في العمق إيكونوميست: تدهور أسعار النفط وأسواق الأسهم.. هل يكبح الطموح الخليجي؟ لـ العالم بالعربية منشور في 8 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي تناولت أسبوعية الإيكونوميست بالتحليل تصاعد الطموح الخليجي، وتنامي القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي لدول مجلس التعاون، في محاولة للإجابة عن السؤال الأهم في هذا السياق: هل بإمكان ذلك أن يستمر طويلا في ظل تدهور أسعار النفط وتراجع أسواق الأسهم، أم تكبح هذه التحديات الطموح الخليجي اقتصاديا وسياسيًا؟ يروق لـ دبي تسجيل الأرقام القياسية؛ فلديها أطول مبنى في العالم (برج خليفة)، وأكبر مركز تسوق (مول دبي) وأطول سلسلة ذهبية مصنوعة يدويًا (5.52 كم). وحتى بعيدا عن التباهي، تتمتع هذه الدولة-المدينة بالمزيد من الإنجازات الكبيرة التي تُحسَب لها؛ حيث تفوَّق مطار دبي على نظيره هيثرو في لندن ليصبح الأكثر ازدحاما في العالم، بقرابة 68.9 مليون مسافر سنويًا. وبمزيجٍ من الثروة النفطية والجغرافيا والطموح والاستثمار الحكيم- على ما يبدو- تحوَّلت دبي إلى مركز عبورٍ رئيس، خاصة للأشخاص والبضائع الذين يتحركون داخل أو عبر الشرق الأوسط. وتعتبر طيران الإمارات إحدى الشركات الرائدة في العالم. كما تبوأ ميناء جبل علي المركز التاسع عالميا من حيث الازدحام. وسيكون دبي وورلد سنترال- مركز خدمة لوجستية حول مطار جديد- ضعفَي حجم جزيرة هونج كونج بعد اكتماله. إلى جان بعض أحدث الطرق في العالم. كما تبني الإمارات- التي تعتبر دبي إحدى مكوناتها السبع الاتحادية- سكة حديدية، كجزء من شبكة متوقع أن يصل تكلفتها 25 مليار دولار، تصل بين دول مجلس التعاون الخليجي الست. وعلى القدر ذاته من الأهمية- على حد وصف فادي غندور، مؤسس شركة أرامكس للخدمات اللوجستية ومقرها دبي- تتمتع المدينة بـ “بنية تحتية ناعمة” ممتازة.مضيفًا: “لدى دبي القوانين الصحيحة، ويتعامل المسئولون مع الشركات كعملاء وينفذون ما يقولون إنهم سيقومون به”. أحد الأمثلة على ذلك هو الممر مجانيّ الجمارك بين الميناء والمطار، الذي يسمح للشركات باستيراد وتصدير المواد الخام بدون رسوم. فلا توجد قيود مفروضة على تداول العملات الأجنبية وتحويلها، ولا ضرائب. ولا غروَ والحال هكذا أن تمنح شركة DHL للخدمات اللوجستية الإمارات المرتبة 12 في مؤشر الترابط العالمي السنوي، لا يفصلها عن هونج كونج سوى نقطة واحدة، متقدمة على فرنسا وإيطاليا. وجزئيًا بفضل نمو دبي؛ أصبحت الإمارات مركز الجذب الاقتصادي في المنطقة، وهو ما شجعها بدوره لتتبنى نهجًا سياسيًا أكثر حزمًا (وهو طموح تقوده جزئيًا أبو ظبي المجاورة). وفي هذا السياق يقول الخبير الاقتصادي اللبناني ناصر السعيدي، المقيم في دبي: “إنها لحظة حاسمة لدول مجلس التعاون الخليجي لتأخذ زمام القيادة. ووحدها دبي تمتلك الطاقة والشباب والرؤية للقيام بذلك، وتبدو حريصة عليه”. كما شاركت القوات الجوية الإماراتية في المهمة القتالية التي يقودها حلف الناتو في ليبيا خلال عام 2011، وهي حاليا جزء من التحالف ضد تنظيم “الدولة” في سوريا (رغم استمرار أمريكا في شن معظم الضربات). وإلى جانب المملكة العربية السعودية، القوة التقليدية في الخليج، تضخ الإمارات الأموال لدعم عبد الفتاح السيسي، الجنرال المصري الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين في عام 2013. إلى جانب ممارستها ضغوطا على دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا، لكبح الإسلام السياسي. ويرجع جزء من نجاح دبي إلى موقعها- بين أوروبا وآسيا وأفريقيا- واستقرارها في المنطقة التي تعاني من الحرب والركود السياسي. أو على حد وصف “السعيدي”: “هذا هو الملاذ الوحيد الآمن للجميع في بحر المشاكل الذي يموج في كل مكان”. ومما لاشك فيه أن حكام دبي يمتلكون رؤية. فعندما أسس السيد “غندور” أرامكس في عام 1982، جعل مركزها اللوجستي في البحرين، الذي أصبح فيما بعد مركزا ماليا رائدا في المنطقة، لكن بحلول منتصف الثمانينيات انتقل إلى دبي. كما تسعى دول الخليج الأخرى الآن لمحاكاة هذا النجاح. وعلى بعد قرابة ساعة من دبي تقوم أبو ظبي بتوسيع مطارها، قاعدة الاتحاد للطيران- وهي شركة أخرى من الطراز العالمي. فيما رتبت أبوظبي قرضًا قيمته 300 مليون درهم (82 مليون دولار) لتوسيع ميناء آل خليفة. أما قطر فقد افتتحت للتو مطارا جديدًا، وشركة الخطوط الجوية القطرية، وهي أكبر من طيران الاتحاد لكن أصغر من طيران الإمارات، بيد أنها تتنافس بشراسة على حركة المسافرين والبضائع، وتحتل مرتبة متقدمة في مؤشر الأداء اللوجستي للبنك الدولي، بعد الإمارات بمركزين فقط. ويعتقد أن ميناء الدقم العماني، على المحيط الهندي، أكثر تفضيلا من جبل علي؛ لأن السفن لا تضطر إلى المرور عبر مضيق هرمز المزدحم للوصول إليه. فيما تستثمر المملكة العربية السعودية 500 مليار دولار في البنية التحتية بحلول عام 2020، بما في ذلك بناء مدن جديدة لتحفيز التنمية الاقتصادية، ومركز مالي، ومترو، وجامعات ومدارس جديدة. أما البحرين والكويت فينفقان أيضًا على البنية التحتية. – السؤال هو: هل ثبت هذه المشاريع الكبرى جدوى اقتصادية في ظل انهيار أسعار النفط وتراجع أسواق الأسهم في كافة أنحاء المنطقة؟ – حتى دبي أثبتت أنها ليست معصومة؛ فلم يمر سوى ست سنوات فقط منذ أجبر انهيار سوق العقارات شركة دبي العالمية القابضة على التماس الإنقاذ من أبو ظبي. وسريعًا تغير اسم برج دبي، البالغ طوله 828 مترا، إلى برج خليفة؛ على اسم المنقذ: الشيخ خليفة.