الرئيسية في العمق إعادة تقييم العلاقات السعودية-الباكستانية.. فصل جديد بعنوان: مكافحة الإرهاب

إعادة تقييم العلاقات السعودية-الباكستانية.. فصل جديد بعنوان: مكافحة الإرهاب

1 second read
0

ترجمة: علاء البشبيشي

لا أدلَّ على صدق عزم باكستان على هزيمة الإرهاب من تغيُّر علاقتها بالمملكة العربية السعودية. فبعدما كانت حليفًا و”صديقًا” لفترة طويلة، يبدو أن المملكة أصبحت تحمل رؤية متناقضة مع باكستان، البلد الذي يتلقى ضربات إرهابية من كل جانب. 

وبإعلان خطة عمل وطنية، وقرار القيادتين العسكرية والمدنية للقضاء على الشبكات الإرهابية التي انتشرت في ربوع البلاد، تؤذن باكستان بإعادة تقييم علاقتها مع السعودية. 

يرجع ذلك إلى أن البترودولار السعودي كان يقف وراء معظم البنى التحتية الجهادية في هذا البلد. ضُخَّت هذه الأموال ابتداءً لتدشين العمل الجهادي، ودعم الجهاديين الذين دُرِّبوا من أجل هزيمة السوفييت في أفغانستان، وظلت تتدفق بعد ذلك لضمان استمرارية شبكة الجهاديين/الوكلاء، المكوَّنة من جيش كامل قوامه محاربون ذوو دوافع دينية، ينفذون تعليمات المملكة بنشر أيديولوجيتها الوهابية في أنحاء البلاد. 

تجلى هذا في عدد كبير من المدارس الدينية التي تلقن الشباب سريعي التأثر الأفكار الجهادية. ولطالما اشتُبِه في أن تمويل مثل هذه المدارس- وثبت في العديد من المناسبات- يأتي من السعودية.

وبعد هجوم مدرسة بيشاور، الذي أسفر عن مقتل 141 شخصا معظمهم أطفال، بدأت باكستان فصلا جديدًا من مكاحفة التهديد الإرهابي، وهو ما لم تُقدِم عليه البلاد رغم مقتل ما يربو على 50 ألف مواطن نتيجة الهجمات الإرهابية. وهكذا أظهرت الدولة الباكستانية أنيابها، وسوف تعيد النظر مرة أخرى في علاقتها مع الدولة الأم للفكر الوهابي/الجهادي. 

وتتعهد خطة العمل الوطنية بوضع هذه المَعَاهد التعليميّة تحت المجهر، وتقدم وعودا بالإصلاح. ورغم الاتهامات العديدة التي وجهتها باكستان للمملكة بتمويل الإرهاب، يصر النظام الملكي في السعودية على نفي هذه الاتهامات. 

وفي حين قد يكون ذلك صحيحًا، لا يمكننا تبديد الشكوك حيال الأفراد الذين يمكن أن يرسلوا الأموال إلى باكستان والمدارس الدينية لدوافع مختلفة لا تدخل تحت إطار تقديم الصدقات. وقد حان الوقت لوقف هذه الممارسات السامة، على الأقل حيث أصبحت هذه الأيديولوجية الأصولية مثارا للقلق. 

لم تشهد باكستان يومًا مثل هذا الموقف الصعب، تحت تهديد الإرهاب. وخطة العمل الوطنية هي الوسيلة الوحيدة للمضي قدما. كما لا بد من وأد كل أسباب التطرف، وسوف تكون البداية بإصلاح المعادلة السعودية.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …