في العمق دور أمريكا في الشرق الأوسط المتغير.. افتراضان خاطئان لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr استضاف مركز ذا ناشيونال إنتريست حلقة نقاشية حول دور أمريكا في الشرق الأوسط المتغير، شارك فيها كلا من: (1) ستيفن كوك مؤلف كتاب “الفجر الكاذب: الاحتجاج والديمقراطية والعنف في الشرق الأوسط الجديد”، (2) إني إنريكو ماتي الزميل البارز في دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، (3) بول بيلار الزميل غير المقيم في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون وهو ضابط سابق في المخابرات الأمريكية. أدار النقاش جيوفري كيمب، مدير برنامج الأمن الإقليمي في المركز، والذي عمل سابقا في البيت الأبيض تحت إدارة ريجان كمساعد خاص للرئيس لشؤون الأمن القومي وكبير مديري شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي. محدودية التأثير الأمريكي اتفق اثنان من الخبراء البارزين المشاركين في النقاش على أن الولايات المتحدة لديها قدرة محدودة على تشكيل الشرق الأوسط؛ لعدة أسباب أبرزها: تعقيد المنطقة، والمؤسسات السياسية التي غالبا ما تعكس توجهات استبدادية، والأعراف الثقافية التي حالت حتى الآن دون قبول واسع للقيم الليبرالية ومبادئ الحكم الفعال. خلُصَ الخبيران إلى وجود سوء فهم يتعلق بقدرة الولايات المتحدة على التأثير في المنطقة، وحاججوا بأن إعادة تركيز السياسة الأمريكية أمر ضروري لحماية المصالح الحيوية، خاصة المتعلقة بالتدفق المستقر للطاقة من المنطقة. أكد “كوك” أن السياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الاوسط تعتمد على افتراضين خاطئين: الافتراض الخاطئ الأول أولا؛ الاعتقاد الخاطئ بأن انتفاضات الربيع العربي في الشرق الأوسط من شأنها أن تؤدي إلى انتقال واسع ومستدام إلى دول ديمقراطية مستقرة نسبيا. في الثمانينيات والتسعينيات، كان العديد من الأكاديميين وصناع السياسات الأمريكيين يعتقدون أن “براعم” الديمقراطية بدأت تتجذر في دول مثل مصر والجزائر والأردن. لكن بعد سنوات، عندما أصبح واضحا أن هذه التوجهات الديمقراطية لم تحدث، توجه التركيز إلى رسوخ الاستبداد في مجتمعات الشرق الأوسط باعتباره العقبة الرئيسية أمام التحول الديمقراطي. هذا الافتراض بأن الديمقراطية سوف تسود بسرعة، كان يقوم على ثلاث أفكار جوفاء: (1) أن الولايات المتحدة يمكن أن تُسَهِّل انتقال المنطقة إلى الديمقراطية من خلال الوسائل السياسية أو الاقتصادية، (2) أن الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن تقود دول الشرق الأوسط بعيدا عن المساعي غير المنتجة، وتوجهها بدلا من ذلك صوب المساعي الجيدة والمنتجة، (3) أن الشرق الأوسط يحتاج إلى خطة مارشال خاصة لإعادة بناء المنطقة وتسهيل الديمقراطية. لكن التجربة الأمريكية في السنوات الأخيرة قوضت هذه الحجج؛ من خلال إظهار أن الديمقراطية لا يمكن فرضها قسرًا على المنطقة، وأن الضغط الدبلوماسي لم يكن له تأثير يذكر، وأن المساعدة المالية والإنمائية لم تغير الديناميكيات الكامنة. يوضح “كوك” كيف فشلت معظم التحولات الديمقراطية، وبالتالي يجب على الولايات المتحدة أن تخفض سقف توقعاتها في منطقة مثل الشرق الأوسط. الافتراض الخاطئ الثاني ثانيًا؛ الافتراض السيئ الآخر المتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية هو: أن الأحداث التي شهدتها المنطقة كانت نتيجة نفوذ الولايات المتحدة وليس الديناميكيات الداخلية التي لا علاقة لها بالجهود الأمريكية أو مصالح الولايات المتحدة. بيدَ أن دور الولايات المتحدة في الربيع العربي كان محدودًا. يشير كوك إلى أن المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط تتلخص في: ضمان استقرار إنتاج الطاقة ووصولها إلى الولايات المتحدة وأمن اسرائيل واستمرار “الهيمنة” الأمريكية ومنع الدول الاخرى من بسط هيمنتها ومكافحة الإرهاب وجهود نزع أسلحة الدمار الشامل. ويتفق الباحث من حيث المبدأ مع رغبة إدارة ترامب فى التركيز على المصالح الأمريكية الحيوية بدلا من هيكل حكومات الشرق الأوسط والحكم الرشيد وحقوق الإنسان والقيم الليبرالية، نظرا لأن الولايات المتحدة سبق أن حاولت تغيير الهيكل السياسي الداخلي في مصر وليبيا والعراق وتركيا لكنها فشلت. ومن ثم، يتعين على واشنطن توقع أن يكون الشرق الأوسط أكثر استبدادا واضطرابا، وأن تتدخل فقط عندما تكون المصالح الحيوية الأمريكية في خطر.