الرئيسية ماذا بعد؟ سكوت وارن هارولد- مؤسسة راند: التعاون الدفاعي بين أمريكا واليابان في عهد ترامب

سكوت وارن هارولد- مؤسسة راند: التعاون الدفاعي بين أمريكا واليابان في عهد ترامب

4 second read
0

خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وجه دونالد ترامب انتقادات لاذعة لهيكل وتكاليف علاقة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة واليابان، وطرح صراحةً إمكانية اللجوء إلى خيار الردع النووي الياباني.

تسببت تصريحاته في الكثير من الارتباك والقلق والذعر داخل اليابان وبين الأمريكيين الذين يؤيدون التحالف بين البلدين، بيدَ أن الباحث البارز في مؤسسة راند، سكوت وارن هارولد، رصد توجُّهًا مخالفًا بعد وصول الرئيس الجديد إلى البيت البيض.

استقرار التحالف

عادة ما توصف العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان بأنها مرساة الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وحجر الزاوية في الهيكل الأمني الإقليمي الذي دشنته الولايات المتحدة في آسيا بعد الحرب العالمية الثانية.

ورغم التصريحات الانتخابية النارية التي أطلقها ترامب في اتجاه هذا الحليف، تبدو العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان مستقرة في أعقاب الزيارة الناجحة للغاية التي قام بها وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى طوكيو في أوائل فبراير، والتي أعادت ترسيخ هذا التحالف “لسنوات قادمة”، والزيارة الناجحة بالقدر ذاته التي قام بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الولايات المتحدة بعدها بأسبوع.

خطط اليابان

تجري طوكيو حاليًا دراسات موسعة حول الدفاع الصاروخي الباليستي في كل من الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم ووزارة الدفاع.

ومن المرجح أن ينصب تركيز اليابان أما على امتلاك منظومة الدفاع الجوي الصاروخي “ثاد” أو شراء المنظومة الاعتراضية Aegis Ashore.

كما تناقش اليابان شراء طائرات حربية إلكترونية وقدرات توجيه ضربات هجومية لضرب قواعد صواريخ العدو.

وتخطط أيضًا لشراء ما يصل إلى 17 طائرة من طراز V-22B Block C Osprey، وهي مفيدة لنقل القوات بسرعة إلى الجزر النائية التي قد تهددها الصين.

أهداف أمريكا

من جانبها، تطالب إدارة ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة تصل إلى تسعة في المائة، وتدرس زيادة حجم البحرية الأمريكية بشكل كبير، ويمكن أن تستثمر في تطوير الترسانة النووية الأمريكية، بالإضافة إلى تطوير الدفاعات الصاروخية البالستية.

ومن المرجح أن مثل هذا الإنفاق العسكري يهدف جزئيا، أو ربما حتى في المقام الأول، إلى دعم أهداف السياسة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وبالنظر إلى الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي إلى اليابان أثناء الحملة الانتخابية، تكهن مراقبون بأن طوكيو قد تسعى لتهدئة مآخذ ترامب عبر مشتريات إضافية من العتاد العسكري الأمريكي وتوسيع نطاق التنمية المشتركة في مجال الصناعات الدفاعية.

استراتيجية إقليمية

التطور الأخير الذي سيحظى بمتابعة المحللين عن كثب سيكون هو بلورة إدارة ترامب للاستراتيجية الإقليمية التي ستضم التحالف بين الولايات المتحدة واليابان.

صحيحٌ أن “محور” آسيا الذي بدأته إدارة أوباما ربما لم ينجح في تحقيق كل أهدافه، إلا أنه ليس محتومًا بالفشل، والإرث الذي يمثله هو أحد النقاط التي يعتقد مراقبو السياسة الأمريكية في آسيا أن إدارة ترامب ينبغي أن تبني عليها لا أن تتخلي عنها.

تكمن قوة هذا “المحور” في أنه قدم رؤية للمنطقة التي تتطلع إليها الولايات المتحدة وطرح استراتيجية لتحقيق ذلك.

مخاطر راجحة

أما إذا اختارت إدارة ترامب عدم الاستثمار في القيادة الأمريكية على صعيد القيم العالمية والنظام الدولي والتجارة، يمكن لذلك أن يجرد التحالف بين الولايات المتحدة واليابان من معظم الهيكل الداعم لها.

وإذا تم تخفيض التعاون بين البلدين إلى مستوى البعدين العسكري والاقتصادي، فإن التحالف سوف يستمر لكنه سيساهم بشكل أقل في توفير الأمن ودعم القيم الأمريكية واليابانية، وسيكون أكثر عرضة للتوترات بشأن التكاليف، وسيجد صعوبة في تشكيل اختيارات الصين الصاعدة بشكل فعال، أو تطوير المحيط الآسيوي بسرعة.

تَحَدٍ مُلِحّ

أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه السياسة الأمريكية تجاه آسيا اليوم هو:

صياغة أهداف الولايات المتحدة في المنطقة، ووضع استراتيجية فعالة لتحقيق هذه الأهداف التي تعزز قوة أمريكا الصلبة كما الناعمة على حد سواء، وتقديم إطارٍ واضح للحلفاء أمثال اليابان يمكنهم الاندماج فيه، وتعزيز قوتهم الفريدة الخاصة بهم.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم ماذا بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

مستقبل الأمن المائي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية

* التوقعات الرئيسية: – يمكن استنزاف الجزء القابل للاستغلال من طبقات المياه العذبة ال…