شمال غرب مصر في محيط ساحة معركة العلمين التي وقعت بين قوات المحور وقوات التحالف في عام 1942. وقال موقع جويش برس إن صورة نشرت على موقع تويتر أظهرت مسلحين تابعين لتنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء يحملون بندقية “صياد إيه إم-50” إيرانية الصنع. ورجح التقرير أن يكون التنظيم “ربما اعترض هذا الطراز أو أعاد شراءها من مهربي الأسلحة الذين أرسلتهم الفصائل الفلسطينية في غزة”. لكن هذه الأسلحة ذاتها شوهدت في سوريا والعراق، حيث تم الاستيلاء عليها من القوات الحكومية، وفي قطاع غزة، كما شوهدت أيضا في أماكن أخرى من الشرق الأوسط. ليبيا يتمركز في مصر الآن أحد أحدث الفروع الناجحة التابعة لتنظيم الدولة، بالإضافة إلى الفرع الليبي المتواجد على الجانب الآخر من الحدود الغربية لمصر، وهو ما يوفر عمقًا استراتيجيًا كبيرًا لداعش ويضاعف التحديات التي تواجه حكومة السيسي، بحسب التحليل الذي أعده الباحث ستيفن سيمون ونشره ميدل إيست إنستيتيوت في 19 فبراير 2015. يبلغ طول الحدود المصرية-الليبية 1200 كيلومترًا، وهي شبه مكشوفة تماما، ما يجعل من المستحيل عمليا تأمينها، خاصة بالنظر إلى الموارد العسكرية المصرية المتواضعة، كما يؤدي ذلك أيضًا إلى جعل وقف تهريب الأسلحة والذخائر من ليبيا أمرًا صعبًا، على حد قول “سيمون”. بشكلٍ أوضح، يشير سفير إسرائيل السابق في القاهرة بين عامي 1996 و2001، تسفي مزئيل، إلى أن ترسانة الجيش الليبي الضخمة هي التي يعود إليها الفضل في نجاح داعش في حيازة أسلحة متفوقة، والتحول من “منظمة صغيرة ذات تسليح خفيف إلى شيء قريب من ميليشيا نظامية ذات تسليح متطور وقوة نيرانية لا يستهان بها. ويتهم الدبلوماسي الإسرائيلي، في مقالٍ نشرته صحيفة جيروزاليم بوست يوم 21 فبراير 2017، من وصفهم بـ”الضباط الفاسدون” بتهريب هذه الأسلحة عبر الحدود الليبية-المصرية مقابل المال، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. إيران في يناير 2016، نشر موقع ذا تاور مقالا لرئيس الشؤون الخارجية في مشروع إسرائيل، إميلي لانداو، عزا فيه نمو داعش إلى تلقي الدعم من إيران، متحدثًا عن مثلث (داعش-حماس-إيران) الذي يقود “العنف وعدم الاستقرار في مصر وغزة، وقريبًا إسرائيل”. وبينما يفترض معظم الناس أن تنظيم الدولة السنيّ هو العدو الطبيعي والمدمِّر لإيران الشيعية، يقول الكاتب إن هذا ليس هو الحال دائما، “ففي الواقع، أصبحت إيران راعية حاسمة، بشكل غير مباشر، لهذا العدو المفترض، على الأقل في أحد أجزاء الشرق الأوسط”. يرى “لانداو” أن هذا المحور الثلاثيّ هو “جزء من استراتيجية إيران لاستخدام بعض القوى بالوكالة ضد حلفاء الولايات المتحدة مثل مصر وإسرائيل، كجزء من استراتيجية أكبر لبسط هيمنتها على الشرق الأوسط. وهو ما تمخض عن أحد أخفى أسرار المنطقة: آلية تعاون مكثفة بين إيران وحماس وداعش، تستند إلى المال والأسلحة والمعدات العسكرية والتدريب”. حماس على امتداد هذه الرواية، تتواتر اتهامات رسمية وإعلامية إسرائيلية منذ فترة طويلة لحركة حماس بمساعدة فرع تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء من أجل تحرير طرق تهريب الأسلحة إلى غزة، استعدادا لحربها المقبلة مع إسرائيل. في مقابلةٍ مع راديو إسرائيل، قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي مسؤول عن مراقبة الحدود الجنوبية لإسرائيل مع غزة ومصر: على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية بينهما، تم إقامة تحالف استراتيجي بين حماس في غزة وولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة. تبرر صحيفة تايمز أوف إسرائيل هذه الرواية بالقول: إلى جانب الحصار المحدود الذي تفرضه إسرائيل على الجيب الخاضع لحكم حماس، تجد الحركة صعوبة في إعادة بناء قدراتها وهياكلها الأساسية التي تضررت بشدة، ووخاصة مخزوناتها من الأسلحة الثقيلة والصواريخ المتقدمة والمتوسطة والطويلة المدى. هذا الاتهام سبق أن أطلقه منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق، الميجر جنرال يوآف مردخاي، في يوليو 2015، ونقلته صحيفة هآرتس مصحوبًا بعزاء قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القيادة المصرية في ضحايا الهجمات التى أسفرت حينئذ عن مصرع عشرات الأشخاص. لكن في المقابل، تتهم حركة حماس إسرائيل بالسماح لأفراد من داعش بدخول غزة للإطاحة بحكم حماس في القطاع، وهي الرواية التي حظيت بزخم أكبر بعد الاشتباكات التي وقعت بين عناصر مؤيدة لداعش وسلطات حماس. بل وصل الأمر إلى تكفير حركة حماس في فيديو بعنوان “رسالة إلى أهلنا في بيت المقدس”، توعد التنظيم فيه الحركة بأنها أصبحت مستهدفة أكثر من غيرها؛ لأنها “تعدّ نفسها حركة جهاد ولكنها لا تطبق شرع الله في غزة”.