شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي يمكننا تأكيد تسارُع وتيرة الانتشار العسكري الروسي في قاعدة مطار باسل الأسد الجوية في اللاذقية. بعدما أظهرت الصور السابقة- التي التُقِطَت للمطار يوم 4 سبتمبر- تنفيذ أعمال هندسية كبيرة، تكشف صورة جديدة- التُقِطَت يوم 15 سبتمبر وزودنا بها شركاؤنا في AllSource Analysis- إنجاز العديد من الساحات الخرسانية التي كانت سابقًا قيد الإنشاء. وبالإضافة إلى وصول كميات كبيرة من المعدات العسكرية الروسية إلى أرض المطار، يظهر تواجد فرقة روسية بحجم كتيبة داخل القاعدة، إلى جانب دعم مدفعي ومروحي. أيضًا يبدو بشكل واضح تواجد طائرات نقل روسية كبيرة على المدرج والساحات المتاخمة. الأكثر لفتا للانتباه هو وجود أربع طائرات هليكوبتر عسكرية، لم تكن الدوارات مثبتة عليها في الصور؛ ما يشير إلى أنها سُلِّمَت مؤخرًا (تُشحَن المروحيات غالبا لمسافات طويلة على متن طائرات النقل، مع إزالة الدوارات لتقليل المساحة). ويدل شكل هياكل الطائرات المروحية، إلى جانب تصريحات مصادر استخباراتية أمريكية مجهولة، على وجود طائرتي هليكوبتر هجوميتين من طراز Mi-24 Hind، وطائرتي نقل هليكوبتر من طراز Mi-17 Hip. هذه الطائرات ذات الأجنحة الدوارة يمكن أن تقدم دعما جويا بقدرة محدودة؛ إما بالقيام بدور هجومي، أو توفير حماية عُلوية وإنذار مبكر للمواقع الروسية في المطار. علاوة على ذلك، تمكنها القدرة على النقل من العمل كمنصات اتصال داخل البلاد، ونقل الضباط والمستشارين الروس إلى مختلف أنحاء سوريا بسرعة نسبية. وإذا كانت روسيا لا تزال تدرس نشر طائرات مقاتلة؛ فإن نشر هذه المروحيات سوف يشكل أساسا مبدئيًا للقدرة على البحث عن الطيارين الروس، الذين قد يتم إسقاطهم، وإنقاذهم. أحد العناصر المذهلة الأخرى التي كشفت عنها الصورة هو وجود عتاد يشير إلى تواجد وحدة مشاة ميكانيكا روسية كبيرة على الأرض. كما يظهر بوضوح العديد من خطوط الضوء، وناقلات جنود مدرعة من طراز BTR، إلى جانب طابور مما يبدو دبابات قتال رئيسية من طراز T-90. ورغم ضخامة هذا التواجد، إلا أنه في الواقع يقع بعيدا عن خط المواجهة، وبالقرب من بنية تحتية قيِّمة؛ ما يشير إلى نمط ارتكازي، وليس قوة انتشار تكتيكية مباشرة. وبالنظر إلى عدد المعدات وحجمها، يُرَجَّح أنها وصلت عبر جسر جوي أنشأه الروس في القاعدة. ولأنه لوحظ إبحار عدد كبير من السفن الروسية بين البحر الأسود وموانئ اللاذقية وطرطوس في سوريا؛ فمن المرجح أن يكون كثير من هذه الأدوات نُقِل عن طريق البحر. ويدل تمركز المعدات الروسية في قاعدة باسل الأسد الجوية إلى نية محتملة لإنشاء قاعدة عمليات روسية فعلية متقدمة في هذا الموقع. بعيدا عن المدرج، تظهر بوضوح بطارية مدفعية. هذه الوحدة، على عكس المركبات الروسية الأخرى، لا تتوقف ببساطة في منطقة التجمع. بل تم نشرها بالفعل في موقع تكتيكي؛ ما يشير إلى أن المدفعية سوف تُستَخدم لحماية القاعدة الجوية. لكن أثناء إنشاء قاعدة العمليات المتقدمة، تصبح أي مدافع عرضة للهجوم الناري المباشر (باستخدام الهاون أو المدفعية) من القوى المعادية، والتي هي المتمردين في هذه الحالة. مثل هذا الهجوم سوف يستهدف إلحاق خساشر بشرية أو تدمير معدات، لكن بإمكانه أيضا عرقلة عمل القاعدة الجوية إذا تضرر المدرج. لكن بنشر بطارية المدفعية؛ يصبح بإمكان القوات الروسية الدفاع عن القاعدة، ويمنحها القدرة على القيام بمهام المكافحة للحد من الآثار الممكنة للهجوم غير المباشر الذي قد يشنه العدو. والآن، بعد أن حدد ستراتفور هياكل القوة الرئيسية في القاعدة الجوية قرب اللاذقية، فإننا نراقب عن كثب الحشود العسكرية المستمرة. حيث يمكن أن تكون روسيا في وضع ارتكاز، في محاولة لاتخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كانت ستنشر طائرات مقاتلة في القاعدة، أو ستنشر قوات أولية لتقييم الوضع على الأرض قبل المضي قدما. وفي كلتا الحالتين، خلال هذه المرحلة، سيكون معدل الانتشار ذي مغزى بالفعل. ذلك أن كلا من الطريق البحري والجسر الجوي يوفر لروسيا قناة تواصل دائمة بلا انقطاع مع سوريا. وهو ما يمكن أن يكون محاولة لإمداد قوات دمشق ضد كافة الأعداء، أو لتمكين موسكو من إدخال فرقتها الخاصة. ورغم وجود بصمة كبيرة على الأرض، لا تزال هناك مخاطر كبيرة تواجه الروس. والولايات المتحدة وتركيا ليستا فقط من تشعران بالقلق إزاء تدخل الطائرات الروسية في المجال الجوي السوري، لكن هناك أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سعى خلال لقائه بالرئيس الروسي مؤخرًا إلى عقد تفاهم بشأن حدود الأنشطة الروسية في محاولة لتجنب التداخل مع عمليات المراقبة الإسرائيلية لنشاط حزب الله. وهكذا أصبح لدى موسكو الآن وسائل لزرع نفسها في المنطقة، لكن يبقى السؤال: إلى أي مدى سوف تذهب روسيا؟ شؤون خليجية