الإمارات السبع.. إطلالة على الماضي واستشراف للمستقبل

ترجمة: علاء البشبيشي

إطلالة عامة

على رأس كل إمارة من الإمارات السبع مجلسٌ يقوده الحكام ونوابهم. وليس هناك سوى حُكام أبوظبي ودبي الذين يتخذون قرارات أحادية بعيدًا عن الاتحاد الفيدرالي الذي تُدار الإمارات بموجبه؛ حيث يصدران مراسيم أميرية، بينما تطبق الإمارات الصغيرة الأخرى تشريعات صيغت في الإطار الفيدرالي للدولة. ولكل من أبوظبي ودبي والشارقة مجالس تنفيذية، كما أن لأبوظبي والشارقة مجالس استشارية وطنية، لا يُرى لها أي فائدة؛ ما يثير التساؤلات بشأنها.

* أبوظبي: 

يسيطر حكام أبو ظبي من آل نهيان على الحكومة الاتحادية منذ بدايات عام 2006، ومن وقتها عُيِّن حاكم دبي- صاحب الشخصية الكاريزمية- الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبًا للرئيس الاتحادي ورئيس الوزراء. وعندما أصيب حاكم الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بجلطة في يناير من العام الماضي، صار شقيقه ولي العهد الشيخ محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لكل من الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبسط نفوذه على الجوانب العسكرية، بالإضافة إلى العديد من مناحي السياسة الخارجية.

* دبي: 

تتعافى دبي بشكل جيد من أزمة الديون التي مرت بها في عام 2009، وتسعى مُجددًا لإنشاء مشاريع عملاقة. وتتطلع لــ “إكسبو 2020″، الذي تأمل أن يعزز من اقتصاد وسمعة الإمارات دوليًا. وفي غياب الشيخ خليفة؛ كان محمد بن راشد رسميًا أبرز كبار حكام الإمارات حضورًا في المناسبات الرسمية، على الرغم من أن محمد بن زايد لا يزال أكثر نفوذًا. بينما لا يظهر أبناء محمد بن راشد، وولي العهد حمدان، ونائب الحاكم مكتوم، كثيرًا.

* الشارقة: 

الشارقة عبارة عن ملكية دستورية تحكمها عائلة القاسمي. ويعمل المجلس التنفيذي كحكومة مركزية، ولها مجلس استشاري يضم قوى مستقلة نظرًا لوجود ثلاثة جيوب على ساحلها الشرقي. ويحكمها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي منذ عام 1972م، باستثناء ستة أيام في عام 1987م؛ إبان محاولة انقلاب.

* رأس الخيمة: 

وافقت على مضض على الانضمام للاتحاد بعد شهر من باقي الإمارات الأخرى، وهددت هي ودبي بالانسحاب في آواخر السبعينيات عندما حاولت أبوظبي توحيد الجيش. وتولى الحاكم الشيخ سعود بن صقر القاسمي حكم الإمارة عقب وفاة والده في عام 2010.

* الفجيرة: 

يرأس حاكم الفجيرة- حاليًا الشيخ حمد بن محمد الشرقي- مجلسًا يضم مواطنين ومغتربين مقيمين في الإمارة على الأقل مرة في الأسبوع. ويتدفق المال من الميناء القائم على خليج عمان؛ حيث توجد نهاية خط أنابيب جديد قادم من أبوظبي، وهو ما يعني أن النفط قد يتجاوز مضيق هرمز.

* أم القيوين: 

يحكمها الشيخ سعود بن راشد المعلا، وتبلغ مساحتها حوالي 770 كيلومتر مربع، وتعد أقل إمارة من حيث عدد السكان؛ حيث لا يصل عدد قاطنيها إلى 50 ألف نسمة.

* عجمان: 

يرأسها الشيخ حميد بن راشد النعيمي، وتبلغ مساحتها 259 كيلو متر مربع فقط، ويبلغ عدد سكانها حوالي 206 ألف نسمة.

آخر التطورات

* اقتصاد أبوظبي:

يذكر أن أبوظبي لم تصدق على ميزانيتها لعام 2015 حتى وقت كتابة هذا التقرير، وسوف تتأثر بشدة من الانخفاض في أسعار النفط أكثر من دبي. صحيح أنها تمتلك مصدات مالية مناسبة وتتمتع بانخفاض في سعر التعادل أكثر من غيرها من كبار منتجي النفط، ومع ذلك فإن النمو المستهدف لن يصل إلى معدل مرتفع بسبب رخص النفط. وقد ركزت أبوظبي في السنوات الأخيرة على بناء القطاعات غير الهيدروكربونية، حيث كانت أحد طموحات محمد بن زايد جعل إمارته مركزًا للطاقة المتجددة، بالطريقة ذاتها التي أنشأ بها والده مركز النفط والغاز وخدمات حقول النفط الرئيسية. وهناك أيضًا محاولات أخرى لتحفيز الاقتصاد غير النفطي عن طريق إنشاء مدن صناعية ومشروع الإمارات العالمي للألمنيوم؛ وهو المشروع المشترك مع دبي، والذي يظهر أيضًا الرغبة في توثيق العلاقات أكثر بين أقوى إمارتين في الدولة.

* خلافة أبوظبي: 

يفترض على نطاق واسع أن محمد بن زايد سيتولى مقاليد الحكم عقب وفاة أخيه غير الشقيق. وُلد في عام 1961، وهو الأكبر من بني فاطمة؛ الدائرة المكونة من ستة أخوة أشقاء يتمتعون بسلطة هائلة. ويُنظر إليه على أنه أكثر تشددًا من الشيخ خليفة، وهو الذي كان وراء تقارب دولة الإمارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة في أواخر التسعينيات، بموازاة التحول الكبير عن الانحياز التقليدي لبريطانيا. وليس من الواضح من سيكون ولي العهد المقبل في أبو ظبي، لكن المرشح الأكثر ترجيحًا هو هزاع بن زايد، الثالث من بني فاطمة ومستشار الأمن القومي. كما أن هناك طحنون وحمدان وأخوة أشقاء آخرين داخل دائرة الترشيح.

* اقتصاد دُبي: 

تُخصص ميزانية دبي لعام 2015 م إجمالي نفقات يصل إلى 41 مليار درهم إماراتي (ما يعادل 11,7 مليار دولار)، بزيادة 9% عن عام 2014م، لكنها أيضًا لم تُشر إلى أي عجز للمرة الأولى منذ أزمة الديون. وخصصت الميزانية 37٪ للرواتب، و2530 فرصة عمل جديدة. 13٪ أخرى مخصصة للبنية التحتية؛ التي قالت الحكومة إنها ستواصل الاستثمار فيها بكثافة على مدى السنوات الخمس المقبلة. وكان هناك قلق خلال العام الماضي من تدهور قطاع العقارات في دبي مُجددًا، لكن أسعار العقارات السكنية استقرت خلال فترة الصيف، وكانت هناك أنباء سارة بعد زيادة بلغت 24٪ في عام 2013 (21٪ في أبوظبي). وواصلت الجهات الحكومية تحسين ملامح ديونها. وتم الإعلان عن مشروعات ضخمة في العامين الماضيين؛ تشمل منتجع أتلانتيس الملكي، وأكبر مركز تسوق في العالم، وأطول فندق في العالم، ونسخة طبق الأصل من تاج محل العملاق.

* مطار دبي: 

أصبح مطار دبي الدولي أكثر المطارات ازدحامًا على مستوى العالم في عام 2014م، متفوقًا على مطار هيثرو اللندني. حيث مرَّ حوالي 68,9 مليون راكبًا دوليًا عبر مطار دبي خلال عام فقط حتى 22 ديسمبر الماضي، وفقًا لمجلس المطارات الدولية، مقارنة بــ 67,8 مليون مروا عبر هيثرو، ما يدل على نجاح دبي في أن تصبح مركزًا عالميًا. وإذا أضيف الركاب المحليين، فإن مطار دبي يصبح في المركز السادس في التصنيف العالمي لعام 2014م، بعد أتلانتا وبكين وهيثرو وطوكيو ولوس أنجلوس.

شؤون خليجية