ترجمة: علاء البشبيشي

إذا لم تكن الولايات المتحدة رسميًا في حالة حربٍ، فلماذا يموت جنودها في مناطق الحرب؟

قُتِلَ جندي أمريكي في العراق، الأسبوع الماضي؛ نتيجة تدخل الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة. وهي الخسارة الأولى في صفوف الأمريكيين الذين يخدمون هناك منذ بدء الحرب ضد التنظيم، وأول حالة وفاة قتالية أمريكية في العراق منذ عام 2011. 

كانت قوات العمليات الخاصة الأمريكية- المتواجدة في العراق للقيام بما يصفه مسئولو البنتاجون بـالدور المساند- تشارك في عملية عراقية لتحرير رهائن عراقيين، من بينهم أفراد من قوات الأمن العراقية. وبعد تحرير أكثر من 70 رهينة، قُتِلَ الرقيب جوشوا ويلر، 39 عاما، بطلقٍ ناري.

أثارت وفاته سؤالا مفاده: كيف يمكن أن يموت أمريكيٌّ في ساحة القتال، في حين أن الولايات المتحدة- على الأقل وفقا للرئيس باراك أوباما- ليست في حالة حرب؟

من جانبه، قال وزير الدفاع آش كارتر يوم الجمعة: لدينا هذه القدرة.. هذه قوة أمريكية كبيرة”، مضيفًا: “يقوم الأمريكيون بمهام قتالية جوية، آلاف المهام القتالية، فوق الأراضي السورية والعراقية. هناك أمريكيون مشتركون في تدريب قوات الأمن العراقية وتقديم المشورة لهم في أنحاء البلاد. لكن ليس لدينا تشكيلات قتالية هناك مثلما كان الأمر ذات يومٍ في العراق، أو مثلما كنا طيلة سنوات في أفغانستان”.

وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون بيتر كوك يوم الخميس: “إن مهمتنا في العراق تتمثل في التدريب وتقديم المشورة والمساعدة. لكن هذا الظرف كان فريدًا من نوعه… كانت هذه المهمة تهدف لدعم ومساعدة حكومة إقليم كردستان. أما القوات الأمريكية فهي ليست في مهمة قتالية فعلية في العراق”.

لكن قبل مغادرة كارتر المنصة يوم الجمعة، أشار إلى أنه لا يمكن أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، قائلا:” “هذه أمور قتالية. والأمور معقدة”.

حقًا.

كانت قواعد مهمة تقديم المشورة والدعم تعني بقاء الأمريكيين في موقع مُغَطّى ومُختَفٍ، لكن عندما بدأ المقاتلون الذين كانوا يدعمونهم في إطلاق النار وتلقي الإصابات، تدخلوا. 

وهو ما أشار إليه المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن من بغداد، قائلا: “في خضم فوضى القتال، عندما ترى أصدقاءك يُضربون، فإنكَ تصبح تحت نوعٍ من الالتزام الأخلاقي”. مرة أخرى، القتال.

هذه الأحداث التي وقعت يوم الخميس سلطت الضوء العام على التعريفات الهلامية من قبيل “الحرب” و”القتال” التي يعمل الأميركيون بموجبها منذ فترة.. ليس فقط في العراق وسوريا. 

رسميا، انتهت العمليات القتالية في أفغانستان بحلول ديسمبر عام 2014. وفي مايو، قال أوباما: “بالنسبة لكثيرين منا، يمثل هذا اليوم التاريخي معنى خاص؛ فللمرة الأولى وصلت حربنا في أفغانستان إلى نهايتها. اليوم، ولأول مرة منذ 14 عاما، لا تخوض الولايات المتحدة حربا برية كبيرة”.

لكن حتى اليوم، تكبدت أمريكا 14 ضحية في أفغانستان منذ خطاب أوباما، من بينهم أربع وفيات قال عنهم البنتاجون إنهم “قتلوا أثناء الاشتباك”. 

وحتى لو كانت المهمة الرسمية للقوات الامريكية هي دعم القوات الأفغانية، فإن حياة الأميركيين على خط النار وفي مسرح القتال. 

قد لا تكون الأمة الأمريكية في حالة حربٍ اسميًا، وقد لا تكون قواتها جزءًا من عمليات قتالية برية واسعة النطاق. لكن الرجال والنساء الذين يخدمون في العراق وسوريا وأفغانستان هم في حالة حربٍ فعليّة، سواء كانت أمريكا في حالة حربٍ أم لا.

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم العالم بالعربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على الاقتصاد في المستقبل

يمكن للمؤسسات (الإعلامية والبحثية إلخ) الحصول على تقاريرنا حصريًا الآن. لمعرفة المزيد حول …

ترجمة: علاء البشبيشي

إذا لم تكن الولايات المتحدة رسميًا في حالة حربٍ، فلماذا يموت جنودها في مناطق الحرب؟

قُتِلَ جندي أمريكي في العراق، الأسبوع الماضي؛ نتيجة تدخل الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة. وهي الخسارة الأولى في صفوف الأمريكيين الذين يخدمون هناك منذ بدء الحرب ضد التنظيم، وأول حالة وفاة قتالية أمريكية في العراق منذ عام 2011. 

كانت قوات العمليات الخاصة الأمريكية- المتواجدة في العراق للقيام بما يصفه مسئولو البنتاجون بـالدور المساند- تشارك في عملية عراقية لتحرير رهائن عراقيين، من بينهم أفراد من قوات الأمن العراقية. وبعد تحرير أكثر من 70 رهينة، قُتِلَ الرقيب جوشوا ويلر، 39 عاما، بطلقٍ ناري.

أثارت وفاته سؤالا مفاده: كيف يمكن أن يموت أمريكيٌّ في ساحة القتال، في حين أن الولايات المتحدة- على الأقل وفقا للرئيس باراك أوباما- ليست في حالة حرب؟

من جانبه، قال وزير الدفاع آش كارتر يوم الجمعة: لدينا هذه القدرة.. هذه قوة أمريكية كبيرة”، مضيفًا: “يقوم الأمريكيون بمهام قتالية جوية، آلاف المهام القتالية، فوق الأراضي السورية والعراقية. هناك أمريكيون مشتركون في تدريب قوات الأمن العراقية وتقديم المشورة لهم في أنحاء البلاد. لكن ليس لدينا تشكيلات قتالية هناك مثلما كان الأمر ذات يومٍ في العراق، أو مثلما كنا طيلة سنوات في أفغانستان”.

وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون بيتر كوك يوم الخميس: “إن مهمتنا في العراق تتمثل في التدريب وتقديم المشورة والمساعدة. لكن هذا الظرف كان فريدًا من نوعه… كانت هذه المهمة تهدف لدعم ومساعدة حكومة إقليم كردستان. أما القوات الأمريكية فهي ليست في مهمة قتالية فعلية في العراق”.

لكن قبل مغادرة كارتر المنصة يوم الجمعة، أشار إلى أنه لا يمكن أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، قائلا:” “هذه أمور قتالية. والأمور معقدة”.

حقًا.

كانت قواعد مهمة تقديم المشورة والدعم تعني بقاء الأمريكيين في موقع مُغَطّى ومُختَفٍ، لكن عندما بدأ المقاتلون الذين كانوا يدعمونهم في إطلاق النار وتلقي الإصابات، تدخلوا. 

وهو ما أشار إليه المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن من بغداد، قائلا: “في خضم فوضى القتال، عندما ترى أصدقاءك يُضربون، فإنكَ تصبح تحت نوعٍ من الالتزام الأخلاقي”. مرة أخرى، القتال.

هذه الأحداث التي وقعت يوم الخميس سلطت الضوء العام على التعريفات الهلامية من قبيل “الحرب” و”القتال” التي يعمل الأميركيون بموجبها منذ فترة.. ليس فقط في العراق وسوريا. 

رسميا، انتهت العمليات القتالية في أفغانستان بحلول ديسمبر عام 2014. وفي مايو، قال أوباما: “بالنسبة لكثيرين منا، يمثل هذا اليوم التاريخي معنى خاص؛ فللمرة الأولى وصلت حربنا في أفغانستان إلى نهايتها. اليوم، ولأول مرة منذ 14 عاما، لا تخوض الولايات المتحدة حربا برية كبيرة”.

لكن حتى اليوم، تكبدت أمريكا 14 ضحية في أفغانستان منذ خطاب أوباما، من بينهم أربع وفيات قال عنهم البنتاجون إنهم “قتلوا أثناء الاشتباك”. 

وحتى لو كانت المهمة الرسمية للقوات الامريكية هي دعم القوات الأفغانية، فإن حياة الأميركيين على خط النار وفي مسرح القتال. 

قد لا تكون الأمة الأمريكية في حالة حربٍ اسميًا، وقد لا تكون قواتها جزءًا من عمليات قتالية برية واسعة النطاق. لكن الرجال والنساء الذين يخدمون في العراق وسوريا وأفغانستان هم في حالة حربٍ فعليّة، سواء كانت أمريكا في حالة حربٍ أم لا.

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم العالم بالعربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على الاقتصاد في المستقبل

يمكن للمؤسسات (الإعلامية والبحثية إلخ) الحصول على تقاريرنا حصريًا الآن. لمعرفة المزيد حول …