الرئيسية في العمق هل لا يزال مجلس التعاون الخليجي على قيد الحياة؟

هل لا يزال مجلس التعاون الخليجي على قيد الحياة؟

0 second read
0

هل يعكس الحصار الخليجي لقطر فشل مجلس التعاون الخليجي؟

حين طرحت صحيفة ذا تايمز أوف إنديا هذا السؤال على سفير الهند السابق في طهران، شيرى سريفاستافا؛ أجاب:

“من المهم أن نذكر هنا أن قطع السعودية علاقاتها مع قطر ليس حصارا بالمعنى الحرفيّ. ما قامت به هذه الدول هو: قطع التواصل مع قطر سواء عبر البر أو الجو أو البحر”.

رغم ذلك، وحتى في ظل حقيقة أن قطر تواصل تزويد دولة الإمارات العربية المتحدة بما يقارب 25٪ من إجمالي استهلاكها من الغاز، أكد الدبلوماسي الهندي أن الأزمة الحالية “أضعفت دور مجلس التعاون الخليجي؛ لأنه فشل في تحقيق الأهداف التي تم تشكيله لأجلها”.

في الأصل، أنشئ مجلس التعاون الخليجي كرد فعل على قيام الثورة الإسلامية في إيران، ونشوب حرب بين طهران وبغداد.

لكن الانقسامات واختلال توازن القوى داخله جعلته بلا فائدة إلى حد كبير طيلة العقود الثلاثة والنصف الأولى من تأسيسه، على حد وصف دورية جالف ستاتس نيوز، رغم الآمال الكبيرة والوعود البراقة.

تقنين عدم فاعلية المجلس

صحيحٌ أن الجولة الحالية من الخلاف الخليجي لم يكن لها تأثير واضح على مجلس التعاون الخليجي من الناحية الهيكلية، حتى الآن.

وليس جديدًا أن تعجز المجموعة دائمة الانقسام والجدال عن الوقوف جبهةً موحدةً في مواجهة أزمات إقليمية كثيرة.

لكن أحد العقوبات التي توقعها ديفيد روبرتس قبل ثلاثة أعوام ضد قطر “المتمردة” وهي “تخفيض رتبتها في مجلس التعاون الخليجي”، سوف تؤدي إلى “تقنين عدم فاعلية المجلس”.

صحيحٌ أن مثل هذا القرار لم يصدر عن الاجتماع الرباعي الذي استضافته القاهرة يوم الأربعاء، لكن وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، أكد أن “هذا الموضوع يبحثه مجلس التعاون”.

وهم التعاون الدفاعيّ

علاوة على ذلك، فإن معاقبة الدوحة تؤثر سلبا على الجهود الرامية إلى تعزيز التضامن بين جيوش دول مجلس التعاون الخليجي في مجالات مثل الدفاع الصاروخي.

وسيظل التعاون الدفاعي في منطقة الخليج مجرد وهمٍ دون بناء مزيد من الثقة وتوثيق العلاقات السياسية أكثر بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون.. هذا النقاش قديمٌ قِدَم مجلس التعاون الخليجي ذاته، ويؤكد عليه الباحث غير المقيم في معهد دول الخليج العربية بالولايات المتحدة الأمريكية فهد ناظر .

سيناريو افتراضي

لتوضيح ذلك، ضرب “ناظر” مثلا (سيناريو افتراضي):  إيران تطلق صاروخا على المملكة العربية السعودية، وأول دولة خليجية تعترضه هي قطر. نظرا لمستوى العداء والتوترات التاريخية بين البلدين، هل “سيتلقى القطريون الرصاصة” (في صدورهم بالنيابة عن السعوديين)، حسبما يتساءل القائد السابق للأسطول الخامس الأمريكي كيفين ج. كوسجريف؟ الإجابة ليست واضحة تماما.

لا أحد يتوقع أن تتوحد الدول العربية الخليجية أو تتفق حول كافة القضايا. لكن ثمة اختلاف كبير بين الخلاف وعدم الثقة، ومن الواضح- بحسب “ناظر” أن الواقع يتعلق أكثر بالثقة.

وبالإضافة إلى انعدام الثقة، تكمن القضية الحقيقية في أن أعضاء مجلس التعاون الخليجي لا ينظرون إلى التهديد الإيراني بالطريقة ذاتها.

تباين المصالح

صحيحٌ أن أحدهم لن يكون سعيدًا بإيران النووية، بيدَ أن السعودية والإمارات والبحرين هم وحدهم من يشعرون بالقلق من النفوذ الإيراني الضار في المنطقة.

أما قطر فقد لا تشعر بالارتياح الكامل حيال التسلط الإيراني في المنطقة، لكنها تستطيع التعايش معه، لكنها أكثر قلقا بكثير من التهديدات القادمة من السعودية على استقرارها الداخلي مقارنة بإيران.

والكويت لا تبالي بالنوايا والقدرات الإيرانية، رغم ما يقوله القادة الكويتيون عن طهران. وبعدما توسطت بعمان بين إيران والغرب لسنوات، ليس سرًا أن مسقط أكثر تقاربا مع طهران من بقية جيرانها العرب.

بل إن حشر قطر في الزاوية بهذه الطريقة العنيفة، أدى إلى ما حذر منه “روبرتس” في عام 2015: مضاعفة رهانات الدوحة على دول مثل تركيا وإيران، وربما فاعلين غير حكوميين مثل فروع جماعة الإخوان المسلمين حول المنطقة، إلى جانب تعزيز العلاقات مع أقرب الحلفاء الدوليين.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …