شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي بعد أولى زيارته الاستكشافية إلى العراق منذ توليه منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، يوم 1 أكتوبر، أمر الجنرال جوزيف دانفورد بإجراء بعض التغييرات الطفيفة، لكنها حاسمة، على استراتيجية الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في العراق. بعد مشاورات مكثفة مع القادة الميدانيين الأمريكيين، خرج رئيس هيئة الأركان الجديد ببعض النتائج القيِّمة التي ستوضع في ضوئها التعديلات على العمليات العسكرية الأمريكية، كما ستحدد بعض المتطلبات الدبلوماسية العاجلة. وتستند الميزة الحاسمة التي استطاع تنظيم الدولة الحفاظ عليها داخل العراق إلى القدرات الاستخباراتية التي تخترق في الأساس الشبكات البعثية التاريخية، الممتدة ليس فقط في أنحاء البلاد، ولكنها تصل إلى سوريا أيضًا. ويجب على الجيش العراقي أن يقوم سريعًا بتطوير قدراته الاستخباراتية المحسنة، وهي الأولوية التي سيُكَلَّف بها المستشارون العسكريون، وتشمل تحديد مكان قادة التنظيم الرئيسيين. لكن حقيقة أن عددا متزايدًا من العراقيين، بما في ذلك الشيعة، فقدوا الثقة في حكومة بغداد، تمثل تعقيدات خطيرة لأي عمليات استخباراتية مُحَسَّنَة. كما خرج “دانفورد” بإدراكٍ واضح أن الإصلاح السياسي أمر حيوي لأي حملة عسكرية مُحَسَّنة ضد تنظيم الدولة. حيث أن رئيس الوزراء العبادي لا يزال ضعيفا، ولا يزال إلى حد كبير أسير النفوذ الإيراني داخل حزب الدعوة الذي ينتمي إليه. واستمرار تواجد رئيس الوزراء السابق المالكي على الساحة السياسية يؤكد عمق هذا النفوذ الإيراني. وفي المنطقة الكردية، يرفض الرئيس التنحي، رغم انتهاء ولايته. كما يجب استكمال الإصلاحات السياسية من خلال إصلاح مستمر للقوات المسلحة العراقية. هذه العملية التحديثية والإصلاحية سوف تجري- بالضرورة- على أساس محلي، بالنظر إلى العوائق السياسية في طريق إجراء مراجعة شاملة للجيش العراقي بالكامل. وقيل لـ “دانفورد” إن الميليشيات العراقية الشيعية، مدعومة من لواء القدس، لم تحرز نجاحا مؤخرا ضد قوات تنظيم الدولة. ولا تستطيع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران هزيمة التنظيم، بل في الفترة الأخيرة، خسروا تقريبا كل معركة خاضوها ضد داعش. كما قيل للجيش العراقي وحكومة العبادي إن القوة الجوية الأمريكية سوف تتاح للجيش العراق، وليس لدعم الميليشيات الشيعية. لكن هذا الدعم يتطلب تعزيزًا استخباريًا، وهو ما يزال حتى الآن هدفا لم يتحقق. وأخبر القادة العسكريون الميدانيون الأمريكيون الجنرال دانفورد بمحاولات تنفيذ إصلاحات محددة في الجيش العراقي، بما في ذلك تغييرات في الأوامر، وتحسين التنسيق مع المخابرات، وتشديد الرقابة من قبل قادة محليين مؤهلين. أما فكرة أن قادة الجيش العراقي المحليين يمكن أن يتلقوا أوامر من المسؤولين السياسيين في بغداد أو من الجنرالات الإيرانيين، في خضم العمليات القتالية، ليس إلا وصفة لاستمرار الفشل. وفي حين أن أيا من هذه الإصلاحات لم يُنَفَّذ بنجاحٍ على أي نطاق واسع، أكد قادة عسكريون أمريكيون أن الجيش العراقي يحتاج إلى إحراز بعض الانتصارات للمضي قدما في عملية الإصلاح. وبعض الوحدات المستهدفة في الجيش العراقي هي الآن مستعدة للتنسيق الفعال مع المستشارين الأمريكيين والدعم القتالي من القوات الجوية الأمريكية. ومن المتوقع أن يشن الجيش العراق عدة عمليات عسكرية جديدة في غضون الأسابيع المقبلة، بتنسيق وثيق مع القوات الأمريكية في البلاد. خلال لقاءاته في بغداد، نجح الجنرال دانفورد في إقناع حكومة العبادي وكبار قادة الجيش العراقي بأن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تقديم الدعم إذا ما سُمِحَ للروس بالقيام بعمليات قصف. وقال الجنرال دانفورد للكونغرس يوم 27 أكتوبر إنه تلقى ضمانات أكيدة بأن الروس لن يُطلَب منهم المشاركة في الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة. ويحاول الجنرال دانفورد تحقيق توازن بين “الصبر الاستراتيجي” اللازم مع الجيش العراقي، وضرورة تحقيق قدر من النجاح على المدى القريب في المعركة. فمع وجود قرابة 4000 جندي أميركي في العراق الآن، وعدد أكبر من الأفراد غير العسكريين، يعلم رئيس هيئة الأركان الجديد جيدا أنه يجب أن يعمل ضمن قيود القوة البشرية القائمة في الوقت الحاضر. وبمعدل التوسع الحالي، يمكن أن يصل عدد الجنود الأمريكيين في العراق إلى 7000 قبل انتهاء فترة رئاسة أوباما، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمثل مشكلة.