في العمق ستراتفور: الصومال هي الفائز الأكبر من المنافسة بين تركيا والإمارات لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr * نقاط رئيسية: – ستكون قاعدة الصومال ثانى منشأة عسكرية تركية في الخارج، لكنها ستركز بشكل أكبر على مساعدة الصومال بدلا من استعراض القدرات العسكرية التركية. – بينما توسع تركيا وجودها الجيوسياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، فإن عملية نشر القوة بكفاءة تامة من خلال الجيش ستكون جزءا رئيسيا من هذا النمو. – تنمية القدرات العسكرية في الخارج ستقود تركيا إلى دخول حلبة المنافسة مع دول أخرى، مثل الإمارات العربية المتحدة، شرعت في مسار مماثل. قاعدة تركية مع وجود منشأة عسكرية جديدة فى الصومال، تعزز تركيا علاقاتها مع الدولة الواقعة فى شرق إفريقيا، بينما توسع نطاقها كقوة إقليمية. يتوقع أن تصل القوات التركية إلى المنشأة، الذى استغرق بناؤها حوالى عامين، فى وقت ما من هذا الشهر. وهو ما يأتي بعد وقت قصير من نشر القوات التركية إلى قاعدة أكبر في قطر. صحيحٌ أن أنقرة تتولى تشغيل منشآت عسكرية فى شمالى العراق، لكن القاعدتين القطرية والصومالية تتميز بكونهما أول منشآتين عسكريتين تستضيفهما دولتين متحالفتين مع أنقرة. وبما أن تركيا تسعى إلى تحقيق مصالحها في جميع أنحاء المنطقة، فإن المطاف سينتهي بها ولا شك في مواجهة مع بلدان متقاربة التفكير، مثل الإمارات العربية المتحدة. وخلافا للقاعدة التي تستضيفها قطر، ستعمل المنشأة الموجودة في مقديشو أساسا لأغراض التدريب العسكري بشكل عام، وتدريب الجنود الصوماليين بصفة خاصة. ولا تشمل الخطط الحالية نشر وحدة تركية قادرة على القيام بعمليات عسكرية. وبدلا من ذلك، سيقوم حوالى 200 جندى تركى بتدريب ما يصل إلى 10 آلاف جندى من الجيش الوطنى الصومالي. لكن العلاقة القائمة منذ فترة طويلة بين أنقرة ومقديشو لا تستند فقط إلى الأعمال الخيِّرة التي تقوم بها تركيا. حيث منحت منظمات الإغاثة التركية، والمستشفى التركي في مقديشو، وفرص التعليم للمدنيين الصوماليين، مكانا بارزا لتركيا في الصومال. لكن العلاقة بين تركيا والصومال ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح الاقتصادية للشركات التركية التي تسعى إلى تطوير وإدارة البنية التحتية في الصومال. على سبيل المثال، تدير شركة البيرق التركية ميناء مقديشو، وقدمت الشركات التركية عطاءات للقيام بالشيء ذاته في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية. اهتمام إماراتي غير أن تركيا ليست البلد الوحيد الذي يتطلع إلى بناء هذا النوع من العلاقات مع الصومال. وما فتئت الإمارات العربية المتحدة تتبع المسار ذاته لعقود. وتدرك كلًا من تركيا والإمارات أن الصومال يجلس على بعض ممرات الشحن الرئيسية في العالم، ويدركان وجود فرص لبناء الموانئ البحرية وغيرها من هياكل النقل الأساسية. هذه العوامل، فضلا عن حاجة الحكومة الصومالية إلى المساعدة الخارجية، تجعل مقديشو هدفا منطقيا للتنمية يثير لعاب دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا. على سبيل المثال، تدير شركة SKA Air & Logistics الإماراتية مطار مقديشو، وتنافست الشركات الإماراتية على تطوير ميناء ومطار في كيسمايو. بل في الواقع، سبقت دولة الإمارات تركيا في الصومال، حيث كانت تشغل مركز تدريب عسكري في مقديشو منذ عام 2015. وتعتبر القوات الصومالية التي دربتها دولة الإمارات من أكثر القوات موثوقية وأفضلها تدريبًا في الجيش الوطني الصومالي النظامي، وهذا هو السبب في تكليفها بحفظ الأمن في مدينة مقديشو قبل عدة أشهر. بطبيعة الحال، لا تقتصر المنافسة بين تركيا والإمارات العربية المتحدة على الصومال. حيث أن نشر حوالى 250 جنديا تركيا و30 عربة مدرعة ومدفعية إلى قطر يلعب دورًا فى الأزمة الإقليمية التى تشمل مجلس التعاون الخليجى. وقد دعمت تركيا، التي تنافس دول الخليج على موقع الهيمنة في المنطقة، قطر ليس فقط بالانتشار العسكري، بل أيضا من خلال الدعم الاقتصادي خلال الحظر التجاري الذي فرضه بعض أعضاء مجلس التعاون. ولا يزال الانتشار التركى فى قطر عند مرحلة مبكرة، بيد أن بعض المسئولين الأتراك اقترحوا أن يصل عدد القوات إلى ثلاثة آلاف جندى، إلى جانب الطائرات المقاتلة والسفن البحرية. وإذا حدث ذلك، ستتمتع تركيا بقدرة قتالية جديرة بالملاحظة في منطقة الخليج. الطموحات الإماراتية على الجانب الآخر من المملكة العربية السعودية، بدأت الإمارات العربية المتحدة في بناء عدة قواعد عسكرية دائمة بالقرب من مضيق باب المندب خلال العام الماضي. وكان الصراع في اليمن محفزا هاما لهذه الجهود، على الرغم من أن عدد القواعد وطبيعتها الدائمة تشير إلى أن الإمارات العربية المتحدة أكثر تركيزا على موقفها الجيوسياسي على المدى الطويل من اهتمامها بالقيام بعملية عسكرية قصيرة الأجل. علاوة على ذلك، تدير دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل قاعدة في إريتريا، تعمل كمركز لوجستي للقوات البرية في اليمن، على الرغم من أن المنشأة تستضيف أيضا طائرات وسوف تستقبل قريبا سفنًا بحرية. وقد لوحظ أن الإمارات العربية المتحدة تشيد مرافق مماثلة في جزيرة بريم في مضيق باب المندب ذاته، وهناك خطط لإقامة قاعدة في بربرة، صوماليلاند. ومن شأن هذه المواقع مجتمعة أن تمنح الإمارات العربية المتحدة ثلاث قواعد عسكرية كاملة في مضيق باب المندب أو بالقرب منه، مع توفير إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر وخليج عدن. وسيكمل مركز التدريب الإماراتي في مقديشو هذه المواقع، حتى لو لم يكن يتمتع بالقدرات العسكرية ذاتها. ومع تطوير تركيا والإمارات العربية المتحدة علاقاتهما العسكرية والاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، من المرجح أن تزيد منافساتهما العسكرية والاقتصادية. غير أن الوجود التركي في مقديشو سيعزز على المدى القصير استقرار الصومال وقوات الأمن التي ساعدت الإمارات العربية المتحدة على بنائها.