الرئيسية في العمق أوين ماثيو- نيوزويك: حوار مع إردوغان

أوين ماثيو- نيوزويك: حوار مع إردوغان

0 second read
0

ترجمة: علاء البشبيشي
رغم الانتصار الساحق الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية الصيف الماضي، إلا أنه ما زال يقاتل لإنقاذ حياته السياسية، خاصة بعد قبول المحكمة الدستورية العليا مؤخرًا دعوى تتهم رئيس الوزراء “رجب طيب إردوغان” وسبعين آخرين من قيادات حزب العدالة والتنمية بـ “السعي لتقويض أركان العلمانية في تركيا”.
“بهذه الكلمات استهل أوين ماثيو من مجلة نيوزويك حواره مع “إردوغان”، في أنقرة منتصف عام 2008، والذي تطرق للعديد من القضايا الداخلية والإقليمية، وهذه مقتطفات مما دار في هذا اللقاء.

ماثيو: هل يستطيع الإسلام التعايش مع المعاصرة؟
إردوغان: لقد استطاعت تركيا تحقيق ما اعتبره الناس مستحيلًا، ألا وهو التوازن بين الإسلام والديمقراطية والمعاصرة، وقد أثبتت حكومتنا أن الشخص المتدين يمكنه حماية فكرة العلمانية؛ فحزب العدالة والتنمية ليس فقط حزبًا للمتدينين المحافظين، لكنه حزب غالبية الأتراك.
إننا نقف بشدة ضد القومية العرقية، والإقليمية الضيقة، والتعصب الديني. فتركيا بديمقراطيتها، تعتبر مصدر الإلهام لبقية العالم الإسلامي.

ماثيو: ألقيتَ خطابات تطالب فيها بفكر جديد في الإسلام.
إردوغان: نحن، كسياسيين، لا يمكننا الخوض في مسألة “تحديث الإسلام”، بل ليس لنا مجرد الحق في ذلك، ولا حتى العلماء المسلمون لهم حق “تحديث الإسلام”.
ما يمكننا الحديث بشأنه فقط هو موقع المسلمين في المجتمع المعاصر، ومدى إسهامهم في طريقة الحياة داخله.

ماثيو: إذا كان لديك مثل هذه الرؤية المتفتحة، فلماذا تُحاكَم على أنك من المتطرفين الإسلاميين؟
إردوغان: لا أستطيع التعليق ما دامت القضية تُنظر أمام القضاء.

ماثيو: إلى أي مدى تغيرت الاتجاهات الدينية في تركيا خلال فترة حياتك؟
إردوغان: قواعد الدين ثابتة لم تتغير، لكن ميول الناس تجاه الدين هي التي تغيرت. لقد جلب التمدن إلى تركيا ثروات متزايدة، ومفاهيم مختلفة، ففي الماضي لم يكن أمام الناس بدائل، أما الآن فقد أعطينا الشعب حرية الاختيار، كما عززنا حقوق وحريات غير المسلمين.

ماثيو: لكنك لم تحضر إعادة افتتاح المدرسة اللاهوتية الأرثوذكسية في جزيرة هالكي قرب اسطنبول؟
إردوغان: إنها مشكلة تعليمية، وليست دينية، فعلينا أن نتخطى بعض المشكلات مع اليونانيين أولًا، ونأمل أن يحدث ذلك قريبًا.

ماثيو: ما هو الدور الذي تلعبه تركيا في تسهيل المفاوضات بين سوريا وإسرائيل؟
إردوغان: على مدى 40 عامًا لم يكن لتركيا أية علاقات دبلوماسية مع سوريا، لكن بمجرد أن تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة، قررنا تطبيع تلك العلاقات، فسياستنا هي كسب الأصدقاء، وليس صنع الأعداء. ونتيجة لعلاقاتنا الجيدة مع الجانبين، طالبانا بالتدخل من أجل الدفع باتجاه حوارات أفضل، وقد تواصلنا مع قادة الدولتين بهذا الشأن.
ومن الأهمية بمكانٍ بالنسبة لنا أن نُحَصِّل بعض المكاسب، فإذا ما استطعنا الإسهام في تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة بأسرها.

ماثيو: هل تعتقد أن إسرائيل تريد مهاجمة إيران؟
إردوغان: خطأ كبير أن يتحدث السياسي حول نوايا دولة أخرى. لا أريد أن أرى ذلك يحدث، لكن إذا ما وقع، فلا أستطيع تخيل ما سيحدث في الشرق الأوسط. ينبغي ألا نفكر، مجرد تفكير، في هذا الأمر.
إن أكبر آمالي، فيما يتعلق بالسلام، هو أن تتوقف إسرائيل عن استخدامها المفرط للقوة في الضفة الغربية، وقتل المدنيين من الشيوخ والأطفال في غزة. ينبغي أن نكون منصفين، فلا يمكننا منح أحد الجانبين الحق في استخدام القوة، ثم ندين الجانب الآخر إذا ما استخدم القوة للدفاع عن نفسه.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …