ترجمة: علاء البشبيشي

تأتي زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، إلى العراق هذا الأسبوع في لحظةٍ مِحوريّةٍ لاستراتيجيةِ إدارةِ أوباما، التي تشمل تعاونا ضمنيًا مع وكلاء إيران ضد تنظيم الدولة في البلاد، حتى في ظل تصريح مسئولين في بغداد أن قوات جهادية استعادة السيطرة على مصفاةِ نفطٍ رئيسية، يوم الثلاثاء. 

لم يتطرق الجنرال دانفور، أحد جنود مشاة البحرية، علنًا للدور الإيراني خلال زيارته إلى بغداد وإربيل. لكنه بدا حريصًا على إظهار التزام واشنطن تجاه المعركة، في وقتٍ تغازل روسيا- الحليف الرئيس لإيران- العراق، الشريك الدولي الجديد ضد تنظيم الدولة. 

وخلال حديثه مع الصحفيين الثلاثاء أثناء أولى رحلاته إلى منطقة الحرب منذ تولي منصبه الجديد قبل ثلاثة أسابيع، قال الجنرال دانفورد إنه لا يرى أي إمكانية فورية لتوسيع روسيا- التي تقود بشن ضربات جوية ضد أهداف تنظيم الدولة في سوريا طيلة الشهر الماضي- حملتها إلى العراق. 

وكان التدخل العسكري الروسي في سوريا، ومشاركة موسكو في مركز تبادل المعلومات الاستخبارية ومقره بغداد، مع إيران وسوريا والعراق، قد أثار المخاوف في واشنطن حيال اكتساب منافستها في الحرب الباردة نفوذا في الشرق الأوسط.

لكن الجنرال “دانفورد” تصدى يوم الثلاثاء للتقارير التي تفيد بأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سعى لطلب المساعدة الروسية ضد تنظيم الدولة، قائلا: إن مسؤولين عراقيين نفوا سعيهم وراء ضربات جوية روسية في العراق.

وكانت هناك مؤشرات على محاولات روسية وأمريكية للحد من الاحتكاكات الثنائية؛ حيث أدخل البلدان حيز التنفيذ، يوم الثلاثاء، قواعد جديدة للحد من مخاطر الاصطدام الجوي بين طائرات روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، وفقا لأسوشيتد برس.

وبينما قال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية في موسكو: إن “مذكرة التفاهم” تشير إلى وجود إمكانية للتعاون في مكافحة الارهاب بين الولايات المتحدة وروسيا، قال مسؤولون أمريكيون: إنه كان ترتيبًا ضيقًا لا يقلل من قلق واشنطن حيال الحملة العسكرية الروسية في سوريا.

وتشهد العراق الآن حملتين منفصلتين ضد تنظيم الدولة على الأرض: 

(1) واحدة في الرمادي، نحو 70 ميلا غرب بغداد، تقودها القوات الحكومية العراقية بدعم جوي واستشاري مباشر من المسؤولين الأمريكيين. 

(2) والثانية حول مصفاة النفط الرئيسية في بيجي، على بعد 150 كيلومترا شمالي بغداد، حيث أفادت التقارير أن القوات العراقية العاملة مع الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران هزمت مقاتلي تنظيم الدولة يوم الثلاثاء.

ولا يزال البنتاجون لا يشعر بالارتياح حيال دور المليشيات المدعومة إيرانيًا. صحيح أن إدارة أوباما انتهجت حقبة جديدة من العلاقات مع إيران- بما في ذلك الاتفاق النووي شديد الأهمية- إلا أن البيت الأبيض عارض أي اقتراح للتعاون بين الولايات المتحدة والقوات الإيرانية في العراق. 

وفي ضوء تصاعد التدخل العسكري الروسي في سوريا المجاورة، يتوقع بعض المحللين أن المسئولين العراقيين قد يسعون إلى تدشين تحالف مماثل.

هذا الاحتمال، رفع الرهانات السياسية على سياسة واشنطن الداعمة لقوات الأمن العراقية ضد تنظيم الدولة في الرمادي، بموازة غض الطرف عن التنسيق بين إيران وقوى الأمن الداخلي في مناطق شمال بغداد، وتحديدًا في بيجي، وفقا لتحليل لمعهد دراسة الحرب.

“وإذا عجزت قوات الأمن العراقية عن دحر تنظيم الدولة من الرمادي، فسوف يقوض ذلك مصداقية الدعم الأمريكي للعراق، في وقت تتنافس روسيا وإيران مع الولايات المتحدة على قيادة عمليات مكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا”، بحسب التقرير الذي أعده باتريك مارتن.

وإذا نجحت قوات الأمن العراقية ووكلاء إيران من المليشيات “في إعادة السيطرة على بيجي والمصفاة المجاورة، في حين تعثَّرت العملية التي تقودها قوات الأمن العراقية في مدينة الرمادي، فسوف يواجه (رئيس الوزراء العبادي) ضغوطا هائلة لمواصلة السماح للميليشيات الموالية لإيران للقيام بدور قيادي في العمليات”، كما قال التقرير.

هذا الموقف العسكري الأمريكي الصعب ظهر جليًا يوم الثلاثاء حينما تأجلت رحلة الجنرال دانفورد إلى العراق فجأة حينما رفض المسئولون في بغداد لفترة وجيزة السماح لطائرته طراز C-17 بالهبوط في إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم العالم بالعربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على الاقتصاد في المستقبل

يمكن للمؤسسات (الإعلامية والبحثية إلخ) الحصول على تقاريرنا حصريًا الآن. لمعرفة المزيد حول …