في العمق أين ذهب التعاطف مع جثة إيلان كردي؟.. غياب البدائل يبدد الفرص لـ العالم بالعربية منشور في 4 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr A man holds a poster with a drawing depicting a drowned Syrian toddler during a demonstration for refugee rights in Istanbul, Turkey, September 3, 2015. The distraught father of two Syrian toddlers who drowned with their mother and several other migrants as they tried to reach Greece identified their bodies on Thursday and prepared to take them back to their home town of Kobani. Abdullah Kurdi collapsed in tears after emerging from a morgue in the city of Mugla near Bodrum, where the body of his three-year old son Aylan washed up on Wednesday. The image of Aylan, drowned off one of Turkey's most popular holiday resorts, went viral on social media and piled pressure on European leaders. Abdullah's family had been trying to emigrate to Canada after fleeing the war-torn town of Kobani, a revelation which also put Canada's Conservative government under fire from its political opponents. REUTERS/Osman Orsal - RTX1QZ10 بعد سنواتٍ من السبات العالميّ، أصبح الجميع فجأة يتفاعل مع الحرب الدمويّة السورية، بعدما انتشرت صورة جثة الطفل إيلان كردي على الشاطئ، في سبتمبر 2015. لكن لم يمرّ وقت طويل، حتى هدأت الضجّة الصاخبة، وعاد العالم مرة أخرى إلى النوم. فوائد مؤقتة كشفت دراسة جديدة أن هذه الصورة كان لها تأثير كبير على مستوى الاهتمام الدولي بالحرب السورية، ما أسفر عن زيادة التبرعات. لكن للأسف، تراجعت هذه الفوائد بالسرعة ذاتها. أعد الدراسة فريق من جامعات أوريجون والسويد وكندا، ونشرتها دورية “الأكاديمية الوطنية للعلوم”. خَلُصَت الدراسة إلى أن هذه اللحظات ذائعة الصيت تُحدِث فارقًا حقيقيًا، لكن الاهتمام الناتج عنها يمكن أن يكون قصير الأجل. تعاطف قصير الأجل يقول مؤلفو الدراسة، في الملخص الذي نشرته الدورية العلمية: “تظهر البيانات أن العالم كان نائمًا في الأساس، رغم ارتفاع عدد قتلى الحرب السورية باطراد إلى مئات الآلاف. ثم جاءت الصورة الأيقونية لجثة الطفل السوري، ووجه مقلوب على رمال الشاطئ، لتوقظ العالم لفترة وجيزة، وتجذب الكثير من الاهتمام الضروري للحرب، وتسلط الضوء على المحنة التي يعيشها الضحايا. لكن هذا التعاطف كان قصير الأجل”. اختراق الضجيج الإعلامي قبل انتشار الصورة، قدَّرت مجموعة غير ربحية عدد القتلى الذين ارتقوا حتى ذلك الحين بقرابة 320 ألف شخص، ناهيك عن العديد من الجرحى. بدأ اللاجئون في التدفق من سوريا، وفرّ العديد منهم على متن قوارب مكتظة، كثير منها لم يصل إلى وجهته. صحيحٌ أن المأساة السورية ألهمت الكثير من العناوين الصحفية، لكنها- خاصة في عصر وسائل الإعلام الاجتماعية- لم تُحدِث تأثيرًا يُذكَر، قبل انتشار هذه الصورة. صحيحٌ أيضًا أن الصورة لم تكشف عن شيء جديد، لكنها ضربت على وتر حسَّاس، واخترقت الضجيج الإعلامي. فجأة، أصبح لآلاف السوريين الذين قُتِلوا أو فرُّوا صورةً حية ووحشية توضح مدى التدهور الذي وصل إليه الوضع. اتجاهات البحث والتبرعات يُظهَر الرسم البياني التالي الاتجاهات التي جمعها واضعو الدراسة لعمليات البحث على محرك جوجل عن كلمات: “إيلان” و”لاجئين” و”سوريا”. تسجل البيانات مدى الزخم الذي أحدثته الصورة، في سبتمبر 2015، وأيضًا سرعة التراجع في الاهتمام العالمي، بمجرد حلول شهر أكتوبر من العام ذاته. انتهى المطاف بالصورة على الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم. فجأة، أصبح الصراع في سوريا محل اهتمام الجميع، ما أدى إلى زيادة التبرعات للجماعات التي تعمل لمساعدة السوريين المحتاجين. أظهرت الدراسة أيضا أن نمط هذه التبرعات كان مماثلا لعمليات البحث على جوجل، مثلما يُظهر المخطط التالي: صور أيقونية لم تكن صورة إيلان كردي بِدْعًا من الصور الأيقونية التي ساعدت طيلة القرن العشرين على لفت الانتباه إلى الصرعات والمآسي التي لم تحظَ بالقدر الكافي من التغطية الإعلامية. على سبيل المثال، ساعدت الصورة التي أصبحت تعرف باسم “طفلة النابالم” على توضيح ويلات حرب فيتنام. كما ساعدت صورة نسر بالقرب من طفل يتضور جوعا إلى تسليط الضوء على الجوع المدقع الذي يعانيه شعب السودان. بَيْدَ أن الدراسة لم تقارن آثار تلك الصور بنظيرتها التي أحدثتها صورة الطفل السوري، على الرغم من أن دورة وسائل الإعلام الحديثة تبدو أسرع بكثير من ذي قبل، حسبما يشير جيسون أبروزيس مراسل موقع ماشابل. تبديد الزخم تستطيع الصورة توليد قدر لا بأس به من الاهتمام والتعاطف، لكن عدم وجود حلول عملية لإنهاء الأزمة يعني: تبديد فرصة الاستفادة من هذا الزخم المؤقت. وبالتالي، يمكن للتعاطف أن يخلُق دافعا قويا للعمل، لكن الافتقار إلى حل سياسي للحرب السورية يعرقل إحراز أي تقدم يُذكَر، على مستوى وقف شلال الدماء أو سيل اللاجئين. هذا الفشل في الاستجابة يمكن أن يُعزى- بحسب مؤلفو الدراسة- لأسباب منها: فشل المجتمع في توفير بدائل عملية مقنعة، يمكن تطبيقها بمجرد أن تشتعل جذوة التعاطف لدى الجمهور. الصورة الكاملة استنتاجٍ آخر تقودنا إليه هذه التجربة، وإن لم تُشِر إليه الدراسة مباشرة: أن التفاعل مع هذه الموجات المتقطعة مفيد، ولو مؤقتًا، ولا يعني إطلاقًا- حسبما يذهب البعض- اختزال المشهد في صورةٍ، بل على العكس يجذب المزيد من الضوء على الصورة الكاملة. الأكثر أهمية من تغذية هذا الزخم، هو: عدم تبديده هدرًا، والاستفادة منه في إنهاء المأساة على نحو مستدام. ولا يكون ذلك إلا بالتجهيز المسبق لحلول عملية قابلة للتطبيق.