في العمق رغم الفاتورة الباهظة.. ما هو السر وراء استمرار الدعم الشعبي الإيراني للتدخل العسكري في سوريا؟ (1/2) لـ العالم بالعربية منشور في 1 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr بلغ عدد القتلى في صفوف القوات الإيرانية في الحرب السورية 2100 قتيلا، حسبما أعلن رئيس مؤسسة الشهداء قبل بضعة أشهر. لكن على الرغم من ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين خلال عامَيْ 2015 و2016، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الدعم الشعبي الإيراني للتدخل العسكري لا يزال قويًا. فما الذي يفسر هذه المفارقة؟ خلُصَ الباحث بيمان أسادزاد في مقالٍ نشرته صحيفة واشنطن بوست إلى أن: الدوافع الدينية والحسابات الاستراتيجية والاستخدام الفعال لنشر القوات؛ أقنعت أغلبية الإيرانيين بالحاجة إلى مشاركتهم في الصراع السوري. من هم الإيرانيون الذين يقاتلون في سوريا؟ منذ بداية الحرب في سوريا عام 2012، كان لإيران وجود متزايد في البلاد. وتشير البيانات التي جمعها أسادزاد من المصادر الفارسية على الإنترنت إلى مقتل ما لا يقل عن 349 مواطنا إيرانيا- يشار إليهم عادة بالشهداء في هذه السياقات- في سوريا وعدد أقل في العراق خلال السنوات الخمس الماضية. تغطي هذه البيانات فترة أطول (يناير 2012 إلى يوليو 2017) من التقديرات والتقارير الأخرى، وتُظهِر عددا أكبر من الوفيات وتوفر معلومات أكثر تفصيلا عن الخصائص الاجتماعية والمهنية للقتلى. المعلومات المستقاة من إعلانات النعي وسير الشهداء والمقابلات مع أسرهم توفر نظرة ثاقبة ومفيدة على مسألة التدخل الإيراني في سوريا. قوات الحرس الثورى، التى تأسست بعد ثورة 1979 لحماية الجمهورية الإسلامية من التهديدات الداخلية والخارجية، هى المنسق الرئيس للقوات التى أرسلت إلى سوريا. تشكل هذه المجموعة 81 في المئة من الوفيات في صفوف الإيرانيين الناشطين في سوريا، كما يبين الشكل (1). أما الوفيات المتبقية فمن نصيب الجيش والمتطوعين. معظم المتطوعين ينتمون لقوة الباسيج، وهي منظمة شبه عسكرية تعمل تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني. وهؤلاء المتطوعون قادمون من مجموعة واسعة من المهن، بما في ذلك: عامل في ورشة خراطة وآخر في مقهى وثالث عامل ورابع مدرب في فنون الدفاع عن النفس وخامس معلم وسادس رجل دين وسابع طالب وثامن موظف عام، إلخ. لمزيد من المعلومات حول هذه الإصابات، حدد الباحثت التوزيع الجغرافي للوفيات الإيرانية في سوريا. ويبين الشكل (2) تطور مشاركة إيران في النزاع من عام 2012 إلى عام 2017. وفي حين ظل معدل الإصابات منخفضا من عام 2012 إلى عام 2014، فقد ارتفع هذا المعدل في عامي 2015 و2016 عندما شنت الحكومة السورية سلسلة من الهجمات لاستعادة حلب. وتشمل وفيات الحرس الثوري الإيراني 39 جنرالا. بالإضافة إلى التدخل العسكري، ساعدت إيران الحكومة السورية في الحصول على خطوط ائتمان حتى في الوقت الذي عانت فيه من عقوبات مالية وركود اقتصادي. ما الذي يؤثر على الرأي العام في الحرب؟ تشير الأدبيات الراسخة حول الرأي العام والحرب إلى أن الجمهور عموما ينفر من أخبار الإصابات. وتشير الدراسات الاستقصائية حول المواقف الشعبية تجاه حرب العراق إلى أن التأييد العام الأمريكي للحرب انخفض بسبب ارتفاع عدد الإصابات في أوساط الجنود الأمريكيين. بيد أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الجمهور قد يتسامح مع هذه الإصابات إذا كانت هناك مبررات معقولة وتوقعات بنجاح العمليات العسكرية. واستطلاعات الرأي العام الإيراني تجاه تدخل طهران في الحرب السورية تدعم الحجة الأخيرة. حيث تُظهِر ثلاثة استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا أنه على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات في عامي 2015 و2016، ظل الدعم للتدخل في سوريا مرتفعا باستمرار بين الجمهور الإيراني.