في العمق الطريقة المثلى للتعامل مع روسيا.. نصائح “راند” لـ “ترامب” لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترى مؤسسة راند البحثية الأمريكية أن تحسين العلاقات مع روسيا، أحد أولويات الرئيس دونالد ترامب، هدفًا يستحق مواجهة النقاد الذين يحذرون من مغبّة انجرار واشنطن إلى المربع الذي رسمه بوتين. على الرغم أيضًا من مخاوف الكونجرس وحلفاء الولايات المتحدة، يقول الباحث ويليام كورتني إن بإمكان ترامب تحقيق تقدُّم من خلال نهج مزدوج: (1) السعي للتعاون مع روسيا حول بعض القضايا، مثل: كوريا الشمالية. (2) إبقاء بعض الملفات أخرى ساخنة، مثل: العدوان في أوكرانيا. سوابق رئاسية “ترامب” ليس أول رئيس أمريكي يسعى لإقامة علاقات أفضل مع موسكو بعد وقت قصيرٍ من انتخابه: – في عام 1933، فتح الرئيس فرانكلين روزفلت أبواب العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وهذا ما ساعده لاحقا في التعامل مع ستالين أثناء الحرب العالمية الثانية. – في عام 2001، أعلن الرئيس جورج دبليو بوش أن بوتين “جديرًا بالثقة”، ولاحقًا لم يتجاوز الكرملين رد الفعل المكتوم عندما انسحب بوش من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية. – في عام 2009، على الرغم من العدوان الروسي على جورجيا في أغسطس، بدأ الرئيس باراك أوباما مرحلة جديدة مع موسكو، ساعدت على التوصل إلى معاهدة “ستارت” جديدة، وسمحت بنقل الإمدادات إلى قوات حلف الناتو في أفغانستان، وهو الاتفاق الذي حصلت شركات السكك الحديدية الروسية بموجبه على مقابل سخيّ. إدارة المخاطر صحيح أن هذا الزخم تضاءل لاحقًا، بيد أن هذه الحالات تُظهِر أن بإمكان رؤساء الولايات المتحدة في بعض الأحيان أن يحققوا مكاسب من خلال تعزيز العلاقات مع موسكو. لكن يجب التزام الحرص من أجل إدارة المخاطر. ففي حين يُتهم الكرملين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية والأوروبية، ربما لا يدعم الزعماء السياسيون الغربيون وناخبوهم تقديم تنازلات جديدة لـ موسكو. لكن التعامل مع الكرملين يصبح محفوفًا بالمخاطر إذا لم تُظهِر روسيا في المقابل اهتمامًا بالعمل المشترك. فعلى الرغم من عدة اتفاقات السلام “مينسك”، استمرت روسيا في حربها ضد شرقي أوكرانيا. كما تنتهك موسكو معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987، في حين تقابل اعتراضات الولايات المتحدة بالمماطلة. المسار الحكيم بسبب الجدل المثار حول سياسة ترامب تجاه روسيا، واستقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، قد تكون المهلة المتاحة أمام ترامب للتفاوض مع الكرملين أقل من بعض الرؤساء السابقين. والمسار الذي يتسم بالحكمة، من وجهة نظر راند، هو: مواصلة التعاون مع موسكو حينما تكون المصالح مشتركة، ومواجهتها كلما استدعت الضرورة ذلك. وقد أظهر الرئيس رونالد ريجان كيف يمكن تحقيق ذلك: – في عام 1987، توصل الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف إلى معاهدة القوى النووية متوسطة المدى التاريخية برغم أن أمريكا كانت تزود المقاتلين الأفغان بصواريخ ستينجر المضادة للطائرات من أجل مقاومة الاحتلال العسكري السوفيتي. مخاطر إغلاق الأبواب في المقابل، ستعاني أمريكا أذا أغلقت كافة أبواب التعاون مع روسيا تماما؛ حيث لن يكون بإمكان رواد الفضاء الأمريكيين الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، ولن تستطيع شركات النفط الأمريكية، ذات التكنولوجيا الحيوية، الحفر في المنطقة الروسية القطبية الغنية بالطاقة. يساعد التعاون بين الولايات المتحدة والعلماء الروس أيضًا على تفادي انتشار الأسلحة النووية والإرهاب. ففي يونيو الماضي، أطلق صاروخ روسي، الأقوى في العالم، قمرًا صناعيًا أمريكيًا للتجسس إلى الفضاء. في هذا الصدد، يمكن أن يجد ترامب سبلًا مثمرة لتعزيز التعاون مع روسيا في مجالات مثل التجارة غير الخاضعة للعقوبات والتصدي للتطرف العنيف والعلوم وتبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والسياحة. صرامةٌ واجبة في الوقت ذاته، يجب أن يؤكد الرئيس الأمريكي مجددا على تصميم الولايات المتحدة على مقاومة العدوان الروسي والترهيب الذي تمارسه موسكو ضد جيرانها، وأن يدعو الكرملين لوقف قعقعاته النووية. ويُحسِن ترامب صُنعًا إذا أوضح أن العقوبات المالية ومثيلتها في مجال الطاقة ستبقى قائمة حتى تسحب روسيا قواتها والمتمردين الذين تسيطر عليهم من شرق أوكرانيا، وتوقف حربها هناك، وتعيد السيطرة على المنطقة إلى كييف صحيحٌ أن البيت الأبيض كان محقًا في قوله: إن شبه جزيرة القرم لا بد أن تعود في نهاية المطاف إلى سيادة أوكرانيا، لكن الأولوية الآن يجب أن تُمنَح لإنهاء الحرب الساخنة في شرق أوكرانيا.