الرئيسية في العمق رؤية ترامب لـ”الناتو العربي”.. سرابٌ يحسبه الخائف أمنًا

رؤية ترامب لـ”الناتو العربي”.. سرابٌ يحسبه الخائف أمنًا

2 second read
0

كانت زيارة “ترامب” فرصة نادرة للمملكة العربية السعودية كي تطور خطة التأمين الخاصة بآل سعود، في أعقاب تقارب أوباما الاستراتيجي مع إيران.

خاصة وأن هذا التقارب حصل بينما كانت القشعريرة لم تغادر أجساد ملوك المنطقة والمستبدين الذي ظلوا على قيد الحياة بسبب انتفاضات الربيع العربي.

لكن الرئيس الأمريكي في طريقه لاكتشافٍ مروِّع: أن الناتو العربي ليس أكثر من سراب في الصحراء، على حد وصف ريفا جوچون، نائب رئيس قسم التحليلات العالمية في ستراتفور.

وحتى بمشاركة العديد من القوى العربية السنية- في المنطقة خوفا من التوسع الإيراني والاندثار الاقتصادي والإطاحة بالأنظمة- فإن انقساماتها العميقة ذات الجذور الجيوسياسية ستحرم السعودية ورعاياها الأمريكيين من الحصول على تحالف أمني قويّ.

امتداد لسياسة أوباما الخارجية

الاستراتيجية الأوسع نطاقا التي تنتهجها الولايات المتحدة الآن، في محاولةٍ لتقليص الأعباء الخارجية عن طريق تشجيع الشركاء الإقليميين على تكثيف جهودهم وبذل المزيد، هي في الواقع امتداد لسياسة أوباما الخارجية.

لكن “ترامب” يستخدم وسائل مختلفة تماما لتحقيق الهدف ذاته: معاتبة الشركاء الأوروبيين بموازاة الثناء بسخاء على الزعماء العرب والتعامل بلامبالاة مع الحلفاء في آسيا والمحيط الهادئ؛ هي طريقته الغريبة التي تهدف إلى تحفيز بقية العالم إلى العمل.

توازن القوى في الشرق الأوسط

في حالة الشرق الأوسط، على وجه الخصوص، تبنى ترامب مفهوم الناتو العربي- تحت قيادة المملكة العربية السعودية وبتجهيزات عسكرية أمريكية- لمساعدة الولايات المتحدة على تحييد التهديدات الإرهابية والرد على إيران.

وعلى الرغم من أن ميل الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى المعسكر السني يبدو مختلفًا للوهلة الأولى، إلا أن هذه المقاربة لا تزال تتماشى مع نهجِ توازنِ القوى في الشرق الأوسط الذي اتبعه الرئيس جورج دبليو بوش عندما أطاح بالرئيس العراقى صدام حسين، وفتح بوابة عربية أمام إيران لنشر نفوذها في العراق ذي الأغلبية الشيعية.

كما كانت سنوات أوباما مليئة بالجهود الرامية لحل مشكلة إيران دون خوض حرب مزعزعة للاستقرار في الخليج. ومع التوصل إلى اتفاق نووي فعال، وإن كان ناقصا، تمكنت الولايات المتحدة من خفض مستوى الأزمة الذي تمثله إيران حتى تتمكن من التركيز على أولويات السياسة الخارجية الملحة الأخرى.

في ظل هذا الإرث من السياسة الخارجية، يمتلك ترامب مجالا أكبر لدعم المعسكر السني من أجل كبح جماح إيران. صحيحٌ أن العقوبات لم تعد تكبل طهران، لكن الجمهورية الإسلامية تواجه منافسة إقليمية أكبر بكثير.

لماذا الوحدة السنية مجرد خرافة؟

هذه الرؤية التي قدمتها ريفا جوچون في الواقع ليست جديدة، بل سبق لـ كامران بخاري وروبن بلاكبيرن أن قدما شبيهًا لها في أواخر عام 2015 حين خلُصا إلى أن “الوحدة السنية مجرد خرافة”.

وفي حين أن الدول العربية تعتمد على الرياض لقيادة التحالف، فإنها لا تشعر بالارتياح حيال إخضاع سيادتها الوطنية إلى مؤسسة فوق وطنية تهيمن عليها المملكة العربية السعودية.

هذه الدول لديها أولويات مختلفة، وتواجه تحديات مختلفة؛ وبالتالي فلابد وأن تحدث خلافات بينها، فضلا عن شعورها بالقلق من الانتقال السياسي غير السلس في المملكة.

هنا تكمن المعضلة الاستراتيجية: يحتاج العالم العربي إلى السعودية، لكنه يخشى هيمنتها. علاوة على ذلك، فإن طبيعة الدولة السعودية يعيق قدرة الرياض على القيام بمتطلبات القيادة. ذلك أن نظامها الملكي يعتمد على “السلفية”، في إطار ترتيبٍ فريد لا ينطبق على دول أخرى، مثل، مصر، أو حتى على أنظمة ملكية أخرى، مثل: الإمارات العربية المتحدة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …