الرئيسية في العمق أحلام متسرعة وجرأة مستحدثة.. هل تتصادم الطموحات الإماراتية والأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط؟ (1/3)

أحلام متسرعة وجرأة مستحدثة.. هل تتصادم الطموحات الإماراتية والأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط؟ (1/3)

5 second read
0

حين تفاقمت التوترات بين الإمارات وقطر- لم تتوقف المناوشات عند مستوى التسريبات والاختراقات رفيعة المستوى بل وصلت إلى التلويح الضمني بالتدخل العسكري وحتى تغيير النظام- حذر أكبر شهيد أحمد، مراسل الشؤون الخارجية في موقع هافنجتون بوست، من أن خروج الأمور عن السيطرة بين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة قد يسفر عن تقويض الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن تصاعد النزاع بين الدولتين الخليجيتين المتحالفتين مع واشنطن قد يؤدي إلى تفاقم الصراع في مناطق الحرب التي تدعم فيها قطر والإمارات قوى مختلفة بالوكالة- لا سيما ليبيا التي أصبحت ملاذا للمهربين وأمراء الحرب والجماعات المسلحة- إلى جانب تشتيت الانتباه عن الأولويات الدولية الكبرى، مثل استعادة الاستقرار في سوريا والعراق بعد هزيمة داعش المتوقعة في ميدان القتال.

انتهاك الحظر الأممي

وبينما كانت أبو ظبي تحتج بصخب على دور القطري المزعوم في زعزعة استقرار المنطقة ودعم الجماعات الراديكالية، رصدت نشرة إنتليجنس أونلاين الفرنسية قبل أشهر قليلة زيادة تورط الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في توريد الأسلحة والمعدات إلى ليبيا، وهو ما يمثل انتهاكًا للحظر الأممي الذي تتحايل عليه روسيا أيضًا عن طريق توصيل السلاح إلى حفتر عبر الوسيط المصري.

كما رصدت صور أقمار صناعية نشرتها مجلة IHS Jane البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية إنشاء قاعدة إماراتية في شهر مارس الماضي داخل مطار الكاظم بمحافظة مرج الواقعة على بعد 100 كم من بنغازي، ناهيك عن التمدُّد العسكري الإماراتي المحموم في إفريقيا.

بحلول نهاية يونيو كان قد اكتمل بناء حظائر طائرات وممر جديد في ليبيا، لكن تدفق المعدات اللازمة للقاعدة بدأ التدفق منذ فبراير. حتى أن محللون يعزون الاختراقات التي أحرزها الجنرال حفتر ضد مجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيم الدولة جزئيًا إلى الدعم المادي والاستخباري المقدم من الإمارات إلى جانب مصر وفرنسا.

تجاوز الدور التمويلي

كيف حدث ذلك؟

وسط اضطرابات تشهدها القوى العربية التقليدية، وانشغال الدول الكبرى في المنطقة بشؤونها الداخلية، واحتدام الصراع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، حدث “فراغ قيادي في العالم العربي؛ سمح للدول الصغيرة بلعب دور رئيس”، على حد قول مصطفى العاني المحلل في مركز الخليج للأبحاث ومقره جنيف.

في البدء حاولت الإمارات تحقيق طموحاتها عبر مكانتها المالية، لكن سرعان ما تجاوزت الدولة الخليجية دورها التمويلي وسعت لامتلاك نفوذ دبلوماسي أعمق على مستوى المنطقة والعالم، وهو ما قادها في نهاية المطاف إلى استعراض عضلاتها العسكرية.

جرأة مستحدثة

وبعدما كانت الإمارات تبتعد عن الأضواء، حتى عندما تدعم العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، مثل: حرب الخليج عام 1991، أصبحت الآن تنشط في تمويل الوكلاء وتسليحهم وتدريبهم في ساحات الصراع المختلفة، بل وتتسابق لتدشين قواعد عسكرية في إفريقيا.

هذه الجرأة الإماراتية المستحدثة يلخصها ديفيد ماك، سفير الولايات المتحدة في الإمارات خلال الثمانينيات، قائلا: “كان علينا أن نسألهم أولا حتى يعربوا عن بعض شكوكهم حيال سياستنا، وكانوا متحفظين للغاية. أما الآن فإنهم أكثر انفتاحا بكثير حيال تحدي وجهات نظرنا عندما نختلف معهم، لكنهم أيضًا لا يخشون أن يخبروا العالم حين يتفقون معنا”.

طموحات متسرِّعة

لكن ألا يتمتع الجيش الإماراتي بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وتستضيف الدولة الخليجية القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية، بل وقبل أيام شاركت القوات البرية الإماراتية والأمريكية في تدريبات “الاتحاد الحديدي 5″، وهي امتدادا لسلسلة “المخلب الحديدي”؟

صحيحٌ ولكن- كما هو الحال مع حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة- توترت العلاقات قليلا خلال السنوات الأخيرة من عهد أوباما؛ نظرا لما اعتبرته الإمارات ترددًا أمريكيًا فيما كان يفترض أن يكون التزاما لا يتزعزع حيال شركائها، على حد قول آدم ايرلي، سفير الولايات المتحدة لدى البحرين بين 2007 و2011.

وفي ظل الغموض الذي يخيم على الموقف الأمريكي تجاه المنطقة، اندفعت الإمارات إلى تبني سياسة خارجية أكثر نشاطا لحماية مصالحها الرئيسية. ثم جاء ترامب الذي اعتبرته الدولة الخليجية فرصةً ينبغي استثمارها ضد التهديدات التي يمثلها الإسلاميون، سواء كانوا جهاديين أم سياسيين، لكنها كانت قد عثرت على الدرب الذي ترى أنها تستحقه للعب دور رئيسي في الشؤون الإقليمية، على حد قول وليام روج، سفير الولايات المتحدة لدى الإمارات ما بين 1992و1995.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …