الرئيسية في العمق “داوي الجراح لتستحي العين”.. لماذا تساعد إسرائيل المدنيين السوريين؟

“داوي الجراح لتستحي العين”.. لماذا تساعد إسرائيل المدنيين السوريين؟

1 second read
0

تحت عنوان “جهود هادئة من إسرائيل لمساعدة المدنيين في سوريا نشرت شبكة إن بي آر الأمريكية تقريرًا حول الجهود التي تبذلها دولة الاحتلال لإيواء المدنيين السوريين المتضررين من الحرب، وهي مشاريع تتضمن “مزيجا من التعاطف والسرية والاستراتيجية والحساسية”.

تقارير ترويجية

يستهل التقرير برصد تجمُّع المتطوعين الإسرائيليون مؤخرا في مستودع لإعداد صناديق تحوي أدوية أطفال يتم إرسالها إلى سوريا، وكيف أن الشركة الإسرائيلية التي تدير المستودع طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها لا تريد أن تعلن ارتباطها بالمبادرة، ويرصد عدم استساغة عائلة المتطوعة الإسرائيلية يوتفات فيريزن-ويل بسهولة انخراط ابنتها في تقديم مساعدات للسوريين الذين يعتبرونهم كأعداء.

تقريرٌ ترويجي يُضاف إلى عشرات التغطيات التي تناولت المسألة ذاتها على مدى سنوات الحرب السورية باعتبارها دليلا على مشاعر الإنسانية الفياضة التي يتمتع بها الإسرائيليون. إذ لا يسع المتابع سوى الإعجاب بتجربة يوتفات التي اجتمعت أواخر العام الماضي مع إسرائيليات أخريات يتشاركن معها الرؤية ذاتها وأطلقن حملة لتمويل الإمدادات الطبية للأطفال، ونجحن في جمع أكثر من 500 ألف دولار من المانحين الإسرائيليين والمنظمات اليهودية الأمريكية، ثم سلمن اللوازم الطبية إلى منظمة إسرائيلية غير حكومية وغير ربحية نقلتها إلى داخل سوريا.

السبب الحقيقي

لكن يمكن للقارئ المدقق فيما بين السطور معرفة السبب الحقيقي الذي دفع هؤلاء الإسرائيليون إلى التطوع لمساعدة “أعدائهم” السوريين: على سبيل المثال، بدأت المجموعة الإغاثية التي أسستها جال لوسكي فى عام 2005 نشاطها بتقديم المساعدات لمتضرري تسونامي جنوب شرق آسيا، لكن منذ ذلك الحين، ركزت المجموعة على تقديم المساعدات للمدنيين في الأماكن التي تفتقر فيها إسرائيل إلى العلاقات الدبلوماسية، مثل سوريا والعراق والسودان وإندونيسيا.

بموازاة هذا الجهد الشعبي، تدير الحكومة الاسرائيلية برنامجا رسميا للإغاثة الانسانية يسمى MASHAV، قدم منذ عام 1958 مساعدات إلى أكثر من 140 دولة وسلطة فى إفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية فى مجالات الزراعة وإدارة المياه وطب الطوارئ وغيرها. لكن ظلت هناك فجوة في الجهود الإسرائيلية الرسمية تتمثل في أنها لا تستطيع الوصول علنًا إلى الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

حتى السرية التي تضفيها لوسكي على جهودها الإغاثية، ليس الهدف منها إنكار الذات أو إخفاء العمل الصالح عن الأعين، بل خوفًا على نفسها أولا وعلى شركائها السوريين أن يتعرضوا للخطر بسبب تعاونهم مع العدو.

جهود أخرى

هناك جهود إسرائيلية خاصة أخرى: حيث ساعد الأطباء والمتطوعون الآخرون اللاجئين السوريين في اليونان، كما عالجت المستشفيات الإسرائيلية أكثر من 3000 سوري أصيبوا في الحرب، بعدما التقطتهم القوات الاسرائيلية من الحدود ونقلتهم إلى المستشفيات فى شمال إسرائيل وأعادتهم إلى سوريا عند خروجهم.

بل يشارك الجيش الاسرائيلى نفسه فى جهود الاغاثة، وأعلن مؤخرا عن مبادرة جديدة يطلق عليها “عملية حسن الجوار”. وفي العام الماضي، كان الجنود الإسرايليون يسلمون الغذاء والإمدادات والوقود للسوريين على الحدود مع مرتفعات الجولان التي استولت عليها إسرائيل في عام 1967.

كما جلبت القوات الإسرائيلية نحو 600 طفل سوري إلى المستشفيات الإسرائيلية ليس لمعالجتهم نتيجة جراح أصيبوا بها في الحرب ولكن لتلقي العلاج الطبي العام الذي أصبح يعاني نقصًا نتيجة فرار الكثير من الأطباء السوريين منذ بدء الحرب. كما يقوم الجيش ببناء مستشفى ميداني على طول الحدود لتقديم الخدمات الطبية الأساسية للسوريين هناك.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …