مجتمع إليانور روس- نيوزويك: شركات آسيوية مسلمة تغيّر العادات الترفيهية والمصرفية لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: د. محمود عبد الحليم صحيح أن تقييم المطعم على موقع “تريب أدفايزر”: خمسة نجوم، لكن هل ما يقدمه من مأكولات حلال؟ تتمتع مدينة “أوبود” في جزيرة “بالي” الإندونيسية بمنطقة تسوُّق جميلة، لكن هل بها محلات تبيع أحدث صيحات الحجاب؟ وماذا عن هذا الفندق الرائع الكبير، هل يمكن أن تجد فيه مكانًا للصلاة؟ لفترة طويلة كان التجاهل في التجارة الإليكترونية من نصيب مجموعة متزايدة العدد من المستهلكين، ونقصد بهم “المسلمين” وقدرتهم الشرائية المتزايدة، لكن هذا يتغير الآن تغيُّرًا سريعًا. وادي السليكون في ماليزيا تقدر قيمة السوق الإسلامي، أو المسلمون من أصحاب الدخول، بما يزيد على 2 تريليون دولار، وبحلول عام 2019 ستصل الى 3.735 تريليون حسب تقرير حالة الشئون المالية الإسلامية العالمية. حتى أن ماليزيا التي بها عشرون مليون مسلم لديها وادي السيليكون الخاص بها واسمه ” ممر “سايبر جايا” الكبير للوسائط المتعددة ” حيث يمكن للشركات الصغيرة أن تبدأ نشاطها التجاري برسوم مخفضة. ويبلغ حرص ماليزيا على إعطاء تلك الشركات دفعة أن “سايبر جايا” يعرض على الشركات الصغيرة من كل أنحاء العالم فرصة العمل هناك دون دفع أي ضرائب مع الإقامة المجانية لمدة عام كجزء من برنامج تسريع الاستثمار. التجارة الاليكترونية للمسلمين تركز الشركات الصغيرة في جنوب شرق آسيا تحديدًا على السوق الإسلامي. فقد تأسس موقع “نوفمبر كلتشر” على يد نجم البوب الماليزي “يونا زاراري” وهو يبيع الملابس النسائية الفضفاضة والبنطلونات الضيقة والملابس النسائية من الجلود غير الأصلية. التركيز الآن في سوق التجارة الاليكترونية على “ملابس الرياضة” وهناك مجموعة من موديلات الحجاب ذات الألوان الزاهية. تطبيقات المسافر المسلم هناك أيضا تطبيق “رحلة حلال” الذي يساعد المسلمين أن يجدوا المساجد ومطاعم الأكل الحلال عند سفرهم لمدن جديدة. خطرت الفكرة على ذهن “فضل بلهاردين” مذ سنتين عندما لاحظ أن قطاع الضيافة والترفيه لا يجذبان المسافرين المسلمين. وعلى حد قوله لنيوزويك “كلما سافرت، ازداد اقتناعي بأني لابد أن افعل شيئًا في هذا الأمر. عندها خطرت لي فكرة تقييم خدمات السفر من منظور مخاطبتها لاهتمامات المسلمين.” وبعد عشرين عامًا قضاها “بلهاردين “في عالم الشركات استقر في سنغافورة التي يقول عنها ” إنها تتمتع ببيئة حيوية لأي شركة صغيرة، حيث يسهم موقعها المتمركز وبيئتها الثقافية المتعددة وما عرفت عنه “سنغافورة” في كسر الحواجز التي تعيق الأعمال.” يتيح تطبيق “رحلة حلال” العديد من المزايا التي تهم المستخدمين المسلمين، بما في ذلك وجود خريطة تفاعلية به. ويقول “بلهاردين”” أكثر خاصيتين استخدامًا في ذلك التطبيق هما حاسب مواقيت الصلاة المتعدد وحاسب مواقيت الصلاة وأنت داخل الطائرة، كما أنه يساعد المسافرين في معرفة إذا ما كانوا سيصلون الى فنادقهم قبل أن تفوتهم الصلاة، أما داخل الطائرة فالبرنامج يمكن المسافرين من معرفة مواقيت الصلاة في أي رحلة، وهكذا يستطيع المسلمون معرفة مواقيت الصلاة واتجاه القبلة سواء كان سفرهم بالبر أو البحر أو الجو.” “أمازون” في نسخته الإسلامية بل هناك الآن نسخة إسلامية من موقع “أمازون” تسمي “زلزار” وهو متجر اليكتروني متخصص في المنتجات الحلال، افتتحه “رشدي صديقي” في ماليزيا عام 2014، وكانت التقديرات قد أشارت الى أن سوق المواد الغذائية في العالم الإسلامي قد زاد عن 1.2 بليون دولار عام 2015، ومن خلال هذا الموقع يستطيع الزائرون أن يشتروا المأكولات الحلال بالجملة، أو النسخ الاليكترونية من القرآن الكريم، بل حتى سبح الصلاة. ذكر “صديقي” في لقاء أجرته معه صحيفة الجارديان “أننا نريد أن نحدث زلزالا في السوق من خلال تمكين المستهلكين وإيجاد فرص عمل لهم، حيث يمكن للمستخدمين أن يبيعوا منتجاتهم. الواقع أن التقنية جعلت الجميع سواسية. لم يغن تقديم المساعدة شيئًا مع المسلمين في الأسواق الناشئة. كنت أحاول أن أقدم لهم سمكة تطعمهم، والآن انتقلت الى مرحلة تعليمهم كيف يصطادون السمك بأنفسهم”. النمور الآسيوية المسلمة مع نمو المشهد التجاري للشركات الصغيرة في ماليزيا وإندونيسيا، هناك دلائل أن هاتين الدولتين ستواصلان الاستثمار في الشركات الصغيرة التي تستهدف المجتمعات الإسلامية، ومن تطبيقات التمويل الجماعي المتوافقة مع الشريعة الإسلامية الى وسم “كل حلالًا في السفر” تستضيف ماليزيا وسنغافورة واندونيسيا مجموعة من الشركات الصغيرة الحيوية التي تتواصل مع العالم كله. وعلى عهدة “ادواردو سافارين” الذي شارك في تأسيس الفيس بوك “فانه يمكن القول ان منطقة جنوب شرق آسيا هي سوق الإنترنت الأسرع والأكثر نموًا، وتضخ إندونيسيا، وهي أكبر بلد في جنوب شرق آسيا من حيث السكان، استثمارات مالية في قطاع الشركات الصغيرة، مثل ما أعلنته شركة “جراب” وهي شركة تاكسي أنها تستثمر 100 مليون دولار في قطاع التقنية في اندونيسيا لمنافسة “أوبر”. في عام 2015 عقدت ماليزيا 96 صفقة لشركات صغيرة تقدر قيمة استثماراتها بـ 800000 دولار أمريكي أما سنغافورة فقد بلغ عدد صفقات الشركات الصغيرة 55 بقيمة 7.5 مليون دولار. أربعون في المائة من سكان جنوب شرق آسيا من المسلمين، ومن بين تلك الدول هناك ماليزيا واندونيسيا وبروناي ذات أغلبية مسلمة، وهنا تبدو ضخامة حجم السوق المحتمل لمن يريدون شراء المنتجات التي لا تتعارض مع الإسلام. رأس المال والتمويل الحلال يرى “ميزيان ليفر”، أستاذ المالية بكلية إدارة الأعمال بجامعة “سيتي” أن الوقت مناسب للمسلمين لدخول مجال الشركات الصغيرة بصورة كبيرة. ويقول ” لا يمكن تمويل شركة صغيرة مسلمة بقرض”. لكن من الممكن تمويل الشركات الصغيرة بالاستثمارات الحلال (رأس المال من المستثمرين مقابل حصة في الشركة)، وهذا هو أحد الأسباب في ازدهار الشركات الصغيرة في العالم الإسلامي. ويضيف ” هناك قواعد على المسلمين اتباعها عندما يشرعون في نشاط تجاري، على سبيل المثال الربا تحرمه الشريعة الاسلامية، ونفس الشيء ينطبق على اقتراض أي مبالغ مالية تأتي من الفوائد. ومن الضروري أن تتاح للشركات الصغيرة المسلمة التي تهدف لتقديم خدمات حلال لزبائنها من المسلمين الفرص التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية.” العام الماضي شهدت ماليزيا افتتاح أول شركة إسلامية في مجال رأس المال الجريء التي تقوم بتمويل الشركات الصغيرة طبقًا للشريعة الإسلامية، وتهدف هذه الشركة الى دعم الشركات الصغيرة التي تحتاج للعمل في ظل الصيرفة الإسلامية. ويسمي البرنامج التطويري، ومدته عام، “ارتقى” وسيعمل بدعم من الخزانة الحكومية في ماليزيا والبنك الإسلامي للتنمية. تحديات على الطريق لكن هناك تحديات تعترض مشهد التقنية البازغة في المنطقة ومنها أن توفر النوايا الحسنة بين الرياديين المبتدئين ليس شرطًا لضمان النجاح. وفي حديث مع “ذا وول ستريت جورنال” يقول “ستيفن جونج” الشريك المنتدب في شركة ” فينتورا” لرأس المال الجريء ومقرها جاكرتا، إن أكبر عامل يحد من النجاح في المنطقة هو المستوى المتواضع لكبار الرياديين، فليس هناك مدربون بعدد كاف إضافة لقلة المال الذي يضخ في الاستثمارات الحلال ورأس المال الجريء. ويضيف “جونج” “قليل هو عدد الرياديين والمستثمرين الذين يدركون الفوارق الدقيقة بين كل بلد وآخر من بلدان المنطقة.” ثم أن الحياة في المراكز الكبيرة مثل سنغافورة باهظة التكاليف سواء من ناحية استئجار مقر للشركة أو من ناحية امتلاك الموهبة. من ناحية أخرى، اتسم حديث “جوستن هال” مدير شركات “جولدن جيت” عن قيام الشركات ألآسيوية الصغيرة لصحيفة “بنوم بينه بوست” بالتفاؤل الهادئ اذ قال” ستمضي دول جنوب شرق آسيا على خطى الصين والهند. فإندونيسيا تقود قدرًا هائلًا من الاستثمارات وانشاء الشركات الصغيرة بالمنطقة. نستطيع بل ينبغي علينا أن نتوقع رؤية تحولات أكبر في جنوب شرق آسيا.”