في العمق زيارة إلى أرض الانقلابات لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr لم تسمى تايلاند “أرض الانقلابات” من فراغ؛ بل استحقت اللقب بجدارة لمَّا شهدت 19 محاولة انقلاب خلال القرن الماضي فقط، لتتبوأ مرتبةً لم يسبقها إليها بلد آخر حول العالم. حين تتبع نيك روبنز-إيرلي في هافنجتون بوست العوامل التي أسهمت في هذا القدر الهائل من الاضطرابات وجد ما يلي: سوابق مخيفة يقول ماكس فيشر في مجلة فوكس: يرى بعض المتخصصين في شؤون تايلند أن الجزء الأول من الانقلابات خلق “ثقافة انقلابية” حتى أضحى من المقبول أن يقوم الجيش بإسقاط الحكومة. هذا ربما يفسر جزئيا لماذا كان رد فعل الجمهور هادئًا إلى حد ما عقب محاولات الانقلاب الأخيرة. مؤشرات هائلة في دراسة استقصائية سنوية للبلدان الأكثر عرضة للانقلابات، وضع جاي أولفيلدر، وهو خبير في الدول الفاشلة، تايلاند في المراكز العشرة الأولى عام 2014. كان استنتاجه يستند إلى عدد من المتغيرات المعقدة ومجموعة من البيانات تشمل المنطقة الجغرافية والاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي. تكرار محير أحد الأسباب المحتملة وراء هذا التكرار المُحَيِّر هو أن انقلابات تايلاند تمخضت عن تنازلت الحكومة في نهاية المطاف عن السيطرة إلى حكومة مدنية، على عكس بلدان مثل مصر حيث أعقب الانقلابات حكما عسكريًا دام لفترة طويلة. كلما كان القادة المدنيون يفشلون في قمع الاضطرابات الوطنية، كان الجيش يتدخل مرارا وتكرارا لتكميم الحريات والتضييق على المعارضة فضلا عن الإطاحة بالقيادة الحكومية. الانقلاب يولّد الانقلاب طيلة هذه الفترة من الانقلابات، كان الملك يتصرف باعتباره قوة استقرار. وكان مجرد وجوده على العرش لعقود طويلة يمنح إحساسا بالاستمرارية والاستقرار حتى في الوقت الذي يطيح فيه الجيش بالحكومة المنتخبة. هناك تفسير آخر هو أن الانقلابات تولد المزيد من الانقلابات، كما يمكن إلقاء اللوم على الانقسامات السياسية والهيكل الحكومي والعوامل الاقتصادية. أما الأكثر احتمالا فهو مزيج من كل هذه العوامل، وغيرها الكثير. كيف تنجو من 10 انقلابات؟ ولمّا تمكَّن ملك تايلاند بوميبول أدولياديج من البقاء على عرش أحد أكثر البلدان عرضة للانقلابات في العالم لفترة ناهزت 70 عاما، استحق أن تدرس كاثي جيلسينان تجربته وتخصص لها دورية ذي أتلانتك مساحة قبل أشهر من وفاته لاستكشاف كيف استطاع النجاة. شهدت تايلاند 10 محاولات انقلاب منذ صعد بوميبول إلى العرش عقب العثور على شقيقه، الملك السابق، ميتًا برصاصة في رأسه عام 1946. منذ ذلك الحين استطاع الملك إبقاء هذا البلد- الذي يعاني من انقسامات سياسية عميقة- موحدًا. فكيف فعلها؟ شعبية الملك في جزء من المشهد، تبرز شعبية حقيقية. يقول بول هاندلي، وهو صحفي يعمل مراسلًا من تايلاند منذ 13 عاما، وكتب السيرة ذاتية عن الملك في عام 2006: “لقد أظهر نفسه بالفعل كرجل من الشعب”. أدرجته فوربس على رأس قائمة أغنى ملوك العالم، بثروة تبلغ قيمتها نحو 30 مليار دولار في عام 2011، ورغم ذلك قدّم نفسه كصديق لفقراء تايلند، مستعينًا بجهود مدروسة بشكل جيد لتحسين التنمية الريفية والرعاية الصحية والتعليم. يضيف هاندلي: مزيج من التفاني الأصيل وإدارة الصورة باحترافية ساعد في بناء سمعة قوية للملك على مدى عقود من الزمن. حماية الذات الملكية لكن الأمور لم تكن بهذه البساطة، ومن المستحيل أصلا معرفة مدى شعبية الملك أو مدى عدم شعبيته بدقة؛ حيث تُجَرِّم تايلند سوء معاملة الأسرة المالكة، مما يعني أن وجود استفتاء موثوق به غير وارد. وينص القانون على عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما لكل من “يشوه أو يهين أو يهدد الملك أو الملكة أو الوريث أو الوصي”. ولا غروَ، فالقانون ينفذه مجلس عسكري تولى السلطة عقب انقلاب بهدف قمع المعارضة وإظهار ولاء الجيش للملك. لكن بينما قد يساعد القانون على حماية صورة الملك ويعزز شعبيته، إلا أنه في المقابل لا يوفر سوى نافذة غير كاملة على المشاعر المعادية للملك في أنحاء المملكة. بل كما لاحظ ستريكفوس، فإن “شعبية الملك الشخصية لا تترجم بالضرورة إلى شرعية تُمنَح للمؤسسة”. أي أن ولاء كثيرين للعرش قد لا يمتد إلى ما هو أبعد من الملك بوميبول، ليشمل وريثه الحالي.