الرئيسية في العمق صراع العروش: النسخة السعودية (2).. التنافس على قيادة الشرق الأوسط

صراع العروش: النسخة السعودية (2).. التنافس على قيادة الشرق الأوسط

2 second read
0

ربما يكون تزامُن توقيت الهجوم الصاروخي اليمني على الرياض مع حملة الاعتقالات السعودية مصادفة حسبما ترجح الباحثة دانييل بليتكا، نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز.

لكنها تنصح بالنظر إلى الحادث باعتباره مؤشرًا على أن إيران- التي تسلح المتمردين الحوثيين الذين يقودون اليمن حاليا- مستعدة لتوسيع الصراع وتسليح وكلائها بأسلحة قوية.

مستنقع عسكري لا “عاصفة حزم”

يتفق بروس ريدل، مدير مشروع الاستخبارات في بروكنجز، في أن الحادث ذاته يضيف المزيد من الحطب إلى النار: صاروخ باليستي أطلقه المتمردون الحوثيون الموالون لايران على مطار الرياض الدولي، وادعى السعوديون أنهم اعترضوه بصاروخ باتريوت أمريكي.

ليست هذه هي الصورة الكاملة، بل سبق أن تعهّد الحوثي بوضع جميع عواصم التحالف الذي تقوده السعودية في مرمى صواريخهم، ملوحًا بأصابع الوعيد ناحية أبو ظبي بأنها  قد تكون الهدف المقبل. ومع وجود الفنيين والخبراء الإيرانيين الذين يساعدون الحوثيين، يؤكد ريدل بأن هذا التهديد حقيقي وليس مجرد حربٍ كلامية.

ردا على هجمات الحوثيين، قصف سلاح الجو الملكي السعودي العاصمة اليمنية صنعاء بلا هوادة. بيدَ أن الحرب التي دامت 30 شهرًا، وتحمل توقيع سياسة محمد بن سلمان الخارجية، تبين أنها ليست سوى فخ للمملكة. بعدما وعد ولي العهد السعودي بأنها ستكون “عاصفة حزم”، كانت النتيجة: مستنقع وكارثة إنسانية كبرى. فضلا عن أن الحرب التي تتولى المملكة قيادتها تكلف مليارات لا يستطيع الاقتصاد السعودي تحملها.

مقامرة في لبنان

الأمير الشاب يصنع الكثير من الأعداء. ليس فقط داخل القطور الملكية، بل في الخارج أيضًا؛ إذ يتهم ريدل العاهل السعودي ونجله بتبني أكثر السياسات الطائفية شراسة في تاريخ المملكة الحديثة ضد الشيعة في الداخل والخارج. مستشهدًا بتشجيع رئيس الوزراء اللبناني سعيد الحريري على ترك منصبه، على ما يبدو أملا في عزل حزب الله، وإعلان السعوديين أنهم في حالة حرب مع الوكيل الإيراني، وهو تصرف يصفه الباحث بالمقامرة التي رجح أن ترتد لصالح الإيرانيين وحزب الله.

المعركة القادمة مع إيران

أما الشيء الكبير الذي يربط بين كل هذه التطورات من وجهة نظر تحليل معهد أميركان إنتربرايز فهو أن كل شيء يتعلق بإيران والمعركة القادمة.

هذا يعني أن أي شخص لديه أفكار أخرى حول كيفية تموضع السعودية في المنطقة (مثل: ولي العهد السابق محمد بن نايف)، وأي شخص لا يريد أن تقفز المملكة إلى القرن الحادي والعشرين (مثل: رجال الدين والمحافظين)، وأي شخص يعتقد بضرورة التوصل إلى تسويات مع إيران- كل هؤلاء- ينبغي أن يكون خارج اللعبة.

وحملة مكافحة الفساد، وما تلاها من عمليات تطهير، وإجبار الحريري على الاستقالة، وغيرها من التطورات التي تشهدها المملكة، تتناسب مع هذا السرد الشامل.

هل السعودية هي الحصان الأسود؟

لكن هناك مشكلة لا تزال قائمة:

– محمد بن سلمان شاب يبلغ من العمر 32 عاما، ولديه أفكار عديدة، كثير منها جيد، وكثير منها أقل جودة. لكنه أيضًا من وجهة نظر بليتكا: ساذج وصغير في السن ويتلقى تشجيعًا من إدارة ترامب.

– إيران قوة خطيرة في المنطقة، ومن مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها أن تتراجع هذه القوة. لكن التحليل يشكك في أن وضع السعودية على رأس القوة الضاربة هو الصواب، أو الإجراء الذي يرجح أن يؤدي إلى استراتيجية ناجحة.

– أما الفشل فستكون فاتورته باهظة جدًا.. وهذا شيء جدير بالنظر.

منطقة خطيرة تصبح أكثر تقلبًا

منذ أوائل الستينات، كانت السعودية أحد أكثر اللاعبين استقرارا وقابلية للتنبؤ في الشرق الأوسط. وبصرف النظر عن بعض التهديدات الإرهابية، التي عادة ما قضى عليها محمد بن نايف بسرعة، كانت المملكة واحة آمنة للسفر والاستثمار.

لكن يبدو أن كل ذلك أصبح محل شك، بحسب ريدل:

– تفتيت الأسرة الملكية هو نهج خطير.

– اعتقال وربما حتى قتل المعارضين السياسيين من غير المرجح أن يشجع المستثمرين.

– تأجيج العنف الطائفي يضيف المزيد من الوقود على نيران الاضطرابات.

النتيجة: منطقة خطرة تصبح أكثر تقلبا.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …