الرئيسية ماذا بعد؟ بداية نهاية حرب وقرب نشوب أخرى.. إسرائيل تستعد لما بعد الحرب السورية

بداية نهاية حرب وقرب نشوب أخرى.. إسرائيل تستعد لما بعد الحرب السورية

4 second read
0

ترى ستراتفور أن الحرب السورية تدخل مراحلها النهائية، مستشهدة بكسر قوات النظام السوري، بتعاون وثيق مع القوات العسكرية الإيرانية والروسية، في الخامس من سبتمبر الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة لمدة ثلاث سنوات على القوات الموالية في دير الزور.

ويعتبر التحليل دخول القوات إلى المدينة هو أحد أكبر التطورات في ساحة المعركة السورية منذ أن استولت القوات الموالية للنظام على مدينة حلب، ويشير إلى مدى امتلاك القوات الحكومية اليد العليا في الحرب السورية منذ عام مضى.

في يوم وصول القوات الموالية للنظام إلى دير الزور، بدأت إسرائيل أكبر مناورات عسكرية منذ عام 1998، ركزت على التحضير لحرب محتملة مع حزب الله على طول الحدود الشمالية، ومن المقرر أن تستمر لمدة 10 أيام، بمشاركة عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية.

هذه العملية، على الرغم من أنها مخطط لها قبل أكثر من عام، إلا أنها ليست بمعزل عن التطورات في سوريا- بحسب ستراتفور- إذ تراقب إسرائيل عن كثب ساحة المعركة السورية، وتشعر بقلق بالغ إزاء الزخم الذي حصلت عليه القوات الموالية التي تدعمها إيران وروسيا خلال العام الماضي.

من يسيطر على سوريا؟

يدرك قادة إسرائيل بشكل متزايد أن الحرب السورية وصلت إلى بداية مرحلتها النهائية. ومع إعادة تأكيد القوات السورية سيطرتها على جزء كبير من البلاد، سيتخلص حزب الله من بعض الأعباء التي ظلت ملقاة على عاتقة طيلة السنوات الماضية.

وبالفعل سيكون حزب الله قادرا على إعادة نشر قواته في لبنان، مدعومًا بسنوات من الخبرة القتالية الثقيلة، فضلا عن زيادة الدعم السوري والإيراني بالأسلحة والمعدات.

كما أن فك حصار داعش عن دير الزور يؤدي أيضا إلى زيادة الدعم الذي يتوقع أن يتلقاه الحزب مستقبلا: إعادة السيطرة على المدينة ينذر باستكمال خط الإمداد اللوجستي الذي يمتد من إيران عبر العراق إلى سوريا ثم إلى لبنان.

صحيحٌ أن وصول القوات السورية الموالية للنظام إلى الحدود العراقية ليس وشيكا- حيث لا تزال القوات الموالية بحاجة إلى توطيد سيطرتها على المدينة، ووقف الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة وعبور نهر الفرات- لكن مع وجود الحدود العراقية على بعد أقل من 100 كيلومتر شرق دير الزور عبر مناطق قليلة الكثافة السكانية فإن وصول القوات الموالية هناك أصبح أكثر تأكيدا من أي وقت مضى.

يتقاطع مع هذا التقدم للقوات الموالية شرقًا المقاتلون العرب القبليون من قوات سوريا الديمقراطية، والذين يتمركز بضعة مئات منهم حول الشدادي إلى الشمال. وقد أصبح طموح هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة بالتوجه جنوبًا واضحًا، ويمكن أن ينتهي المطاف بوقوع مناوشات مع القوات الموالية في الطريق إلى الحدود العراقية.

كما يوجد في المنطقة العديد من حقول الغاز الطبيعي والنفط، مما سيؤدي إلى زيادة المنافسة والاقتتال. لكن ميزان القوى في المنطقة يميل بشكل حاسم لصالح القوات الموالية للنظام.

وغياب العمل العسكري الأمريكي المباشر والمستمر لدعم تحرك حملة قوات سوريا الديمقراطية جنوبًا لكبح محاولات القوات الموالية للمضي قدما (مع كل التداعيات المترتبة على ذلك)، سيمكن القوات الموالية من الاستيلاء على حقول الطاقة والوصول إلى الحدود العراقية شرق نهر الفرات.

وحتى في حالة إعاقة القوات الموالية- وهو مستبعد- فإنها ستظل قادرة على تأمين خط إمداد لإيران من خلال الاستيلاء على الطريق الذي يمر عبر البوكمال إلى الجنوب ويمتد إلى العراق في المنطقة الحدودية الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات.

نهج أكثر عدوانية

يختم التحليل برصد المستقبل الذي يواجه إسرائيل في ظل وجود طريق إيراني بري يؤدي مباشرة إلى لبنان، ومجموعة مسلحة قادرة على تخفيف التزاماتها في الحرب السورية.

هذه التطورات تغلق أمام إسرائيل النافذة التي يمكن أن تستغلها لمهاجمة حزب الله بينما لا يزال مشتتًا ومحملا بأعباء التزاماته في سوريا. وبينما تجري إسرائيل أكبر تدريباتها العسكرية منذ 20 عاما، يجدر بالذكر أن هذه الاستعدادات العسكرية ليست دفاعية تماما، بل ترجح مجموعة ستراتفور أن تتبنى تل أبيب نهجا أكثر عدوانية تجاه حزب الله في الأشهر المقبلة.

يعتمد مدى هذا النهج على الحسابات التي يقوم بها القادة الإسرائيليون. ويمكن أن تتراوح الاستجابة ما بين مجرد تكثيف الضربات على قوافل إمداد حزب الله وصولا إلى إطلاق حرب وقائية صريحة ضد مخزونات الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله في لبنان.

وحتى إذا اكتفت إسرائيل بتوسيع من نطاق ضرباتها الجوية على مواقع حزب الله في سوريا، فإن احتمال نشوب نزاع إسرائيلي كامل بين حزب الله يظل مرتفعًا جدا، إن لم يكن حتميا، خاصة وأن حزب الله الذي أصبح يتمتع بجرأة أكبر سيجد أنه من الضروري الرد لردع المزيد من الهجمات الإسرائيلية.

وبالتالي، فإن الحرب السورية قد تؤدي إلى نشوب صراع إقليمي آخر، حتى وإن وصلت إلى مراحلها النهائية.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم ماذا بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

مستقبل الأمن المائي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية

* التوقعات الرئيسية: – يمكن استنزاف الجزء القابل للاستغلال من طبقات المياه العذبة ال…