في العمق خطوط متقاطعة.. الإسلام والديمقراطية والتعددية والمواطنة في الشرق الأوسط لـ العالم بالعربية منشور في 3 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr عودة الاستبداد، كطائر العنقاء الأسطوري الذي ينبعث من رماد الحريق، وصعود تنظيم الدولة، وتزايد التوترات الطائفية، وظهور مخاطر جديدة لمجتمعات الأقليات؛ كلها تبعثر غيومًا من الشك في سماء الشرق الأوسط حين نحاول استشراف مستقبل التعددية والتسامح. بهذه المقدمة استهل وليام ماكانتس وراشد دار استعراض فعاليات الجلسة العامة الثانية من المنتدى العالمي الأمريكي-الإسلامي 2017، حيث تبحث لجنة معنية بشؤون الدين والحكم آفاق تعزيز ثقافة المواطنة في الشرق الأوسط إلى جانب بعض القضايا السياسية الأوسع نطاقًا التي تحيط بها، وتناقش دور الدين في الحياة العامة ومسألة العلاقات بين الإسلاميين وغير الإسلاميين. هل الإسلام سياسي بطبيعته؟.. شادي حميد يجيب بدأت مديرة النقاش كارولين موداريسي-طهراني بسؤالٍ إلى زميل بروكنجز شادي حميد: هل الإسلام سياسي بطبيعته؟ فأكَّد أن جميع الأديان قد تكون مشتباهة في أهدافها العامة، لكن لها خصائص وأسس غيبية مختلفة، وهذا أمر هام. مستشهدًا بلحظة تأسيس الإسلام التي كانت متشابكة بين الوظيفتين الدينية والسياسية، وهو ما شكل رؤية عدد من- إن لم يكن معظم- المسلمين لدور الدين في القانون والحكم. مضيفًا: هذا لا يعنى أن الامر سيئ فى الحياة العامة. هل للدولة دين؟.. باسم يوسف له وجهة نظر بيدَ أن باسم يوسف، مقدم برنامج البرنامج سابقًا والمعروف باسم “جون ستيوارت المصري”، يرى أنه لا ينبغي على أي دولة أن تصبغ نفسها بلون ديني معين، خاصة البلدان التي لديها أنظمة اعتقادية متنافسة. مستشهدًا بحالة مصر التي حاولت ذلك لكنها فشلت من وجهة نظره. أما تفضيل الدولة لدين معين فينطوي على إشكالية تتمثل في تفسير الدين وفقًا لرؤية العلماء المعتمدين؛ وهو ما يثير إشكالية، بحسب يوسف، لأن الأديان لها تقاليد متنوعة، ونشر عقيدة رسمية لابد وأن يأتي على حساب الآخرين. ماذا يعني أن تكون ديمقراطيًا مسلمًا؟.. تجربة النهضة التونسية ثم وجهت موداريسي-طهراني سؤالا إلى مهرزيا لبيدي، عضو المجلس التنفيذي لحزب النهضة في تونس، عما يعنيه أن تكون ديمقراطيًا مسلمًا؛ فأجابت: على عكس معظم مَن يُعَرِّفون أنفسهم بأنهم “إسلاميون”، فإن الديمقراطي المسلم لا يدعي أن حلوله هي الأفضل لأنها أكثر “إسلامية”. بل إن المقترحات الإسلامية للسياسة الديموقراطية تستند إلى مميزاتها الخاصة في مقابل الخيارات المتنافسة. كيفية تطبيق الأفكار النظرية اتفق مصطفى أكيول، الصحفي التركي البارز وزميل مشروع الحرية في كلية ويليسلي، مع ما طرحه حميد حول الطابع السياسي للإسلام. لكن السؤال الأهم من وجهة نظره هو كيف ينبغي التعبير عنه؛ هل من خلال الشمولية الإسلامية التي تجبر الآخرين؟ أم في سياق مجتمع ليبرالي يركز على الحريات الفردية؟ يرى أكيول أن الإسلام الكلاسيكي كان تفسيرًا لعصره، ويجب أن يعاد تفسيره ليواكب هذا العصر. وهنا أعلن اتفاقه مع يوسف على ضرورة قيام دولة علمانية تحترم دور الدين (مثل أمريكا). الاستناد إلى مبادئ علمانية لكنه تساءل عما إذا كانت هناك حجة إسلامية مقنعة لقيام مثل هذه الدولة العلمانية. ورد يوسف بأنه ليس من الضروري أن تكون هناك حجة إسلامية للعلمانية، لأن الحكم النهائي، والبنية الفوقية، ومعيار البت يجب أن يقوم في حد ذاته قائمًا على المبادئ العلمانية. رفض نتائج الانتخابات ثم أثار حميد مسألة كيف يمكن أن يتوقع من العالم الإسلامي أن يفرز نتائج ليبرالية دون وجود دائرة حقيقية من الليبراليين. ماذا سيحدث، على سبيل المثال، عندما يواصل الإسلاميون الفوز بالانتخابات؟ أجاب يوسف بأنه سيرفض هذه النتائج إذا كانت تعني أن المنتخبين يهدفون إلى تغيير الطبيعة العلمانية الأساسية للدولة، في حين جادلت لبيدي بأن المسألة لا تتعلق بقبول العلمانية بل بالتعددية. وواصلت قائلة إن تونس تعتبر مثالا على كيفية تعزيز التعددية مع الحفاظ على الاستقرار. غير أنها أكدت أن القضية التونسية لا تزال قيد التجربة، وأن الأمر يتطلب وقتا طويلا لترسيخ ثقافة ديمقراطية مستدامة. عودة الأيديولوجية وأعرب أكيول عن اعتقاده بأن الشرق الأوسط يمر بـ “نهاية التاريخ” التي تحدث عنها فوكوياما، مشيرا إلى قيام الاتحاد الاوروبي بعد قرون من سفك الدماء. لكن حميد كان أقل ثقة في هذا الاحتمال، لكنه أشار إلى أن الناس في جميع أنحاء العالم يشعرون بالملل من توافق الآراء التكنوقراطي، لافتًا إلى أننا نرى في نواح كثيرةٍ عودة الأيديولوجية.