شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي مضى عامٌ على تولي نيكولا ساركوزي رئاسة فرنسا، فكيف كانت ذكراه السنوية الأولى؟ وهل أوفى بوعوده الإصلاحية التي قطعها على نفسه بُعيد انتخابه رئيسًا لبلاد النور؟ وهل يُعتبر ساركوزي فعلاً الشخص الأقدر على قيادة هذه السفينة، أم أفضل من يُغرقها؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، تعليقًا على استطلاع للرأي حول شعبية ساركوزي. هذا الاستطلاع أظهر أن غالبية الفرنسيين يرون أن “عام ساركوزي الأول كرئيس للبلاد كان فاشلاً”. وترى الجارديان أن نيكولا ساركوزي، المُحاصر في قصر الإليزيه، يبحث عن مخرجٍ من أزمته الحالية، ويأمل في أن يساعده ظهوره التليفزيوني هذا الأسبوع على استعادة ولو القليل من شعبيته التي تدهورت لأدنى مستوياتها منذ توليه منصب رئيس فرنسا. هذه الذكرى السنوية لدخول ساركوزي قصر الأليزيه أفسدتها الاشتباكات الحكومية، والتغيير في التوجهات السياسية، بالإضافة إلى النسب المتدنية التي حصل عليها ساركوزي في استطلاعات الرأي حول شعبيته، وهو الأمر الذي ترك العامة في تشويش بسبب ما أطلق عليه النقاد مصطلح (إصلاحات ساركوزي المرتبكة). الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “ديلي ليبراسيون” الفرنسية كشف عن وجود 59% من الفرنسيين يرون أن ساركوزي فشل في عامه الأول. أعقب ذلك استطلاع آخر أجرته صحيفة “جورنال دو ديمانش” أظهر أن ساركوزي قد حطم الرقم القياسي في تدني شعبية الرؤساء الفرنسيين على مستوى الخمسين عامًا الماضية، فيما يشعر 79% أنه لم يُنجِز شيئًا لتحسين أوضاع البلاد والعباد. وقد اعتبرت الصحيفة هذه النتيجة بمثابة الصدمة الكبرى لساركوزي، الذي كان يعتبر نفسه الشخص الوحيد القادر على القيام بإصلاحات جذرية في المجتمع الفرنسي، واستعادة مكانة بلاده المفقودة. لقد أعلن ساركوزي الحرب على جبهات متعددة خلال الشهور الإحدى عشرة الماضية، متعهدًا بإصلاح النظام القضائي، والتعليم، والصحة، والبطالة، والقطاع العام، لكن يبدو أن الخرق قد اتسع على الراقع، وأضحى ساركوزي كالمُنبتّ، لا إصلاحًا فعل، ولا شعبية أبقى. ليس هذا وفقط، بل وما زالت اتهامات منتقديه، بأنه أحدث فوضى في البلاد، تلاحقه. وفي هذا السياق يقول عمدة باريس “برتران ديلانو: “ما يجري الآن هو ارتباك دائم، ورِدة عن وعود براقة”. فيما حذر وزراء من الحزب الذي ينتمي إليه ساركوزي من أن العامة لم يعودوا مقتنعين بوعود الإصلاح، خاصة بعد تدهور مستوياتهم المعيشية. فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن معنوياتهم في عهد ساركوزي في أقل مستوياتها منذ عشرين عامًا، وأن غلاء الأسعار هو الأعلى منذ تسعينيات القرن الماضي. ونقلت الصحيفة عن “دومينيك بييه”، مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قوله: “سيستغل الرئيس اللقاء التليفزيوني الذي سيعقد معه لمدة 90 دقيقة لشرح الخطوط العريضة لإصلاحاته، مثل: السجون العامة، والعناية الصحية وغيرهما” مضيفًا، وكأنه يلقي باللائمة على الشعب الفرنسي: “إن الفرنسيين يحبون التغيير ما لم يمسهم شخصيًا”، لكن صحيفة ليبراسيون كان لها رأي آخر حين قالت: “الفرنسيون لا ينفرون من التغيير، لكنهم يريدون خارطة طريقٍ واضحة لتنفيذه”.