في العمق الجغرافيا السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي (1) لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr لكي نفهم الدراما الخليجية الحالية، تنصح الباحثة في مركز ستراتفور ريفا جوچون بأخذ خطوة إلى الوراء، وتقييم الخريطة الجيوسياسية لهذه المنطقة. يتطرق هذا الجزء الأول إلى السعودية والكويت والبحرين وعمان، ثم سيتناول الجزء الثاني من التقرير الدولتين المتبقيتين في مجلس التعاون الخليجي: الإمارات وقطر. السعودية تمتلك المملكة العربية السعودية احتياطيات نفطية ضخمة، وترعى أقدس المواقع الإسلامية، وتتمتع بعلاقة ودية متزايدة مع الولايات المتحدة، وهي تشعر بأنها مضطرة وقادرة على قيادة تحالف سني أوسع لمنع إيران ونشطاء الإسلامي السياسي من تهديد النظام الإقليمي القائم. لكن مشيخات الخليج السنية التي تنتشر في قلب شبه الجزيرة العربية، وتجد نفسها عالقة بين إيران والمملكة العربية السعودية على طول الخليج، لها طرق منفصلة لإدارة وجودها بين العملاقين السني والشيعي. (الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي) الطموح لبسط الهيمنة على الخليج كان تاريخيًا ينطوي على تنافس من أجل السيطرة على مضيق هرمز على طول جزر البحرين وواحتي القطيف والأحساء (الواقعة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية). الكويت نظرًا لحساسية موقع الكويت من إيران والعراق؛ فإنها أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع جارتها الفارسية. وبما أن أكثر من ثلث سكان الكويت من الشيعة، فإن التركيبة الديموجرافية المتنوعة والطائفية الضمنية تجبر القيادة الكويتية على إيجاد توازن بين الفصائل الشيعية والسنية والإسلامية والعلمانية في البلاد. على رأس الفروق التي تميز الكويت عن بقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي تأتي العلاقة بين أسرة الصباح الحاكمة والطائفة الشيعية التي تشكل ما بين 30 و 35 في المائة من السكان. حيث أثبت الشيعة الكويتيون أنهم حلفاء مهمون للعائلة المالكة على مر السنين، وهم يتمتعون بفرص اقتصادية أكبر مقارنة بالشيعة الذين يعيشون في أماكن أخرى داخل الكتلة الخليجية. البحرين ولما كانت البحرين جزيرة صغيرة ذات أغلبية شيعية لكن يديرها نظام حكم سني مرتبط فعليا بالمملكة السعودية عبر جسر يسمح للقوات السعودية بالوصول السهل إلى البلاد، فإنها على خط المواجهة في الحرب السعودية الإيرانية بالوكالة. وهي تعتمد كليا على الرياض في حفظ أمنها الداخلي، وبالتالي تتماشى بسهولة مع جدول الأعمال السعودي. هي أصغر دولة في مجلس التعاون الخليجي، وتعتبر حالة شاذة بين نظيراتها، حيث تفتقر إلى وفرة احتياطيات النفط والغاز الطبيعي، لكنها برغم ذلك استطاعت تحقيق سمعة تاريخية باعتبارها مركزًا ماليًا في المنطقة، بحسب التقرير الذي أعده مركز ستراتفور ضمن سلسلة موسعة تسلط الضوء على واقع ومستقبل دول الخليج. هي أيضًا الدولة الوحيدة من بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي التي لا يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على عائدات النفط، كما أنها الدولة الوحيدة داخل المجلس ذات الأغلبية الشيعية. وبرغم هذه الفوارق، تواجه البحرين العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية ذاتها التي تعاني منها الدول زملائها الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. أصبح ما يقلق البحرين الآن في المقام الأول هو الحفاظ على دعم من السعودية والإمارات التي تريد التأكد في المقابل من أن المنامة تمتلك الأدوات التي تحتاجها لإدارة الاضطرابات الطائفية. وتعكس الحملة الأمنية البحرينية أيضا الخطر الذي لا تزال إيران تشكله للحكومة البحرينية؛ ففي السنوات التي تلت الربيع العربي زادت طهران مساعداتها العسكرية والمالية للجماعات الشيعية في البحرين. كما بدأت المعدات التكتيكية والأسلحة تطفو على السطح بشكل أكثر تكرارا داخل المجتمعات الشيعية، وأحيانا تعترض القوات البحرينية قوارب تقل مسلحين ومعدات عبر الخليج. عمان أما عمان، التي تقع في مقابل إيران على مضيق هرمز في الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة، تدرك جيدًا أن العلاقة الثنائية الوثيقة مع طهران أمر حيوي لأمنها. لذلك فإن السلطنة المراوغة تحافظ على سياسة الحياد، وبالتالي فهي تقوم دائمًا بدور الوسيط الدبلوماسي بين السعودية وإيران. وتمثل عمان نموذجًا للاستقرار السياسي والاقتصادي، الداخلي والخارجي على حد سواء، في الشرق الأوسط الذي يعاني من اضطرابات متزايدة. فمع تورط العديد من الجهات الفاعلة الرئيسية داخل المنطقة في توترات سوريا واليمن، لعبت عمان دورا رئيسيًا كوسيط دبلوماسي في الشرق الأوسط.