الرئيسية في العمق “أقباط واقتصاد ومهاجرون وإرهاب”.. 4 زيارات دولية إلى مصر في أسبوع

“أقباط واقتصاد ومهاجرون وإرهاب”.. 4 زيارات دولية إلى مصر في أسبوع

1 second read
0

توافد على القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الغربيين، وهي زيارات يمكن اختصار أهدافها في أربع ملفات رئيسية: (1) حماية الأقباط (2) دعم الاقتصاد (3) ملف المهاجرين (4) التعاون الأمني والعسكري.

حماية الأقباط

التقى الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، عددًا من كبار القادة المصريين لمناقشة سبل تعزيز الشراكة المصرية الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

في حين وصف “فوتيل” مصر بأنها “أحد أهم شركائنا في المنطقة”، قال إن محادثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وغيره من المسئولين المصريين تهدف إلى استكشاف سبل تعزيز الشراكة في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار.

كما أعلن “فوتيل” عن رغبة واشنطن فى استئناف التدربيات العسكرية المشتركة مع مصر المعروفة باسم “مناورات النجم الساطع””، والتى أوقفها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما عام 2013.

غير أن صحيفة نيويورك تايمز رجحت أن استئناف المناورات سيستغرق 18 شهرا أو أكثر لأسباب تتعلق بإجراءات إدراج تمويلها فى ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، كما أنها ستكون أصغر وستركز أكثر على التهديدات الإرهابية.

ومن الواضح أن الرئيس ترامب أكثر حرصًا على الفصل بين سجل مصر الحقوقي، الذي يحظى بانتقادات واسعة حتى داخل الكونجرس الأمريكي، والعلاقات الأمنية بين البلدين، بينما يستعد وزراء مصريين لزيارة مرتقبة إلى البيت الأبيض في الأشهر المقبلة.

سي إن إس نيوز قالت: إن الزيارة جاءت عقب الهجمات التي استهدفت المسيحيين، والانتقادات الموجهة للحكومة نتيجة ذلك، وهو الملف الذي أكدت عليه نيويورك تايمز أيضًا في سياق حديثها عن التهديدات الإرهابية التي تستدعي استئناف التدريبات العسكرية المشتركة.

طفرة عسكرية

زيارة وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي  واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، تشابهت في بعض الجوانب مع زيارة “فوتيل”، إذ شددت على أهمية مصر القوية كعنصر حقيقي لاستقرار المنطقة، واستمرار التدريبات العسكرية بين البلدين، ورغبتهما المشتركة في مواجهة التهديدات الإرهابية.

“لودريان”، الذي سيغادر منصبه في مايو المقبل بانتهاء ولاية الرئيس فرنسوا هولاند، وصل إلى القاهرة بعد جولة إفريقية شملت تشاد والنيجر ومالي، حيث منحه السيسي “وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديراً لجهوده ومساهماته في تحقيق طفرة غير مسبوقة في التعاون العسكري بين البلدين”.

في المقابل منح “لودريان” وسام الاستحقاق الفرنسى، للدكتور محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، تكريما لدوره فى مجالات التعاون بين الجانبين، ورافق وزير الدفاع الفرنسي عدد من المسؤلين ورؤساء كبرى الشركات الفرنسية.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن هناك علاقة قوية تربطه بوزير الدفاع المصري صدقي صبحي، الذي اصحطبه في زيارة إلى حاملة الطائرات “جمال عبد الناصر” والفرقاطة “تحيا مصر”، وجولة في إحدى القواعد الجوية التي تضم مقاتلات فرنسية من طراز “رافال” و “ميراج-الفاجيت”.

دعم الاقتصاد

النكهة الاقصادية خيَّمت على زيارة وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون لمصر، الذي أكَّد على أن المملكة المتحدة هي “الشريك الاقتصادى الأول لمصر”.

أعلن “جونسون” عن ثلاث حزم جديدة من الدعم لمصر، تركز على الاقتصاد والتعليم وريادة الأعمال، كما وضع الوزير البريطاني والرئيس السيسى اللمسات الأخيرة على اتفاق إعلان مشترك بشأن ضمان قرض يبلغ 150 مليون دولار أمريكى لمصر.

يشكل القرض المرتقب جزءا من حزمة أوسع، تشمل توفير 18 مليون دولار لتمويل الخبرة الفنية للحكومة المصرية لضمان حماية الفئة الأكثر ضعفا فى المجتمع.

خلال عام 2016، تخطت الاستثمارات البريطانية فى مصر 30 مليار دولار، وأعلنت السفارة البريطانية في القاهرة عن ثلاث بعثات تجارية لمصر ترأسها مبعوث بريطانيا التجارى السير جيفرى دونالدسون، مبشِّرةً أيضًا بجيلٍ جديد من الاستثمارات البريطانية فى مجالات مختلفة كمجالات الأدوية والسلع الاستهلاكية والاتصالات والطاقة المتجددة.

ملف اللاجئين

قبل أسبوع، أشارت دورية جلوبال ريسك إنسايتس في تقريرها لأهم الأحداث المرتقبة إلى المحادثات بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والسيسي بشأن الاضطرابات في ليبيا المجاورة وجهود السيسي للحد من العنف وتحديدًا في ملف اللاجئين.

يأتي ذلك في إطار سعى “ميركل” إلى عقد اتفاقية مع مصر خاصة باللاجئين على غرار اتفاقية تركيا، دعما لخططها الرامية إلى تسريع إجراءات إعادة المهاجرين الذين رفضت طلباتهم إلى بلدانهم الأصلية.

كان الملفان الأمني والاقتصادي حاضرين أيضًا على طاولة المحادثات المصرية-الألمانية، حيث افتتح السيسى وميركل ثلاث محطات للكهرباء عبر الفيديو كونفرانس بتكلفة إجمالية 6 مليارات يورو، ونفذها تحالف شركتي (سيمنز) الألمانية و(أوراسكوم) المصرية.

في خضم هذه الأولويات، تاهت تقريبًا دعوة منظمة العفو الدولية لـ “ميركل” بمناقشة ملف حقوق الإنسان مع السيسي خلال زيارتها، وطالبتها بوقف توريد الأسلحة إلى مصر نظرا لما وصفته بـ”الانتهاكات المروعة”.

روسيا في الصورة

من النقاط التي أبرزتها زيارات المسؤولين الغربيين الذين تدفقوا على مصر خلال الأسبوع الفائت، ما أعلنه وزير الدفاع الفرنسي من أن “روسيا ليست مستعدة لمساعدتنا في القضاء على “داعش”، مؤكدًا في المقابل أن هناك رغبة أمريكية في القضاء على التنظيم.

لذلك كان من المناسب جدًا أن يواكب ذلك إعلان مبكر عن زيارة مرتقبة لوزيرى الخارجية سيرجى لافروف والدفاع سيرجى شويجو مطلع الشهر المقبل للقاهرة.

سيلتقي الوزيران الروسيان مع نظيريهما المصريين سامح شكري والفريق صدقي صبحي فى إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين فى عام 2009.

وذكرت مصادر دبلوماسية في القاهرة وموسكو أن ديمترى روجزوت نائب رئيس الحكومة الروسية سيزور القاهرة أيضًا أواخر الشهر الحالى مع مسئولين آخرين من وزارة الطاقة.

أما الملفات المتوقع مناقشتها خلال هذه الزيارات فهي: استئناف حركة الطيران والسياحة بين البلدين، وتوقيع الاتفاق النهائي حول بناء محطة الضبعة النووية بتمويل روسي، وطبعا التعاون في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وكذلك الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن إلى جانب التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية.

المعارضة “خارج الخدمة”

إلى جانب التركيز على مكافحة الإرهاب في المقام الأول، والملف الاقتصادي كذلك، باعتبارهما العامل المشترك بين كل هذه الزيارات، لم يُرصَد أي تحرُّك من جانب المعارضة، أو تُنظَّم أي فعاليات احتجاجية ولو عبر الإنترنت أو في الخارج أمام السفارات، كما كان معتادا خلال الشهور الأولى عقب تولي الجيش إدارة أمور البلاد بعد 3 يوليو 2013.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …