الرئيسية ماذا بعد؟ توقعات مؤسسة راند لمستقبل تماسك مجلس التعاون الخليجي خلال العقد القادم (2015 – 2025) (1/2)

توقعات مؤسسة راند لمستقبل تماسك مجلس التعاون الخليجي خلال العقد القادم (2015 – 2025) (1/2)

2 second read
0

قبل البدء في تحليل دوافع وعقبات تماسك مجلس التعاون الخليجي، يجدُر أولا تحديد معنى التماسك، وهو وفق تعريف مؤسسة راند: قدرة الدول الأعضاء الستة في المجلس- وهي البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- على العمل معا أو بالتوازي.

تماسك نسبيّ

يختلف التماسك النسبي بين دول مجلس التعاون الخليجي الستة اختلافًا كبيرًا بحسب الظروف الكامنة وخيارات السياسات التي تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي والدول الإقليمية والقوى خارج المنطقة:

– في الفترات التي تشهد مستويات عالية من التماسك، تجتمع دول مجلس التعاون الخليجي حول المسائل الرئيسية الجارية وتتعاون من أجل تعزيز قدراتها الإجمالية.

– أما في الفترات التي تشهد مستويات منخفضة من التماسك، تكون الدول الأعضاء عرضةً للعمل على أهداف متناقضة، في حين قد يبرز الاقتتال الداخلي على شكل تصدّعات واضحة.

أهمية السياق

وبذلك يعتمد التماسك النسبي لمجلس التعاون الخليجي إلى حدٍّ كبيرٍ على السياق:

– في المجال الأمني، تُعدّ شدّة بيئة التهديد والمخاوف من الهيمنة السعودية عاملين أساسيين يشرحان العلاقات بين الدول الأعضاء.

– في المجال السياسي، تجمع هويةٌ مَلَكِيَةٌ مشتركةٌ دول مجلس التعاون الخليجي، في حين أن الحساسيات بشأن السيادة تفرّق بينها.

– في المجال الاقتصادي، يُعتبر أنّ من شأن منافع وفرات الحجم وإمكانية الوصول إلى أسواق أكبر، وخفض كلفة المعاملات، بالإضافة إلى خصائص ثقافة الأعمال الخليجية، أن تدفع بالتكامل في الوقت الذي يشكّل فيه افتقار البلدان إلى قاعدة اقتصادية متنوّعة عائقاً.

– من الناحية العملية، تُرجِمَت هذه العوامل بتوقّف التقدّم نحو بناء مجلس تعاون خليجي أكثر تماسكاً. غير أنّ التطلّعات تتخطّى الواقع بكثير، وبالمقارنة مع تكتلات إقليمية أخرى، يُعتبر مجلس التعاون الخليجي متأخرًا من حيث مستوى تكامله.

/

أُعلِن عن إنشاء مجلس التعاون الخليجي يوم الخامس والعشرين من مايو عام 1981 في أبوظبي، بعد موافقة قادة البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

جزئيًا، أنشئ المجلس كرد فعل على الثورة الإسلامية في إيران، وحرب إيران-العراق، بيدَ أن الانقسامات واختلال توازن القوى داخله جعلته بلا فائدة إلى حد كبير طيلة العقود الثلاثة والنصف الأولى من تأسيسه، رغم الآمال الكبيرة والوعود البراقة.

/

دوافع التماسك

أجرى خمسة باحثين، هم: جيفري مارتيني، بيكا واسر، داليا داسا كاي، دانيل إيجيل، كورداي أوجليتري، مراجعة تاريخية قبل عامٍ واحد خلُصَت إلى تحديد عدد من العوامل الرئيسية التي عزّزت تماسك مجلس التعاون الخليجي، وتشمل:

– ضرورة وقوف الدول الستة في صفٍّ واحدٍ من أجل مواجهة التهديدات الأمنية المتبادلة،

– وجود مصلحةً مشتركةً في حماية هويتها السياسية المَلَكِيّة،

– رغبةً في توسيع إمكانية الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية،

– الاستفادة من وفرات الحجم في التصنيع والخدمات.

دفعت هذه العوامل بمجلس التعاون الخليجي إلى الشروع في مشاريع تكامل طموحة ضمن المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

أمن وتجارة

تنطوي التوقعات التي قدمتها مؤسسة راند بشأن تماسك مجلس التعاون الخليجي خلال العقد القادم على عددٍ من الدوافع المحتملة لوحدةٍ أوثق، أبرزها في المجالين الأمني والتجاري.

على سبيل المثال، قد يزيد أي ارتفاع في تهديد تنظيم الدولة من التعاون ضمن مجلس التعاون الخليجي، وبالأخصّ في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتنسيق بين قوى الأمن الداخلي.

قد تساهم أيضا زيادة التجارة ضمن المنطقة والتطوير المتنامي للبنى التحتية في التطوّر الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي على مدى العقد القادم، رغم استبعاد البحث الوصول إلى مرتبة التوحيد النقدي.

عوائق التماسك

أما العوامل الرئيسية التي رأى الباحثون أنها تعوق تماسك مجلس التعاون الخليجي، فتشمل:

– التصورات المختلفة للتهديد،

– الخوف من الهيمنة السعودية،

– الحساسيات المرتبطة بالسيادة،

– نقص التنوّع في اقتصادات الخليج.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم ماذا بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

مستقبل الأمن المائي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية

* التوقعات الرئيسية: – يمكن استنزاف الجزء القابل للاستغلال من طبقات المياه العذبة ال…