شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي أصبحت بنار ساردار لاجئة عندما أُجبِرَت عائلتها على الهرب من منزلهم الواقع في إقليم كردستان بعدما تعرض الجيش العراقي للهجوم في مارس 1991. تذكُر بكاءها أثناء سيرها لأكثر من 100 ميل، ما بين منزلها في أربيل وصولا إلى مدينة سردشت غربي إيران. تقول “بنار” في رسالة بريدية: “كان عمري حينها سبعة أعوام فقط، ولم أكن أستطيع السير لمسافة طويلة. أحيانا كنتُ أبكي حينما يصيبني التعب والإحباط، وأطلب من والدتي أن تتركني وتتوقف عن إجباري على المشي أكثر من ذلك”. لكن أمها كانت تجيب: “لن أترككِ أبدًا”. أسهمت تجربة اللجوء في تحويل السيدة “بنار” إلى مصورة، تُوَثِّق أحداث العنف والفتنة في وطنها، كردستان العراق. كما سمحت لها بتواصلٍ أفضل مع الأشخاص الذين توثق تجربتهم، ومعظمهم نازحٌ في الداخل أو لاجئ في الخارج. وتسبب صعود تنظيم الدولة في تشريد ثلاثة ملايين عراقي، هرب نصفهم إلى إقليم كردستان الآمن نسبيًا منذ يناير 2014. واستجابة لهذا الوضع، أنشأت وكالة الصور العراقية “ميتروجرافي” مشروع “خريطة المهجرين”، وكلَّفت السيدة “بنار” لتكون واحدة من خمسة مصورين عراقيين أكراد ينتجون قصة من اختيارهم. يقول ستيفانو كاريني، المدير التنفيذي للوكالة: “هذه حكايتنا، التي وقعت أحداثها في فنائنا الخلفي؛ لذلك يمكننا سردها أفضل من أي شخص آخر”. مضيفًا: “كل المصورين كانوا لاجئين أو نازحين داخليًا في مرحلة ما،؛ لذلك ركزوا على القصص التي لن ينتبه إليها الآخرون. كما أن مصورينا لديهم قدرة على الوصول إلى الأماكن، إلى جانب معرفتهم بالبلاد، ودرايتهم باللغة، ويمكنهم العودة مرارا وتكرارا”. من جانبها، اختارت السيدة “بنار” تصوير أسرتين نازحتين؛ إحداهما مسلمة سنية، والأخرى مسيحية، كانا يعيشان داخل ذات المبنى في مدينة كركوك. اختارت “بنار” هذه القصة- على حد قولها- لإظهار الجانب الآخر من الصراع الذي “تظلله بشكل عام غيمة سوداء من الكراهية والتناحر الطائفي والديني”. أما مشروع “سيفان سالم”، فبدأ بعدما اختطف تنظيم الدولة قرابة خمسة آلاف فتاة يزيدية في منطقة سنجار. وجدت “سيفان” بعض الفتيات في مخيمٍ للاجئين، وعلمت أنهن أساسا من قرية كوجو القريبة من سنجار، التي قُتِل رجالها وأُسِر أطفالها ونساؤها. واستطاعت أن تتحدث مع بعض من تمكنَّ من الهرب. تقول: “كل قصصهن كانت مأساويَّة. كنتُ أدرك أن عليَّ القيام بشيء؛ فالعالم لا بد وأن يعرف ما يحدث للفتيات اللواتي لا يزلن في الأسر. وواجبي أن أُظهِر ذلك، باعتباري مصورة صحفية كردية بإمكاني التواصل معهم بلغتهم”. سجَّلت “سيفان” شهادات الفتيات صوتيًا؛ “حتى لا يطويها النسيان أبدًا”. وبعد سماع قصصهن المُرَوِّعة عن إجبار التنظيم لهن على العبودية الجنسية، قررت تصوير كل واحدة منهن في ثوب زفاف أبيض. قالت: “بعد تعرضهن للاغتصاب، أصبح من الصعب أن يتزوجن بسبب التقاليد والعقوبات الدينية؛ لذلك استخدمتُ فستان الزفاف لإظهار أن النقاء لم يفارقهن” وأضافت: “أصبح العمل على هذا المشروع هو شغفي، وسأعمل على ذلك بقدر ما أستطيع. لا ينبغي أبدًا أن تُغفَر معاناتهن، ولا أن يطويها النسيان. لا أستطيع تفهم لماذا يجب أن يعاني بعض الناس في هذا القرن لمجرد أسلوبهم في العبادة”. و”خريطة المهجرين” عبارة عن تعاون بين مصورين أكراد عراقيين، وكتاب دوليين، وفريق تحرير وكالة ميتروجرافي، الذي يشمل السيد كاريني، وسيباستيان ماير، وداريو بوثيو. بدأ المشروع في العام الماضي قبل أن تصل أزمة اللاجئين في أوروبا إلى ذروتها. لكن لمَّا بدأت أوروبا تعاني من موجة اللاجئين الأخيرة، ومعظمهم من الشرق الأوسط، أصبح المشروع في غاية الأهمية، على حد وصف السيد “كاريني”. مضيفًا: ” لا يذهب الناس مباشرة من سوريا أو العراق إلى كوس أو لسبوس، لكنهم ينزحون داخليا أولا. والمحظوظون فقط، الذين يمتلكون بعض الموارد، هم من يصلون إلى اليونان ويصبحون لاجئين في أوروبا. فيما يبقى الأقل حظا مشردًا في الداخل، قريبًا من القوى التي طردتهم من ديارهم، وتمثل خطورة عليهم”.