في العمق فتش عن الاقتصاد والدكتاتورية.. إطلالة على الحركات الانفصالية في أوروبا الغربية لـ العالم بالعربية منشور في 3 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ليست إسبانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تضم مناطق تطمح إلى الاستقلال، وبموازاة الاهتمام الإعلامي الكبير باستفتاء كاتالونيا سلط موقع دويتشه فيله الضوء على الحركات الانفصالية في أوروبا الغربية. فرص نجاح مختلفة سقوط الاتحاد السوفياتي وتفكك يوغوسلافيا تمخض عن عدة بلدان جديدة في أوروبا الشرقية. وعلى النقيض من ذلك، ظلت الحدود في أوروبا الغربية ثابتة. ومع ذلك، يواجه هذا الأساس الراسخ تحديا يتمثل في سلسلة من حركات الاستقلال. بل إن بعض هذه الطموحات مسلحة، وتبقى فرص نجاحها مختلفة. كاتالونيا لا صوت يعلو في جنبات أوروبا الغربية فوق الدعوة إلى استقلال كاتالونيا. قُمِعَت اللغة الإقليمية خلال عهد الدكتاتور فرانثيسكو فرانكو، لكن منذ ذلك الحين حققت كتالونيا قدرا كبيرا من الاستقلال الذاتي الثقافي والسياسي، بما في ذلك إنشاء برلمانها الإقليمي. لكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة لكثير من سكان كاتالونيا البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة. إنهم يريدون بلدًا مستقلا؛ لأسباب اقتصادية إلى حد كبير. وهم يعتقدون أن الدولة المركزية تمتص ثروة الإقليم. حيث تشكل المنطقة التي تضم برشلونة 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني. إقليم الباسك تتطلع كاتالونيا إلى جيرانها الإسبان في إقليم الباسك؛ المنطقة الوحيدة في إسبانيا التي لا ترسل عائداتها الضريبية إلى مدريد لتقاسمها في أنحاء البلاد. وإقليم الباسك هو المسؤول عن ضرائبه الخاصة، ولا يرسل سوى قدر صغير فقط للحكومة المركزية. ومع ذلك، فهو منطقة أفقر من كاتالونيا، لكنهما يشتركان في تاريخ من الاضطهاد تعرضا له في عهد الديكتاتور فرانكو. بيد أن سعي الباسك من أجل الاستقلال كان أكثر ميلا إلى النضال المسلح، الأمر الذى أدى إلى ظهور جماعة إيتا الانفصالية التى قتلت أكثر من 800 شخص خلال 50 عاما من الهجمات. ثم في عام 2011، أعلنت المنظمة إنهاء العنف. لا الهجمات ولا المحادثات تمخضت عن جعل إقليم الباسك أقرب إلى الاستقلال؛ بسبب رفض مدريد للفكرة كما هو حالها مع كاتالونيا. اسكتلندا ظلت اسكتلندا جزءا من المملكة المتحدة لأكثر من 300 سنة، لكن العديد من الأسكتلنديين لم يكونوا سعداء تماما بذلك. كان لديهم بالفعل برلمانهم الخاص، ودفع الحزب القومي الأسكتلندي (SNP) من أجل الاستقلال الكامل. ورغم أن استفتاء عام 2014 فشل في تحقيق ذلك، ثارت مشاعر الاستقلال مرة أخرى نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وأعلنت وزيرة اسكتلندا الأولى زعيمة الحزب القومي نيكولا ستورجون أن بلدها الذي صوت إلى حد كبير للبقاء في الاتحاد الأوروبي، لا ينبغي أن يضطر إلى مغادرة الكتلة تلقائيا مع بقية مكونات المملكة المتحدة. وألمحت إلى إمكانية إجراء استفتاء آخر عام 2018، عندما تتضح تفاصيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر. بيدَ أن استطلاعات الرأى أظهرت أن النتيجة ستكون على الأرجح هي ذاتها فى عام 2014. الإقليم الفلامندي يقود بارت دي فيفر، زعيم التحالف الفلمنكي الجديد، مجلس النواب الحالي في بلجيكا. وهو يؤمن بأن بلجيكا سوف تتفكك، وسيكون الإقليم الفلامندي الناطق بالفلمنكية أفضل اقتصاديا بدون منطقة والونيا التي يسود فيها استخدام اللغة الفرنسية. إذا حدث ذلك، فلن يتبقى سوى القليل متمسكًا بجسد بلجيكا؛ التي ستفقد أكثر من نصف سكانها واقتصادها، مما يشكك في مكانة بروكسل كعاصمة للاتحاد الأوروبي ومقر للناتو، بل ومستقبل والونيا ذاتها. حينها يمكن أن تستوعب فرنسا أو لوكسمبرج أو حتى ألمانيا المنطقة المتبقية من بلجيكا. لكن في الوقت الحاضر، لا توجد خطط فورية لتفكيك بلجيكا. منطقة بادانيا دوافع حركة الانفصال في شمال إيطاليا مالية بحتة. ومنطقة بادانيا مركز صناعي ومصرفي يستحوذ على معظم الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا. ولا غرو أن يشعر كثيرون في الشمال بأن مواطنيهم الأفقر في الجنوب يجنون ثمرة أموالهم التي اكتسبوها بشق الأنفس. وكانت حزب رابطة الشمال لاستقلال بادانيا Lega Nord في التسعينيات قد رغب في الانشقاق الكامل عن بقية إيطاليا، وأطلق على منطقته اسم “بادانيا”، في إشارة إلى وادي نهر بو، ومنذ ذلك الحين تحول التركيز بعيدا عن الانفصال النظيف نحو مزيد من السيطرة على الموارد المالية. جنوب تيرول صوب الشمال في إيطاليا، توجد منطقة كانت تنتمي إلى الامبراطورية النمساوية-المجرية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. أعقبتها فترة أضفي فيها الطابع الإيطالي على جنوب تيرول تحت حكم موسوليني، قبل أن تكتسب تدريجيا مزيدا من الاستقلال السياسي واللغوي بعد الحرب العالمية الثانية. يسمح الآن للمنطقة المزدهرة بالاحتفاظ بمعظم إيراداتها والتحكم فيها. وكان سكان جنوب تيرول راضون إلى حد كبير عن هذا الترتيب، لكن أزمة الديون أثارت المشاعر الانفصالية. ففي المرتبة التالية بعد اليونان، يثقل كاهل إيطاليا أكبر قدر من الديون في منطقة اليورو. ولم يكن كثيرون في جنوب تيرول يريدون أن يكون لهم أي علاقة بمشاكل الحكومة المركزية الإيطالية في روما. جزيرة كورسيكا لطالما حاولت فرنسا حرمان الجزيرة من لغتها المحلية، وحاربت بقوة ضد حركات الاستقلال. وفي المقابل، حاولت جبهة التحرير الوطني لـ كورسيكا FLNC الضغط على فرنسا بالقوة، فهاجمت ممثلي ورموز الدولة الفرنسية. ورغم إعلان الجماعة الانفصالية إنهاء الأعمال العدائية في عام 2014، فإن احتمال الصراع لا يزال قائما. فى العقد الأول من القرن الماضى، قدم رئيس الوزراء الفرنسى ليونيل جوسبان بعض المقترحات الحذرة للسماح ببعض الحكم الذاتى. لكن المعارضة عارضت هذا الطرح بشدة؛ بدافع الخوف من أن المناطق الأخرى سوف ترغب بعد ذلك في الانفصال أيضا. وتميل الحكومة المركزية في باريس إلى عدم إيلاء الكثير من الاهتمام باللغات الإقليمية، التي تعتبرها خطرا على الوحدة الوطنية.