الرئيسية أقليات الحكمة في مواجهة النيران.. هكذا أدار مركز تكساس الإسلامي الأزمة إعلاميًا

الحكمة في مواجهة النيران.. هكذا أدار مركز تكساس الإسلامي الأزمة إعلاميًا

6 second read
0

علاء البشبيشي

حين دمَّرت النيران المركز الإسلامي في مدينة فيكتوريا بولاية تكساس الأمريكية أمس كان المضمون الإعلامي الذي ركَّز عليه القائمون على المركز يدور حول معنى: “سنعيد بناءه بالحب”.

محبة ووحدة

أدارت صفحة Victoria Islamic Center الأزمة بذكاء؛ حيث جاءت منشوراتها وتعليقاتها وردودها مسئولة، وحين نشرت أكثر صور النيران اشتعالا أرفقت معها جملة: “سنعيد بناءه بالحب“، كما أكد القائمون على الصفحة والمسئولون عن المركز في أكثر من موضع وتصريح إعلامي على ضرورة الاتحاد.

لا تكهنات متسرعة

حين طلبت وسائل الإعلام الأمريكية من رئيس المركز، شهيد هاشمي، التعليق مبكرًا، رفض التكهن بأسباب الحريق، قائلا إنه ينتظر نتائج التحقيقات، لكنه أشار إلى أن المركز تعرض لحادث سطو الأسبوع الماضي، وأضاف مستغربًا: “إنها دار للعبادة!” بما يصب في اتجاه المضمون الإعلامي الذي حرصت قيادات المركز على تصديره منذ البدء.

تضامن وتبرع

أحرقوا المسجد، لكننا سنصلي في الحديقة.. هكذا أعلن المركز عن صلاةٍ عامة تصب في الاتجاه ذاته: “من أجل أن يعم السلام والأمان الجميع”.

كان هذا التباين بين ألسنة النيران المشتعلة وحرص المجتمع المسلم على مواجهته بالعقل والحكمة درسًا بليغًا أثار تعاطف كثيرين من غير المسلمين في المجتمع المحلي، وهو ما ظهر في تعليقاتهم على صفحة المركز، وحجم التبرعات في يوم واحد.

رسالة للشرق الأوسط

ما يلفت الانتباه أيضًا- وهي رسالة إلى مواطني الدول الإسلامية- هو: حرص مسئولي المركز على عدم تسييس الحادث، أو اتخاذ ردود فعل متسرعة قد تحرف بوصلة المشهد، وهو ما يعيد للأذهان موقف مسلمي هولندا في مواجهة فيلم “فتنة”، وحرص رئيس المجلس الوطني للمغاربة الهولنديين “محمد ربيع” على ألا تخرج ردود الأفعال عن حدود العقل والحكمة.

حينذاك كانت وسائل الإعلام اليهودية-على رأسها صحيفة جيروزاليم بوست ووكالة جويش تليجرافيك- حريصة على الترويج للفيلم، ورصدت كافة المواقع التي نشرته على شبكة الإنترنت، وكانت تغطيتها في مجملها غير بريئة.

حينها قال “ربيع”: “نقول لإخواننا وأخواتنا من المسلمين في الخارج، في منطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان والمملكة العربية السعودية: إننا هنا في هولندا خير من يستطيع تقييم الموقف الراهن، ومن ثم تحديد الرد المناسب على “فيلدرز” (النائب المتطرف صاحب الفيلم) وغيره”.
النتيجة
سيُعاد بناء المركز الإسلامي في مدينة فكتوريا ليعود أفضل مما كان، وستنطفئ نيران الكراهية التي أراد المنفذون تأجيجها مستغلين المناخ العام الذي أسفر عن زيادة حوادث الكراهية منذ الانتخابات الرئاسية، ويبقى الموقف المسئول الذي اتخذته قيادات المركز والحكمة في ردود الأفعال شاهدة للمجتمع المسلم في الولايات المتحدة- لا عليه- مع الاحتفاظ بكامل الحق في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والتدابير الوقائية المطلوبة والممكنة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم أقليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: «بابري».. قصة مسجد بناه سلطان مغولي وهدمه الهندوس تقديسًا لـ«الإله رام»

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …