الرئيسية إسرائيليات التحدي القادم لإسرائيل: الصواريخ الموجهة بدقة

التحدي القادم لإسرائيل: الصواريخ الموجهة بدقة

2 second read
0

كجزء من توسُّعها في المنطقة، تخطط إيران لإنتاج صواريخ مطورة في سوريا ولبنان واليمن، حسبما ذكر الصحفي الإسرائيلي روي كايس في صحيفة يديعوت أحرونوت. وفي ضوء التقارب بين إيران وحماس، يعتقد مسؤولو الدفاع الإسرائيليون أن الإيرانيين سيسعون إلى إنتاج صواريخ دقيقة في القطاع أيضا. وفي الوقت ذاته، يخطط حزب الله منذ الآن لليوم التالي بعد أن تضع الحرب السورية أوزارها، وفق التحذيرات الإسرائيلية المتواترة.

تحويل الصواريخ البسيطة إلى موجهة بدقة

صعدت القضية الإيرانية مرة أخرى إلى قمة جدول الأعمال العالمي بشكل عام، والأجندة الإسرائيلية على وجه الخصوص: بدءا من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، مرورًا بتدخل طهران في سوريا والعراق ولبنان واليمن، والعلاقات الدافئة مع حماس، وصولا للوجود المتزايد لممثلي الحرس الثوري على حدود مرتفعات الجولان.

بالنظر إلى هذه القائمة التي تزداد طولا، يعتقد العديد من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين أن أهم تحدٍ تمثله إيران في هذه الأيام يتعلق بإمكانيات الإنتاج الذاتي للصواريخ: تحويل الصواريخ البسيطة إلى صواريخ صادرة على ضرب أهدافها بدقة تقارب بضع عشرات من الأمتار. وفي ضوء الارتباط الوثيق مع حزب الله وتحسين العلاقات مع حماس، تشعر إسرائيل بقلق عميق من احتمالية تطوير مثل هذا السلاح.

توسيع رقعة التصنيع

المعرفة المطلوبة لترقية هذه الصواريخ موجودة بالفعل، والمصانع العسكرية الإيرانية متقدمة في هذا المجال. وبالإضافة إلى توسعها في المنطقة، يقول الصحفي الإسرائيلي إن إيران تعتزم إنتاج صواريخ في سوريا أيضا، وإنشاء مصنع في لبنان لإجراء عملية تحويل الصواريخ إلى طراز موجه بدقة.

هذه الخطة لا تقتصر على الساحتين اللبنانية والسورية، بل تريد إيران بناء مصانع مماثلة في اليمن لحلفائها المتمردين الحوثيين الذين ما زالوا يسيطرون على مناطق مختلفة بما في ذلك العاصمة صنعاء، ويخوضون حربًا ضد التحالف الذي تقوده السعودية وقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

في ضوء هذه المعلومات، تراقب إسرائيل قطاع غزة بقلق كبير: كجزء من العلاقات الدافئة مع حماس، يرجح روي كايس أن تسعى إيران إلى إنتاج صواريخ موجهة بدقة في غزة أيضا. مستشهدًا بإعلان مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام، خلال زيارة وفد بارز من الحركة إلى طهران أن “إيران ستعطي حماس كل ما تطلبه ويمكن لإيران أن تلبيه”.

مزيج من الفاعلين في الجولان

لكن المقال يعترف بعدم وجود إجراءات ملموسة الآن في لبنان أو اليمن أو غزة، لكنه يرى أن “التخطيط والتفكير موجودان”. مستندًا إلى مصادر أجنبية لم يسمها- لأن إسرائيل ترفض عادة إلان مسؤوليتها عن هذا النوع من الهجمات- يشير إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية تشن أحيانًا ضربات في سوريا لمنع نقل المكونات والأسلحة التي تهدف إلى مساعدة حزب الله وتعزيز جهود إيران التوسعية.

علاوة على ذلك، تشعر المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بالقلق إزاء احتمال نشر عناصر إيرانية وقوات موالية لإيران في مرتفعات الجولان، وهي خطوة يرجح الكاتب أن تكون لا تزال في مراحلها الأولى.

لا يزال من غير الواضح من هو المسؤول عن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل يوم السبت. وأيام كان من يقف وراءها، فإن مرتفعات الجولان السورية مليئة حاليا بمزيج من العناصر: بعض المناطق يسيطر عليها النظام (خاصة الجولان الشمالي والأوسط)، وهناك مناطق أخرى في أيدي الجماعات المتمردة على طول الحدود في الجولان الأوسط، وينتظر جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم الدولة في منطقة الجولان الجنوبية.

في هذه الأثناء، يحاول النظام السوري استعادة الأراضي في الجولان. ونشرت عدة تقارير في الآونة الأخيرة عن تفجيرات واسعة النطاق نفذها النظام بالقرب من بلدة بيت جن، عند سفح جبل حرمون السوري. ويبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يتقدم بطريقة ثابتة نسبيا، كما نجح في مناطق سورية أخرى: القصف والحصار المستمر للقرية حتى يستسلم سكانها.

لعبة المصالح بين 4 حلفاء

وبما أن روسيا لا ترغب في حدوث تصعيد مع إسرائيل، تكمن مصلحتها في الضغط على إيران وحزب الله لتخفيف قواتهما في تلك المناطق. لكن المشكلة أن موسكو لا تزال بحاجة إلى هذه القوات (الشيعية) نظرا لعدم القضاء التام على المتمردين.

وعلى الرغم من تواتر التقارير حول حدوث تشققات في العلاقة بين روسيا وإيران وحزب الله ونظام الأسد، لا يزال التعاون مستمرًا في ظل المصلحة المشتركة لمتمثلة في تأمين بقاء نظام الأسد، لكن من الواضح أن لكل طرفٍ مصالح مختلفة وتطلعات مختلفة.

روسيا مهتمة بالحفاظ على مينائها على الساحل السوري في البحر الأبيض المتوسط. وإيران مهتمة بالتوسع في سوريا وتدشين منصة ضد إسرائيل. وقد يكون الأسد ملتزما تجاه طهران أكثر مما كان عليه في الماضي، ولكن خلافا للرأي السائد، لم يفتح كافة الأبواب أمامهم بعد ولم يتخلى عن أصوله كاملة.

العنصر الرابع في المعادلة هو: حزب الله، الذي استثمر- ولا يزال- الكثير من الموارد في الحرب السورية، بقيادة وحدة الرضوان. وقد كلفت المشاركة في سوريا الحزب 2000 مقاتلًا، أي قرابة ثلاثة أضعاف عدد مقاتليه الذين قتلوا في حرب لبنان الثانية.

والوجود الإيراني في المنطقة، مع انخفاض الوجود الروسي، سيكون مناسبا لنصر الله، الذي لن يكون لديه مشكلة في تمركز قواته في مراكز المراقبة في مرتفعات الجولان، وهو الوضع الذي يقلق إسرائيل.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم إسرائيليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: “أحضان إسرائيل مفتوحة للأكراد”.. هكذا يصطاد الحاخامات والمخابرات والساسة في المياه العكرة السورية

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …