في العمق الطريق إلى اللامكان.. الاستراتيجية الأمريكية في سوريا ولعبة الرقص على السلم لـ العالم بالعربية منشور في 5 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr منذ بدأت الحرب السورية في مارس 2011، اتبعت الولايات المتحدة سياسات يقول تشارلز جلاس، من مجموعة ستراتفور: إنها مصابة بـ”الفصام”. سقف الدعم الأمريكي – من ناحيةٍ، دربت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CAI المتمردين المعارضين للأسد. – لكن من جهة أخرى، لم ترغب الولايات المتحدة في أن يكون للجهاديين اليد العليا في سوريا، حتى لا يُحَوِّلوا دمشق إلى قاعدة للتخريب العالمي. دعم الجهاديين أم غزو سوريا؟ لكن الجهاديين كانوا أفضل مقاتلين في المعركة ضد الأسد باعتراف كثيرين، وليس فقط “جلاس” الذي ألف العديد من الكتب عن الشرق الأوسط والحرب العالمية الثانية والحروب المعاصرة في العالم الثالث. وبالتالي إذا أرادت واشنطن الإطاحة بالرئيس السوري، كان عليها أن تدعم هؤلاء الجهاديين- كما فعلت السعودية وقطر وتركيا- أو إرسال المزيد من القوات الأمريكية، كما فعل جورج دبليو بوش في العراق عام 2003. بيدَ أن أحدًا لم يرغب في شن غزو أمريكي آخر لبلاد العرب. دعم أكراد سوريا بدلا من هذا وذاك، أرسلت الولايات المتحدة قوات لدعم الميليشيات التي يقودها الأكراد، المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية، في شمال شرق سوريا. لكن الأكراد لم يكتفوا بالاستيلاء على الأراضي التي يعيش فيها عدد كبير منهم، لكنهم تجاوزوا ذلك بالتعدي على المناطق العربية التي لا ترحب بهم. وعلاوة على ذلك، حافظوا على قنوات اتصالهم مفتوحة مع الحكومة السورية، معتقدين انتصارها في الحرب وإعادة بسط سيادة الدولة على جميع أنحاء البلاد. ويبدو أن معظم الأكراد السوريين يدركون أن الولايات المتحدة ستتخلى عنهم فور الإطاحة بتنظيم الدولة من الرقة والصحراء المحيطة بها، ولو كان هذا فقط لإرضاء الرئيس التركي المناهض للأكراد رجب طيب إردوغان. فشل فطام الأسد عن إيران إن السؤال عن المكان الذي ينبغي أن تذهب إليه الولايات المتحدة من هذا المكان، يفترض مسبقا أن عليها أن تذهب إلى أي مكان، وأن عليها أن تفعل شيئا، وأن عليها أن تختار أحد الجانبين. قبل بدء الحرب، كانت سوريا حليفا لإيران وروسيا. وقد أثارت علاقات إيران، بما فى ذلك دعم سوريا لوكلاء طهران، خاصة حزب الله، غضب الولايات المتحدة. وعلى مدى السنوات الست الماضية، أصبحت سوريا أكثر اعتمادا على إيران وروسيا، وهو الاعتماد الذي سيتعمق طالما استمرت الحرب. وهكذا، فشلت سياسة فطام دمشق عن طهران وموسكو فشلا ذريعًا. صعوبة التنبؤ بالولاءات المستقبلية يرى الكاتب أن الاستراتيجية القائمة على مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية لأعداء الأسد كانت تمثل إشكالية منذ البداية، وتبين لاحقًا زيف الاعتقاد بأن المتمردين الذين تدربهم وكالة CIA وتسلحهم في جنوب شرق تركيا لن ينضموا إلى المنظمات الجهادية. مستشهدًا بما قالته صحيفة “نيويورك تايمز” في 19 يوليو الماضي: إن “المسؤولين في إدارة اوباما اعترفوا بعدم وجود وسيلة للتنبؤ بالولاءات المستقبلية للمجموعات التي تلقت أسلحة أمريكية رغم عملية الفحص الطويلة”. اقتتال داخلي وتمويل خارجي كان المتمردون السوريون- خاصة في محافظة إدلب، حيث تجمع الكثير منهم منذ مغادرة المناطق التي سلمواها للحكومة- يتقاتلون فيما بينهم. بل كانوا منقسمين منذ البداية، ويدرك معظم السوريين أن هذه الجماعات المتنافسة تراعي رغبات البلد الذي يمولهم دون أخذ رغبات السكان بعين الاعتبار. في كتاب “عبرنا الجسر ثم اختلج” أجرى المؤلف ويندي بيرلمان مقابلات مع مواطنين سوريين، من بينهم مقاتل يدعى عبد الحليم من الجيش السوري الحر، قال: “كنا مجرد مجموعة من الأصدقاء. بدأت الدولارات تتدفق إلى جيوب القادة. قُتِل الأخيار أو نُحُّوا جانبا، وأصبح الأشرار أكثر قوة”. تحديد الهدف إذًا، أين تذهب واشنطن من هنا؟ هل الهدف هو إنهاء الحرب أم هزيمة حكومة الأسد؟ إذا كان الأول؛ عندئذ يجب على الولايات المتحدة وروسيا العمل معا لإقناع إيران، والحكومة السورية، والآلاف من أفراد الميليشيات المتمردة، أو نحو ذلك، بالموافقة على شروط الحل. وإذا كان الأمر الثاني، فان الأمر سيستغرق أكثر من صيغة مرهقة لمساعدة المتمردين المعتدلين على ضرب جيش الأسد المدعوم من روسيا بينما يقنص الجهاديون ظهورهم. وجهة نظر أخرى من الواضح أن محلل ستراتفور يحاول بهذا الطرح- الذي لا يخلو من وجاهة- دعم القرار الذي اتخذته إدارة ترامب بوقف برنامج تدريب وتسليح المتمردين السوريين المناهضين للأسد. لكن هذه الخطوة يراها آخرون، مثل بوب باير، الذي عمل سابقًا مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، “خطأ استراتيجي”، أو “هدية بلا مقابل منحها ترامب لـ بوتين”، على حد قول محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس، زيفي بارئيل.