في العمق الوجه المعتدل لتنظيم القاعدة لـ العالم بالعربية منشور في 1 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr خلال عام 2016، خضعت المجموعة السورية التابعة لتنظيم القاعدة لسلسلة من تغيير الهوية- من جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام إلى هيئة التحرير الشام- في محاولةٍ لتقديم نفسها كبديل معتدل للمجموعات الأكثر تطرفا العاملة في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة. على الرغم من أن العديد من علماء مكافحة الإرهاب كان ينظرون إلى تغيير هوية المجموعات المسلحة على أنها خدعة متهافتة، إلا أن هذا التغيير ربما عمل على إعادة صياغة صورة القاعدة داخل سوريا، حسبما كتب خبير العلوم السياسية، كولن كلارك في مؤسسة راند. 3 أهداف للتغيير (1) كان قرار فرع القاعدة في سوريا، المحسوب بعناية بالنأي بنفسه عن التنظيم الأم، محاولةً لتصوير نفسه كقوة شرعية وقادرة ومستقلة في الحرب السورية الجارية. (2) كان ثمة هدف آخر هو إثبات أن المسلحين أوقفوا أنفسهم على مساعدة السوريين على الانتصار في نضالهم. (3) وأخيرا، هذا يمهد الطريق للحصول على المساعدات العسكرية من مجموعة من الدول الخارجية. بديل أقل تطرُّفًا لم يذهب هذا التغيير أدراج الرياح في أوساط السنة السوريين الذين يحاولون باستماتة للإطاحة بالديكتاتور الوحشي بشار الأسد. والآن بعد أن فقد داعش عاصمته في الرقة، قد تكون القاعدة هي المجموعة الوحيدة التي تعتبر قادرة عسكريا على تحدي قبضة نظام الأسد على السلطة. وعلى عكس داعش، يُنظَر إلى القاعدة على أنها تعمل مع السكان المحليين وتمتلك الموارد اللازمة لإقامة مظاهر الحكم. ولا يزال من غير المتصوّر لكثيرين أن مصطلح “معتدل” يمكن أن يطبق على أي شخص تابع للتنظيم المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر 2001. لكن الفرع السوري من القاعدة قد برز بهدوء كبديل أقل تطرفا لتنظيم داعش داخل العالم الجهادي. هذا يمكن أن يؤدي، على الأقل على المدى الطويل، إلى أن تبدأ القاعدة في العمل على غرار حزب الله اللبناني، وهي جهة فاعلة غير حكومية عنيفة عززت شرعيتها السياسية بينما لا تزال تحافظ على قدرتها على القيام بأعمال إرهابية وعنف سياسي واسع النطاق. الشرعية الدائمة سيتحدد مستقبل القاعدة وداعش إلى حد كبير بناء على المنافسة بين التنظيمين. وبعد أن ادّعى تنظيم داعش أنه يقود الحركة الجهادية العالمية على مدى السنوات الثلاث الماضية، جاء تراجعه الحالي ليفتح الباب أمام احتمالية أن يكون مصحوبا بصعود القاعدة. في محافظة إدلب السورية، نجح تنظيم القاعدة في اجتذاب الدعم الشعبي، وبدأ يقبل الآن مقاتلي داعش السابقين في صفوفه، وهو مؤشر واضح على أن استراتيجية الصبر التي انتهجها تؤتي ثمارها. وتدرك قيادة القاعدة أن رد فعلها على الربيع العربي كان متصلبًا، وهي الآن تقوم بتعديل وتركيز مواردها وطاقتها على المخاوف الأبرز لدى السوريين السنة، وهي استراتيجية ساعدت التنظيم على نشر جذوره في جميع أنحاء الجزء الشمالي الغربي من البلد. وسيحدد الكفاح القائم لمن تكون السيطرة على الأراضي والقدرة على تجنيد أفراد من شريحة الجهاديين ذاتها، وربما قبل كل شيء النفوذ. ويهدف نهج تنظيم القاعدة الأكثر توازنا وقابلية للتنبؤ في الحكم إلى كسب الدعم الشعبي. وبينما يقتل تنظيم الدولة المرتدين، فإن القاعدة يتخذ موقفًا غير مبالٍ. وحيثا يسعى داعش إلى تطبيق معايير دينية صارمة فإن تنظيم القاعدة يتبنى نهجًا أقل صرامة. ورغم كل النقد الموجه للظواهري لافتقاره إلى الكاريزما، إلا أنه يمنح القاعدة ميزة الاستمرارية والتقدير التاريخي. كما عمل التنظيم على تصحيح مساره على أساس التجربة والخطأ، وسعى بنشاط لتعديل الأخطاء السابقة في العقيدة والاستراتيجية.