في العمق “أبو ظبي في مرمى صواريخنا”.. دوافع ودلالات تهديد الحوثيين للإمارات لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr A follower of the Shi'ite Houthi movement holds a rifle with an image of the movement's leader, Abdul-Malik al-Houthi, during a ceremony marking Eid al-Ghadir in Sanaa, Yemen September 9, 2017. The celebration marks al-Ghadir day, a day Shi'ites believe Prophet Muhammad nominated his cousin, Imam Ali, to be his successor. REUTERS/Khaled Abdullah توصف الإمارات بأنها “قاطرة التحوُّل الخليجي من القوة الناعمة إلى القوة الخشنة”، وكلما ازداد تدخلها في شؤون الدول الأخرى؛ كلما اكتسبت المزيد من الأعداء، ورُبَّ عدوٍ استطاع النفاذ إلى مقتل. إذا وضعنا التهديد الذي أطلقه عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله، يوم الخميس 14 سبتمبر، في هذا السياق فإنه يصبح غير مستغربًا أو حتى خبط عشواء، بل ربما يستند إلى إدراك لنقاط ضعف دولة الإمارات، وإن لم يتضح- حسبما ذكرت رويترز تعليقًا على التصريحات- ما إذا كان الحوثيون لديهم القدرة الفعلية على تنفيذ تهديداتهم. والمقصود هنا بنقاط الضعف، ما سبق أن أشرنا إليه في تقرير “بيت العنكبوت.. هل الإمارات على كف عفريت؟” المنشور قبل أشهر على هذا الموقع، ولخصه الكاتب يوسف زيدان حين قال على قناة الحياة المصرية يوم 1 أبريل 2014: “لو حصل تفجيرين اتنين فى دبى؛ تقفل دبى خلاص.. ما يبقاش فيه دبي”. * التهديدات: – الإمارات كانت تهديدات الحوثي للإمارات مُرَكَّزة وصريحة؛ إذ أكد أنها باتت في مرمى صواريخ الحوثيين الذين قاموا بتجربة صاروخية ناجحة يصل مداها إلى أبو ظبي، وبالتالي على الدول والشركات ألا تعتبر الإمارات بلدا آمنا بعد اليوم. – السعودية وكان للسعودية- كالعادة- نصيب من تهديداته؛ إذ أكد أن المنشآت النفطية السعودية باتت في مرمى صواريخ الحوثيين، متفاخرًا بأن الصاروخ الذي وصل ينبع لم تعترضه صواريخ الباتريوت، وأن الطائرات بدون طيار التي طورتها جماعته حلقت مئات الكيلومترات داخل المملكة، وستبدأ عملها قريبا في القصف. بموازاة تمكُّن القوة الصاروخية من إنجاز مرحلة ما بعد الرياض، واستمرار العمل على تطويرها للوصول إلى أي هدف في السعودية والإمارات، تحدث الحوثي أيضًا عن قدرات بحرية قال إن بإمكانها الوصول إلى الموانئ السعودي، والضفة الأخرى من البحر الأحمر. – أمريكا ثم ذهب الحوثي إلى ما هو أبعد من مناطحة الدولتين الخليجيتين، فتحدَّى الولايات المتحدة مباشرة بالكشف عن جهود لتطوير منظومات الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الأمريكية الحديثة، معتبرًا أن مقاتليه لا يواجهون التحالف العربي فقط، بل يحاربون أيضًا التكنولوجيا العسكرية الأمريكية الحديثة التي تستخدمها القوات السعودية والإماراتية في اليمن. – سوريا كانت سوريا حاضرة في تصريحات عبدالملك الحوثي الذي قال “إن السعودية والإمارات تدفعان ثمن سياساتهما الخاطئة. هذه الأخطاء قد أجبرتهم على تغيير نهجهم في الصراع في سوريا “. ولا يمكن عزل هذه الإشارة عن التطورات التي تجري في الشام، والتأثير السياسي الإيراني المتنامي على نظام بشار الأسد، وترسيخ تواجد الحرس الثوري وحزب الله والميليشيات الشيعية التي تشارك في القتال إلى جانب الحكومة السورية. ميناء الحديدة كانت ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن هو حجر الزاوية في التهديدات الأخيرة؛ إذ قال الحوثي: “إذا اتجه النظام السعودي ومن معه بضوء أخضر أمريكي… واتجهوا بحماقة منهم لغزو الحديدة وغزو الميناء وغزو الساحل بات حينئذ من المحتم علينا أن نقدم على خطوات لم نسبق أن أقدمنا عليها فيما مضى”. كانت الرسالة واضحة: “إذا أرادوا أن تسلم سفنهم النفطية؛ فعليهم ألا يقدموا على غزو الحديدة”، لكن في المقابل لا تفتأ حكومة هادي وحلفائه الخليجيين يتهمون الحوثيين باستخدام الميناء لتهريب أسلحة وفرض رسوم جمركية تستغلها في تمويل الحرب. أما الحل الذي طرحته الأمم المتحدة للحيلولة دون وصول الحرب إلى الميناء فهو تسليمه إلى طرف محايد لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، خاصة وأن 80 في المئة من واردات اليمن الغذائية تمر عبر الميناء المطل على البحر الأحمر. الرد الإماراتي عبر تويتر، ردت الإمارات على لسان أنور قرقش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي: “تهديدات الحوثي وحماقته لا تخيفنا وتكشف عن يأس لمن يدافع عن أوهام تشظّت، ولكنها تكشف يقينا عن النوايا المبيتة لأمن واستقرار الخليج العربي”. بالطبع لا تكتفي الإمارات بتصويب التغريدات التويتريّة على أعدائها، بل هناك تحركات محمومة لن يكون آخرها استعانة أبو ظبي بضباط بعثيين لتدريب ميليشياتها في جنوب اليمن، حسبما كشفت نشرة إنتليجنس أونلاين قبل أيام. هذا يعيدنا إلى النقطة الأولى التي بدأ بها التقرير: كلما ازداد تدخل الإمارات في شؤون الدول الأخرى باستخدام القوة الخشنة؛ كلما اكتسبت المزيد من الأعداء، ورُبَّ عدوٍ استطاع النفاذ إلى مقتل. وإذا كان أعزّ ما تملكه الدولة هو: “الأمن”، قد يصبح بعض عوامل قوتها نقاط ضعفٍ يمكن للأعداء استغلالها ضدها، ومجرد تهديدها بانتزاعه كابوس جدير بأن يقض مضاجع الحكام.