ماذا بعد؟ تنظيم “القاعدة” في 2017.. التقدُّم ببطء لكن بثبات لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr بعدما تحدى تنظيم القاعدة التوقعات، ونجح في الصمود خلال عام 2016، وقدَّم نفسه باعتباره البديل المعتدل لتنظيم الدولة، وهو ما آتى ثماره بالفعل العام الماضي، سوف يستمر هذا التوجُّه- حسبما يرجح سكوت ستيوارت، محلل الشؤون الأمنية في ستراتفور- في رفع أسهم “القاعدة” خلال العام الجديد 2017 على المستويين المحلي والإقليمي. شراسة متزايدة يعتقد تنظيم القاعدة أن الهجمات المباشرة التي تهدف إلى إغراء الغرب بمزيد من الانخراط في حرب مباشرة لم تعد ملحة؛ ببساطة لأن القوات الامريكية، وتلك المتحالفة معها، أصبحت بالفعل في متناول يد التنظيم. وبناء عليه، يركز تنظيم القاعدة معظم جهوده على تقوية وتسليح الفروع المحلية والشركاء بدلا من تنفيذ هجمات كبيرة في الخارج. هذا يعني أنه لم يعد يصلح الحكم على واقع تنظيم القاعدة وفعاليته بالنظر فقط إلى الهجمات الناجحة. قياس قوة تنظيم القاعدة يمكن أن يتم فقط من خلال رصد التقدم في إعداد حركات التمرد الإقليمية لخوض حرب طويلة ضد الغرب. من خلال هذا المقياس، يتضح أن تأثير تنظيم القاعدة ازداد شراسة على الرغم من الضغط الشديد الذي تعرض له طيلة الـ15 سنة الماضية. امتدادًا لهذا الصمود، سيكون من الصعب للغاية القضاء على عناصر القاعدة في القواعد التي أسسها التنظيم داخل مناطق، مثل: شمال غرب سوريا وليبيا واليمن وكذلك باكستان وأفغانستان. مع وضع هذا في الاعتبار، يمكن الانتقال إلى دراسة وضع تلك الفروع الإقليمية وحلفائها: جبهة فتح الشام مكَّن النهج التدريجيّ المعتدل الذي يتبعه تنظيم القاعدة مشروعها السوري، المتمثل في جبهة فتح الشام، من النأي بنفسه عن تنظيم الدولة في الحرب السورية. في حين تبنت الدولة الإسلامية خصومة شاملة وفق مبدأ: “إما نحن أو هم”، أعربت الجبهة عن استعدادها للعمل إلى جانب جماعات متمردة أخرى في سوريا، بما في ذلك المجموعات غير الجهادية. أكدت الجبهة على نضالها في سوريا، مشيرة إلى أنها لن تحول انتباهها إلى العمليات الخارجية ضد “العدو البعيد” إلا بعدما تنتهي من حربها ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. هذا التركيز مكَّن الجبهة من إيجاد تمويل ودعم خارجي، بدرجة إثارة ذعر الولايات المتحدة، فضلا عن إثبات نفسها كأحد المنظمات السورية المتمردة الأكثر فعالية، واكتسابها سمعة كقوة معارِضة حاسمة عبر المساعدة التي قدمتها للمجموعات الأخرى خلال العمليات المشتركة. الفروع الليبية دمج المجموعات التابعة، مثل جبهة فتح الشام، بنجاح في المسار الرئيسي سيساعد على ضمان بقاء تنظيم القاعدة في الحركة الجهادية، بالنظر إلى ترسخ أقدام هذه المجموعات التابعة في العديد من المناطق. في ليبيا، جماعة أنصار الشريعة ومجلس شورى المجاهدين في درنة وغيرها من المليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة، هي أحد أكثر القوى الفاعلة في قتال تنظيم الدولة. هذا التوجه منح هذه الفروع مجالا لتعزيز نفسها على نطاق أوسع بالطريقة ذاتها التي اتبعتها جبهة فتح الشام في سوريا. وكان الدور الحاسم الذي لعبته القوات التابعة للقاعدة في الإطاحة بتنظيم الدولة من سرت بمثابة سبب إضافي يجعل التنظيم الأم يعتقد في صحة النهج الذي يتبعه. القاعدة في شبه الجزيرة العربية خلال عام 2016 استطاع تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب تجنب الخسائر الفادحة التي لحقت به في عام 2013. حتى حين غادر التنظيم مدينة المكلا الساحلية، خرج بموارد مالية وفيرة ومخزون كبير من الأسلحة، كما لا يزال يحتفظ بحرية كبيرة في التنقل داخل اليمن. القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد الانشقاق في عام 2013، والخسائر الإضافية الناتجة عن انضمام بعض الأعضاء إلى تنظيم الدولة في عام 2014، شهد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب انتعاشًا في عام 2016، بعد انضمام مختار بلمختار ومجموعة المرابطين. كما يحتفظ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بفروع قوية في مالي وتونس وليبيا، كما توسع في بوركينا فاسو خلال الأشهر الأخيرة. في ظل غياب الاستقرار عن شمال مالي، والقدرة على جمع الأموال من خلال عمليات التهريب والخطف، وبالنظر إلى الكميات الكبيرة من الأسلحة التي لا تزال متاحة للبيع في ليبيا، يُرَجَّح أن يكون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قادرًا على الاستمرار في اكتساب المزيد من الزخم خلال عام 2017. حركة الشباب كان 2016 عاما صعبا لحركة الشباب في الصومال، لكن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل تهديدا أمنيا كبيرا باعتباره قوة متمردة وإرهابية. كما لا يزال التنظيم قادرا على الوصول إلى السلطة في أجزاء واسعة من الصومال إذا انسحبت قوات الاتحاد الافريقي. القاعدة في شبه القارة الهندية كان يفترض أن يصبح تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية مظلة تربط بين العديد من الجماعات الجهادية العابرة للحدود الوطنية والإقليمية والمحلية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، لكن هذا لم يحدث من الناحية العملية، حيث أن الوحدة التي أعلنت بين بعض المجموعات لا تزال مجرد حبر على الورق. لكن حركة طالبان طالبان أحرزت تقدما في كل أنحاء أفغانستان تقريبا خلال عام 2016، وليس من المحتمل أن تفقد الحركة زخمها في عام 2017. الاستفادة من الثغرات البقاء على قيد الحياة هو الهدف الأساسي لأي مؤسسة تسعى لوضع استراتيجية حرب طويلة، وهو الهدف الذي حققه تنظيم القاعدة تحت قيادة أيمن الظواهري، ببراعةٍ في استغلال الفرص والمرونة في التعامل مع التحديات. ومثلما استفادت القاعدة في عام 2001 من الثغرات الأمنية لشن هجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة، يستفيد التنظيم اليوم من الثغرات في السياسة الخارجية الأمريكية ومقاربات الأمن القومي، والغموض الذي يخيم على ساحة المعارك في أماكن مثل سوريا واليمن وليبيا؛ لترسيخ أقدامه في تلك المناطق، وخلق الأسس التي يمكن استخدامها لشن هجمات مستقبلية ضد الغرب، ومحاولة إقامة الخلافة في نهاية المطاف. بناء على ما سبق، يرجح أن يواصل تنظيم القاعدة في عام 2017 جهوده لإنهاك الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والإقليميين، وثنيهم عن الانخراط في شؤون العالم الإسلامي.