إسرائيليات ماذا بعد؟ تهديد وجوديّ.. مخاطر قيام دولة فلسطينية على مستقبل الاحتلال الإسرائيلي لـ العالم بالعربية منشور في 3 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr “تهديد وجودي”، تحت هذا العنوان حذر أستاذ القانون الدولي في جامعة بوردو، لويس رينيه بيريس، من مخاطر قيام دولة فلسطينية على مستقبل إسرائيل. تخلص الورقة التي نشرها مركز بيجن-سادات للدراسات الاستراتيجية إلى أن دولة فلسطين يمكن أن تشكل تهديدا أكبر بكثير لإسرائيل من الانتفاضة الثالثة أو الإرهاب المستمر. هذا التهديد، الذي من شأنه أن يقوي من ارتباط القوى الإقليمية، قد يكون وجوديًا، بحسب “بيريس”، وفي ظل ظروف معينة، يمكن للدولة الفلسطينية أن تزيد بشكل ملموس احتمالات شن هجمات إرهابية ضخمة أو نشوب حرب نووية إقليمية. مخاطر غير مباشرة قياس الخطر الذي تشكله إقامة دولة فلسطينية مستقبلا على إسرائيل لا يمكن التحقق منه إلا من خلال الفحص المنضبط للفرضيات الصحيحة ، من الناحية المفاهيمية والمنهجية والاستنتاجية وعبر تحقيق علميّ. وبتطبيق هذا النهج يتضح أن التهديد الذي تشكله إقامة دولة “فلسطين” لإسرائيل أكبر بكثير مما يُزعَم عادة. في الواقع، هذا التهديد المحتمل كبير جدا، ويمكن أن يتبين في نهاية المطاف أنه تحدٍ وجودي. على الرغم من ذلك، سيكون التهديد الملموس الذي تشكله فلسطين لبقاء إسرائيل غير مباشر. يشبه الأمر حالة شخص لن يموت كنتيجة مباشرة لإصابته بمرض طارئ ما، لكنه سيكون ضعيفا بما يكفي ليصبح عرضة لمزيد من الأمراض القاتلة. لكن لا يزال من الممكن تصوُّر أن تشكل الدولة الفلسطينية بحد ذاتها مخاطر قاتلة على الدولة اليهودية، وإن لم يكن هذا السيناريو مرجحًا. مفهوم العدو الصهيوني بحكم التعريف، فإن دولة فلسطين- كيفما قامت- ستتشكل من الجسد الإسرائيلي الذي لا يزال ينبض بالحياة. ومما لا جدال فيه أيضا أن الإرهاب العربي (على حد وصف التحليل الإسرائيلي) ضد الدولة اليهودية لن يهدأ بعد قيام الدولة الفلسطينية. يرجع ذلك إلى أن قادة أي دولة فلسطينية مستقبلية- دولة ذات مركز قانوني رسمي أكثر من التسمية الأممية الحالية “دولة مراقب غير عضو”- سيواصلون اعتبار إسرائيل التي ستكون قد تضاءلت حينها أكثر وازدادت ضعفا “فلسطين المحتلة”. فلماذا ينقحون مفهومهم الأصلي “للعدو الصهيوني”، خصوصا بعد أن أصبحوا أكثر قوة على نحو لا يقبل الجدل؟ (يتساءل الباحث). لا توجد طريقة يمكن للمحللين من خلالها تحديد الاحتمال الدقيق لهذا السيناريو، لكن لا يمكن الوصول إلى أي استنتاج آخر استنادًا إلى المحافل والخرائط والمواثيق والمواقف السياسية الفلسطينية. من الأهمية بمكان، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتشبث بمفهوم “حل الدولتين”، الإشارة إلى أن الإرهاب العربي من المرجح أن يتمدد بسرعة أكبر مما لو لم تكن هناك دولة فلسطينية. وهي التوقعات التي تنبع مباشرة من كل ما نعرفه بشأن المواقف الفلسطينية. خطأ تقوية الخصم علاوة على ذلك، فإن دولة إسرائيل كما هي موجودة اليوم أصغر من بحيرة ميشيجان، وحتى قبل إنشاء فلسطين، فإن العالم العربي المكون من 22 دولة يوازي مئات (672) أضعاف حجم إسرائيل. وفي حين يعرب كثيرون عن قلقهم إزاء إمكانية نشوب انتفاضة ثالثة، فإن العلاج العقلاني بالنسبة لإسرائيل لمثل هذا الاحتمال ليس هو تشجيع الخصوم على التحول إلى عدو أكثر تنظيما يمتلك دولة. حيث يمكن لأي دولة فلسطينية معززة قانونيا أن تضاعف قدرتها التراكمية العدائية لإلحاق ضرر كبير بإسرائيل. ومن الممكن أن يشمل هذا الضرر، الذي سيلحق مع هامش من الإفلات الجماعي من العقاب، في نهاية المطاف أسلحة دمار شامل، بما في ذلك عناصر كيميائية وبيولوجية، بل وحتى نووية. فلسطين، بعد إنشاء الدولة، يمكن أن تكون في وضع مثالي للهجوم على مفاعل ديمونة الإسرائيلي. وقد سبق أن هوجم هذا المرفق النووي في عام 1991 ومرة أخرى في عام 2014. كانت تلك القذائف والصواريخ التي أطلقت في الماضي، ولم تسفر عن أضرار جسيمة في المفاعل الأساسي، نتيجة العدوان العراقي والحمساوي على التوالي. النوايا الفلسطينية المعلنة لا يوجد الكثير من الغموض فيما يتعلق بنوايا الدولة الفلسطينية المتوقعة. يمكن أن توفر فلسطين منصة جاهزة لشن حرب لا نهائية وهجمات إرهابية ضد إسرائيل، وهذا ما سيحدث بالفعل. ومما لا شك فيه أن الفصيل الفلسطيني المحارب الوحيد لم يزعج نفسه بإنكار هذا الأمر. بل على العكس من ذلك، تم تبني العدوان على الدوام واحتفي به باعتباره تعويذة “وطنية” مقدسة. بل أظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في سبتمبر 2015 أن أغلبية الفلسطينيين يرفضون حل الدولتين. وعندما سئلوا عن طرقهم البديلة المفضلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، دعا 42٪ إلى “العمل المسلح”، وكان 29٪ فقط يفضلون “التفاوض” أو نوع من الحل السلمي.