في العمق انعكاسات الطموحات الصينية على السياسة الروسية في الشرق الأوسط لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr تشير معظم الشواهد إلى أن الشراكة الصينية-الروسية أوثق الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى، على حد قول نيكولاس تريكيت المتخصص في أمن الطاقة والسياسة الخارجية الروسية، ويصفها المسؤولون ووسائل الإعلام في كلا البلدين بأنها “استراتيجية”، لكن ثمة تساؤلات لا تزال مطروحة حول ما إذا كانت مبادرة طريق الحرير الجديد الصينية تهدد مصالح روسيا. والمنافسة بين روسيا والصين في الخارج ليست جديدة، على الرغم من أن كليهما يتبنى وجهات نظر متماثلة ظاهريا تجاه العالم. فقد سبق وأن تنافست الصين والاتحاد السوفياتي من أجل التأثير في العالم النامي بين أواخر الخمسينات ومنتصف السبعينيات. منذ ذلك الحين تطورت الأفكار وتغيرت أهميتها، لكن ليس هناك الكثير مما يدعو إلى افتراض أن جميع المستبدين يفكرون بالطريقة ذاتها وإن كانوا يتعاونون على العديد من الأصعدة. طموحات طريق الحرير الجديد يركز هذا التقرير المنشور في دورية ذا دبلومات على انعكاسات مشروع طريق الحرير الجديد على سياسة روسيا في الشرق الأوسط، ويؤكد أن روسيا ليست عمياء عن حقيقة زيادة التواجد الاقتصادي الصيني لتصبح أكبر مستثمر أجنبي في المنطقة، مدفوعة الآن بطموحات طريق الحرير الجديد. وفي حين يرتبط التدخل الروسي في سوريا، وتزايد انخراط موسكو في الشرق الأوسط، ارتباطا مباشرا بأزمة أوكرانيا والاهتمام الروسي بتأكيد وضعها كقوة عظمى. فقط سعى منافسو النفط الروسى فى أوبك بقيادة السعودية إلى جذب الاستثمارات الصينية إلى حقول النفط كمحاولة لثنيها عن الاستثمار فى إيران التى تعتبر شريكا هاما لروسيا. ويمكن للصين أن تستخدم نفوذها كدولة مستوردة للنفط من أجل تعزيز مكانتها في المنطقة دون التعهد بالتزامات أمنية كثيرة. ويوفر اهتمام روسيا بمصر منظورًا مفيدًا لإظهار أن بعض ديناميكيات منافسات الحرب الباردة من أجل النفوذ لا تزال تلقي بظلالها على “الشركاء الاستراتيجيين”، خاصة وأن روسيا ستخسر جراء التزاماتها الأمنية الإقليمية طويلة الأجل إذا لم تحصل في المقابل على مكاسب اقتصادية. نفوذ القوة الناعمة تراجعت البصمة الروسية بسبب ندرة الموارد، كما أن الوجود الاقتصادي الصيني في القارة يضع روسيا في موقفٍ لا تحسد عليه، بينما لا تمتلك موسكو الكثير لتقدمه. وتدير الشركات الصينية 12 فى المئة من إجمالى الإنتاج الصناعى فى إفريقيا، وتسيرط على 50 فى المائة من سوق مشتريات الخدمات الهندسية لتطوير البنية التحتية. وتعتبر إفريقيا سوقا استثمارية أساسية لأي بلد يتطلع إلى تنويع روابطه بعيدا عن أوروبا، أو بناء سلاسل إمدادات للموارد الطبيعية في الخارج. وفي حين تحتاج روسيا إلى أن يكون لها موطئ قدم على هذه الساحات، إلا أن إمكانياتها لا تساعدها. وإذ يمكن لروسيا على الأقل أن تحافظ على نفوذها في مصر، فإن القاهرة لديها العديد من الفرص التجارية مما يجعلها جذابة للجانبين: روسيا والصين. من الناحية النسبية، أي استثمار هو أكثر إيجابية بالنسبة لروسيا بسبب المواجهة التي تخوضها مع الغرب. لكن لا توجد فرصة تقريبا أمام روسيا لتمديد نفوذها في إفريقيا دون دعم وإصلاح وموارد مستمرة. في المقابل، تلتزم الصين بالفعل بضح المليارات في حملات تهدف إلى تعزيز قوتها الناعمة وتحسين صورتها، ناهيك عن الاستثمارات والموارد التي تفتقر إليها روسيا. مكاسب قصيرة المدى بحثا عن مكاسب قصيرة المدى، سعت روسيا باجتهاد لاستغلال صراعات المنطقة لتشجيع التعاون الأمنى وهو مجال تخلت عنه الصين. لكن القضايا الأمنية يجب أن تفسح المجال لمزيد من العمل الاقتصادى إذا كانت روسيا تريد تعزيز مكاسبها كفاعل إقليمى. تمتلك روسيا عددا قليلا من الحيل التي تزيد من أهميتها بالنسبة لمصر حتى بعد أن تجاوزتها الصين اقتصاديا في المنطقة، وهي تركز على الاستثمارات في مجال الطاقة والتعاون الأمني. وتعتبر ليبيا هي مصدر القلق الأمني الأكثر إلحاحا في مصر. وقد استخدمت روسيا مصر لتسهيل صفقات الأسلحة مع الجنرال خليفة حفتر، شريك القاهرة المفضل لجلب النظام إلى الحدود الشرقية الليبية. كما أن مصالح روزنيفت في ليبيا ورغبتها في استئناف الصفقات التي تم التفاوض عليها في عهد الرئيس الليبي معمر القذافي تمنح الكرملين رصيدًا إذا ساعد على استقرار هذا البلد. الشراكة الاقتصادية الروسية مع مصر تتجاوز الطاقة: ففي عام 2015، استوردت مصر قمحًا من روسيا بـ821 مليون دولار. وفي العام الماضي، تفوقت روسيا على الولايات المتحدة باعتبارها أكبر مصدر للقمح في العالم، وزاحمت واردات القمح الأمريكي في السوق المصرية. في المقابل، لا تستطيع الصين أن تفعل الكثير لإطعام مصر. كما أن الاستثمارات الروسية في الطاقة النووية والغاز الطبيعي محل استحسان السيسي والنظام، حيث تخصص الحكومة المصرية ما يقرب من 90 في المئة من دعمها للطاقة والغذاء. ومن شأن أي تحسن في التصور العام للوضع الأمني أن يساعد أيضا في إعادة السياح الروس الذين تجنبوا مصر منذ أسقط تنظيم الدولة طائرة ميتروجيت 9268، ما أسفر عن ضحايا هم الأكثر في تاريخ رحلات الطيران الروسية. هذا التعاون الأمني الروسي والتأثير النوعي في الاقتصاد المصري يمنح موسكو تأثيرًا خاصًا في القاهرة. وعلى الرغم من أن الصين تتفوق على صعيد الشراكة الثنائية، فإن روسيا تتمتع بنفوذ يفوق وزنها الحقيقي في الدول الرئيسية مثل مصر.