ماذا بعد؟ تأثير الانتخابات الفرنسية 2017 على الأمن الداخلي والدولي لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr بعد قرابة شهرين سيذهب الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد، في ظل استقطاب متزايد ومخاطر هي الأعلى مقارنة بأي وقت مضى. هذه الانتخابات، التي تصفها دورية جلوبال ريسك إنسايتس بأنها أحد أكثر الاختبارات الشعبية الأوروبية حسمًا في عام 2017، سوف يكون لنتائجها تأثير قوي على السياسات الأمنية المحلية والدولية. بعد الفضائح المالية التي هزت حزب يمين الوسط الفرنسي (الجمهوريون) وأضعفت الحزب الاشتراكي؛ يخشى كثيرون أن الفوز المحتمل للجبهة الوطنية برئاسة ماري لوبان قد يؤثر على استقرار منطقة اليورو واقتصادها. بالإضافة إلى الاقتصاد، سوف يكون الأمن المحلي والتحالفات والجيوسياسية في بؤرة القضايا الكبرى خلال العام المقبل. أجندات متباينة يتبنى المتنافسون في الانتخابات أجندات متباينة للتعامل مع التهديد الإرهابي، بدءًا من دعوة الجبهة الوطنية لزيادة ميزانية الجيش وصولا إلى استجابة الاشتراكيين المجتمعية للرد على الإرهاب. تنقسم استجابات المرشحين لخطر الإرهاب على طول الخطوط الحزبية، مع وجود فرق واضح بين المحافظين والليبراليين: (1) موقف ماري لوبان المتشدد حول الهجرة يسير جنبا إلى جنب مع سلسلة من الإجراءات لمواجهة التهديد الإرهابي، بما في ذلك سحب الفرنسية من حاملي الجنسية المزدوجة، واستعادة الخدمة العسكرية، والحفاظ على حالة الطوارئ المثيرة للجدل والتي أعلنتها حكومة فرانسوا هولاند الاشتراكية عقب هجمات نوفمبر 2015 في باريس. (2) بمثل هذا تعهَّد فرانسوا فيون، المرشح المحافظ وزعيم حزب الجمهوريين (يمين الوسط): زيادة الميزانية العسكرية، وبناء المزيد من أماكن الاحتجاز، والحفاظ على مراقبة وثيقة للحدود. بيدّ أن فيون يواجه ضغوطا متزايدة للانسحاب من السباق، نتيجة لفضيحة الوظائف التي تعصف بحملته الانتخابية، وهو الوضع الذي يصب في صالح حملة لوبان. لكن ثمة خطر يتمثل في أن انتصار لوبان قد يؤجج المشاعر المناهضة للمهاجرين، ويشعل التوترات المجتمعية المستثارة بالفعل نتيجة حظر البوركيني المثير للجدل في الصيف الماضي. (3) على الجانب الآخر من الطيف السياسي، يخوض المنشق إيمانويل ماكرون الذي يقود حركة “أون مارش” السباق الرئاسي على منصة ليبرالية اقتصاديا واجتماعيا، لكنه لم يقدم حتى الآن الكثير من التفاصيل عن هذا البرنامج. بيدَ أنه تعهد بعدم اتخاذ أي تدابير جديدة بخصوص الإرهاب، ووعد برفع حالة الطوارئ، وتعزيز الشرطة المجتمعية. يواجه ماكرون اتهامات من معارضيه بضعف الاستجابة للتهديدات الإرهابية، وإذا وقع هجوم جديد على الأراضي الفرنسية، يمكن أن تؤدي عدم استجابة حكومته أو ضعف رد فعلها إلى زعزعة استقرارها وتكبيدها خسارة شعبية. السيناريو الأكثر ترجيحًا بينما يواجه فيون اتهامات جنائية، ويواصل المرشح الاشتراكي بينوا هامون تخلفه في استطلاعات الرأي، فإن جولة الإعادة بين لوبان وماكرون يبدو أنها السيناريو الأكثر ترجيحا. وهو الوضع الذي يرقى إلى حد الصدام بين رؤيتين متعارضتين تماما فيما يتعلق بالأمن الدولي. يقدم كلا من لوبان وماكرون حلولًا متعارضة جذريًا للتحديات الدولية والأمنية الرئيسية التي تواجه أوروبا الغربية، بما في ذلك الصراع في سوريا وأزمة الهجرة. انتخاب لوبان هو رمز للتحول الأوروبي تجاه روسيا؛ نظرا لتأكيد تعاطفها مع موسكو على مدى حملتها الانتخابية، معلنة على سبيل المثال أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في فبراير 2014 لم يكن “غير قانوني” داعية الى تدشين “تحالف بين الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا” وذلك خلال خطابها الذي طرحت فيه رؤيتها لعالم متعدد الأقطاب. حقيقة أن فرانسوا فيون يتبنى أيضا التقارب مع روسيا يشير إلى تغيير في وجهات النظر الفرنسية المحافظة للشؤون الدولية، والإبحار بعيدًا عن الحملة المؤيدة للولايات المتحدة التي قادها الرئيس المحافظ السابق نيكولا ساركوزي في عام 2007. بيد أن العلاقة بين ماري لوبان وروسيا أيقظت مخاوف التدخل الروسي في الانتخابات الفرنسية، وأدت إلى مواجهة أكثر صرامة ضد الهجمات الإلكترونية وعمليات القرصنة المحتملة لحملات المرشحين. تأثير فوز “لوبان” انتصار ماري لوبان في الانتخابات قد يكون له تأثير كبير على سياسة فرنسا الدولية: من ناحية، سيؤثر بشكل مباشر على التعاون الأوروبي بشأن أزمة اللاجئين ويوسع الفجوة الأوروبية بشأن ملف الهجرة، ويمنح المزيد من القوة لمعارضي سياسة “الباب المفتوح” التي تتبناها أنجيلا ميركل. من ناحية أخرى، سوف يؤثر على ميزان القوى في الشرق الأوسط، ويصب في صالح الدعم الروسي والإيراني لإبقاء بشار الأسد في السلطة، كما اتضح من إعلان لوبان في الآونة الأخيرة أن بشار الأسد هو خيار أكثر أمانا لسوريا من الحركات الإسلامية. ماذا لو فاز “ماكرون”؟ إيمانويل ماكرون، من ناحية أخرى، كان له موقف قوي تجاه سياسة بوتين الخارجية. وقاد مرشح الوسط حملة ليبرالية مؤيدة لأوروبا، متعهدًا بمواجهة صعود اليمين المتطرف في فرنسا. فوز ماكرون سوف يقدم دعما كبيرا للقوى الأممية في أوروبا ويعزز التعاون الأوروبي. وفيما يتعلق بمسألة الهجرة على سبيل المثال، يعارض ماكرون إغلاق الحدود الوطنية، ويدعو بدلا من ذلك إلى سياسة منسقة على نطاق أوروبا. وفي حين أن معظم استطلاعات الرأي تشير إلى أن ماكرون سيهزم لوبان في جولة الإعادة النهائية، لا يزال الوضع غير مستقر، ولا يمكن استبعاد انتصار لوبان. والمؤكد الآن أن النتائج ستكون حاسمة في صياغة الأمن الداخلي والأوروبي.