الرئيسية في العمق في حرملك الرئيس الروسي

في حرملك الرئيس الروسي

2 second read
0

في ظل ظروفٍ مختلفة، كان نصر “بشار” في حلب كفيلا بأن ينسج حوله هالةً باعتباره شخصًا لا يُقهَر، ولا غروَ فقد نجا الرجل بالفعل من موجاتِ تمردٍ متوالية،  استمرت طيلة ست سنوات.

بيدَ أنّ هذا النصر في المعركة الأخيرة كانت له دلالة متناقضة تماما؛ حيث أكَّد فقط مدى اعتماد “الأسد” على القوى الخارجية.

وهل كان الجيش السوري ليستطيع كسب معركة حلب إلا بدعم من روسيا، ومساعدة الآلاف من الميليشيات المدعومة إيرانيًا من مختلف أنحاء المنطقة؟

صحيحٌ أن الرئيس السوري بشار الأسد استعاد السيطرة على حلب، لكن تحديد مصير سوريا من المرجح أن يكون بأيدي آخرين، على حد قول فيليب عيسى في وكالة أسوشيتد برس.

اليوم يوجد ثلاثة لاعبين رئيسيين في ساحة الصراع، هم: تركيا وروسيا وإيران- وربما إدارة ترامب القادمة- وهؤلاء في وضع أفضل الآن من رئيس سوريا شخصيًا لتحديد نهاية اللعبة.

أوراق المساومة

بمجرد أن يعاد نصب طاولة المفاوضات الدولية، فإن الأوراق المرتقب أن يطرحها بوتين، متسلحًا بأكبر قدر ممكن من أدوات الضغط، تتخطَّى مجرد تقرير مصير رئيس دولة عربية، على وشك أن تصبح دويلات طائفية، كـ “بشار”.

المسألة أصبحت تتجاوز هذه الورقة المتواضعة، إلى: تأسيس تواجد طويل الأمد في المنطقة، والحفاظ على العلاقة مع طهران في ظل تطوُّر التقارب الأمريكي-الإيراني، وصولا إلى إجبار الولايات المتحدة على الانخراط في حوار جاد بشأن الكثير من الملفات، وإقناع معظم القوى الأوروبية أن التفاوض مع الدب الروسي أكثر جدوى من مواجهته.

مفاوضات حتمية

في ساحات الصراع التي لا يستطيع أحد أطرافها الحسم بالقاضية؛ تصبح معظم موجات التصعيد مجرد مقدمة للمفاوضات الحتمية.

ببساطة؛ تحاول كافة الأطراف امتلاك أكبر قدر ممكن من أوراق الضغط لانتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب على الطاولة.

أما الأطراف التي لا تمتلك القدرة على التصعيد أصلا؛ فغالبًا لن تجد مقعدًا على طاولة المفاوضات، اللهم إلا إذا جلسَت في ظل أحد الرعاة الأقوياء.

أدوات بوتين

يُقال إن بوتين ليس شخصا عقائديا حتى النخاع. صحيحٌ أنه قوميّ، ينتمي للمدرسة الروسية القديمة، ويكره أوباما، ويسعى ليحل مكان الولايات المتحدة كقوة وسيطة في الشرق الأوسط.

لكن ذلك لا يعني أنه يحفظ وُدّ الوقت الذي قضاه مع سليماني وحسن نصرالله وغيرهما من “أبطال المقاومة”، أو أنَّه لا يمكن أن يفرّط في بشار الأسد.

هو يراهم ببساطة أدوات يستخدمها للحصول على ما يريدة من سوريا: بسط السلطة، وجمع الريع مع الجميع؛ بدءًا من إيران وصولا لـ إسرائيل”؛ على حد وصف لي سميث عبر معهد هدسون، يوم 18 سبتمبر 2015.

فتّش عن الغاز

لكن حتى الآن، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن لروسيا أن تضمن بها مواصلة احتكار الغاز في أوروبا الغربية هي: دعم نظام الأسد، تمهيدًا لأن تصبح لاعبًا مهما ومؤثرا في أي مفاوضات تُجرى بعدما تضع الحرب أوزارها.

وببقاء الأسد في السلطة، والاعتراف بأن روسيا وليس إيران هي الحليف الوحيد الذي بإمكانه الحفاظ على بقائه؛ ربما تستطيع روسيا ضمان دور حاسم في الشؤون السورية، بما في ذلك حق الاعتراض على أي مشاريع لمد خطوط أنابيب يمكن أن تهدد مصالح موسكو.

صحيحٌ أن هناك أسباب أخرى إضافية تقف وراء إرسال بوتين قواته إلى سوريا، لكن الكاتب هيرالد فيرسن يُرَجَّح أن الغاز الطبيعي كان في عقله عندما قرر فجأة اتخاذ هذه الخطوة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …