ماذا بعد؟ اتصالات سريَّة وتحركات استخباراتية.. هل تدفن القمة العربية الأحقاد مع الأسد؟ لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 1 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr لم تكن صيحةً في وادٍ أو نفخةً في رمادٍ؛ ما أصدرته لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، يوم الاثنين 13 فبراير 2017، معتبرةً أن استمرار مقعد سوريا شاغرًا في مجلس جامعة الدول العربية “لم يعد أمرًا مقبولا”. إنما كانت صدىً لمبادرةٍ أطلقها ثلاثة زعماء يحاولون جاهدين حجز مقعدٍ للرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية المقرر انعقادها يوم 29 مارس في عمان. تحركات سرية هل “تدفن القمة العربية القادمة الأحقاد مع الأسد”، حسبما خلُصَ موقع ديبكا الإسرائيلي؛ استنادًا إلى مصادره التي لم يعتَد تسميتها؟ المصادر الإسرائيلية كشفت عن اتصالات سرية تجري حاليا، قُبَيْل انعقاد القمة العربية في وقت لاحق من هذا الشهر، قد تُحدِث “تغييرًا جذريًا” في علاقة العالم العربي بالرئيس السوري بشار الأسد. ثلاثة من القادة الإقليميين والدوليين يقودون، معا أو بشكل منفصل، هذه التحركات التي تهدف إلى إعادة قبول الأسد في المجتمع العربي، وهم: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العاهل الأردني الملك عبد الله. وثلاثتهم يأمل أن يشاهد مصافحة وتحية تاريخية بين بشار الأسد والعاهل السعودي الملك سلمان. مكاسب “الأسد” من شأن هذا اللقاء أن يمثل مصالحةً بين المملكة العربية السعودية، التي دعمت المتمردين السوريين، ونظام الأسد. لكن بالنسبة للأسد، سيمثل هذا اعترافا عربيا جماعيا بفوزه الشخصي، بعدما توقع قليلون أن يخرج حيًا من ساحة الحرب القاسية التي استمرت لسنوات، واشتعلت أولى شراراتها مع انطلاق الربيع العربي في ديسمبر 2010. فوائد لـ”بوتين” أما الفائدة التي تعود على بوتين من هذا الحدث الملحميّ فهي أمر بديهي: عندما بدأ التدخل الروسي الرئيسي في الحرب السورية في سبتمبر عام 2015، توقع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الجيش الروسي سوف يغرق في المستنقع السوري. لكن الرئيس الروسي أثبت خطأ أوباما، وسوف ترتفع سمعة بوتين في العالم العربي إذا استطاع إقناع الملك سلمان بقبول عودة الأسد إلى القمة العربية. تحركات استخباراتيّة تتضمن الخطة إيصال الرئيس السوري إلى عمان مسلحا مع ضمانة روسية بسلوك آمن، على متن طائرة عسكرية روسية سوف تنقله من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في روسيا وتعيده إليها مرة أخرى. تقول مصادر ديبكا الاستخباراتية والشرق أوسطية إن سلسلة من الترتيبات لهذا الحدث تجري على قدم وساق، ما استدعى تنقُّل ضباط الجيش والمخابرات من روسيا ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية وسوريا ذهابا وإيابا بين القاهرة والرياض وعمان ودمشق والقيادة الروسية في سوريا. موافقة “ترامب” وكشفت المصادر الإسرائيلية أيضًا أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا في اتصالات غير رسمية مع هذه الأطراف إلى أن الرئيس دونالد ترامب لا يعترض على هذه المبادرة، على الرغم من أن موقفه العلنيّ حول هذا الملف لا يزال بانتظار بلورة سياسته النهائية تجاه الشرق الأوسط ككل. ولم يذكر الرئيس الأمريكي الشرق الأوسط إلا نادرا في خطابه أمام الكونجرس مساء الثلاثاء 28 فبراير، اللهم إلا للإشارة إلى الصواريخ الباليستية الإيرانية، والسبب في ذلك أن العمل لا يزال جاريًا لصياغة سياساته المتكاملة تجاه المنطقة. مصالحة بين السعودية وإيران قد يستفيد بوتين أيضا من هذه الثغرة لدعم مشروعٍ أبعد مدىً، يشمل الاستعانة بإيران في عملية السلام العربية مع الأسد، وتوسيعه ليشمل رأب الصدع بين طهران والرياض. كان هذا هو هدف التحركات الدبلوماسبة المكثفة التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي، وشملت محادثات هادئة بين المسؤولين الكويتيين والإيرانيين في طهران، وزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الكويت وسلطنة عمان في 15 فبراير، ورحلة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد يوم 25 فبراير، حيث التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. كانوا جميعًا يقومون بدورهم في الحيلة التي ترمي لإجراء مصالحة بين السعودية والأسد، باعتبارها محطة بارزة في طريق صنع السلام بين المملكة النفطية وإيران.